الإثنين 20 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من مخبأ لغارات الحرب لمشروع قومي.. 8 محطات لنفق "الرمل" بالإسكندرية بعد قرار طرحه للاستثمار (صور)

القاهرة 24
محافظات
الجمعة 29/يناير/2021 - 02:59 م

قرابة الثمانين عاما هي عمر نفق محطة الرمل بالإسكندرية الذي بُني خلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر ليكون مخبأ من غارات الحرب العالمية الثانية، وبعدها بسنوات دخل تحت عصمة الجمعية التعاونية الاستهلاكية بقرار رئاسي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر وأنشأ به أول سلم متحرك بمصر.

وظل هذا النفق  على مدار عشرات السنوات تُصرف عليه ملايين الجنيهات لتطويره ويتم افتتاحه لشهور وبعدها يُغلق لأسباب مجهولة، حتى صدر قرار أمس الأول من اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية لنقل تبعيته عن شركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية، وطرحه للاستثمار لعمل مشروع قومي.

تاريخ نفق محطة الرمل

خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت الإسكندرية قاعدة للأسطول البريطانى فى البحر المتوسط بل أكبر قاعدة عسكرية، وقد تعرضت لغارات الإيطاليين والألمان نظرا لموقعها الاستراتيجى، وخلال وتلك الفترة إنشأت مجموعة من الأنفاق للاختباء من الغارات وكان أكبرها هو هذا النفق الذي كان يقع علي كورنيش محطة الرمل.

تأجيره للجمعية الاستهلاكية 

وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أصدر قرارا رئاسيا بتأجيره إلى الجمعية التعاونية الاستهلاكية بالإسكندرية مقابل مبلغ "جنيه" سنويا، وتم تكليف حمدي عاشور؛ المحافظ آنذاك بتطويره، فتم تزويده بسلالم كهربائية في 1964 وكان أول منشأة في الشرق الأوسط يتم تزويدها بها.

توقفه فترة الحرب 

وظل يقوم بدوره كمجمع استهلاكي رمزي حتي توقف خلال فترة حرب 1973، وبعد انتهاء فترة الحرب، تم إعادة فتح النفق مثله مثل العديد من الأعمال والمراكز التي توقفت خلال فترة الحرب، ليقوم من جديد بدوره في تقديم سلع الجمعية التعاونية الاستهلاكية بأسعار بسيطة، وظل كذلك حتى عام 1992، حتي أغلق لأسباب مجهولة.

غلقه 20 عاما 

وعلى مدار 20 عاما بعد تلك الفترة ظل نفق محطة الرمل مغلقاً، بل تحول لمرتع للقمامة ومقر للباعة الجائلين الذين يفترشون ناصيته نهاراً، ووكر لمتعاطي المخدرات ليلاً، وذلك علي الرغم من موقعه الحيوي بمنطقة محطة الرمل بوسط المحافظة ووجوده في الجهة المقابلة لطريق الكورنيش.

4 ملايين لتطويره 

وفي عام 2012، خلال تولي محمد عباس؛ منصب محافظ الإسكندرية، قرر في بيان صحفي في شهر إبريل آنذاك، إعادة  افتتاح نفق محطة الرمل بوسط المدينة بتكلفة قدرها نحو 4 ملايين جنيه، لإقامة 8 محال تجارية، وذلك بغرض تشجيع وتنشيط الحركة التجارية والسياحية بمنطقة وسط المدينة.

وأضاف عباس أنه تم تطوير وتحديث النفق بالكامل عن طريق شركة المقاولين العرب بالأمر المباشر من جانب وزارة الإسكان، وبعد هذا البيان لم يتم افتتاح النفق في الموعد المقرر وظل مغلقا.

افتتاح وهمي بعد 22 عاما

وفي شهر يونيو لعام 2014، خلال تولي اللواء طارق المهدى؛ منصب محافظ الإسكندرية، تم افتتاح نفق محطة الرمل بعد تطويره وصيانته وتحويله  لمول تجارى علي الدراز الحديث، تمهيدا لتأجيره لمحال تجارية، وبلغت تكلفته بحسب بيان صحفي سابق قرابة 2 مليون جنيه.

وبعد حفل الافتتاح بقرابة شهر، أغلق من جديد النفق دون الإعلان عن أسباب، مما تسبب في موجة استياء بين أهالي المحافظة، خاصة مع انتشار  صور تطويره والمبالغ الطائلة التي صرفت عليه، وعاد مجددا ليكون مرتع للقمامة بالمنطقة.

تشغيله كأكبر مجمع استهلاكي

في شهر إبريل لعام 2016، ومع تولي الدكتور هاني المسيري؛ منصب محافظ الإسكندرية، أعيد تطوير ميدان ونفق محطة الرمل، وتم  إعادة افتتاح النفق كمركز تجارى متكامل تابع لشركة المجمعات الاستهلاكية، بتكلفة قُدرت بأربعة ملايين جنيه.

وتكون مشروع المجمع الاستهلاكى من مركز موحد لخدمة المواطنين لتقديم جميع الخدمات، ومركز لصرف سلع تموينية وصرف بدل نقاط الخبز والسلع الحرة، بالإضافة إلى صالة انتظار لعملاء التموين مجهزة بإعلان رقم الخدمة، وركن لبيع السلع الغذائية الحرة بأسعار مميزة.

طرحه لإقامة مشروع استثماري 

ولم يستمر هذا التشغيل سوي بضعة شهور وأغلق مجددا حتي اليوم،  وعاد لوضعه محاصر بالقمامة والباعة الجائلين من الخارج،  وهو ما جعل اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، يصدر قراره أول أمس الأثنين،  بنزع تخصيص نفق محطة الرمل لشركة الإسكندرية للمجمعات الاستهلاكية، وذلك تمهيدا لطرحه لإقامة مشروع استثماري يتناسب مع القيمة التاريخية والحضارية للمكان، وتعظيما لموارد المحافظة المادية، واستغلال المكان بما يخدم الإسكندرية وتاريخها العريق.  

وأكد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، أن النفق يقع على مسطح إجمالي 700 متر بموقع متميز بمنطقة محطة الرمل، والتي تعتبر من أقدم وأعرق معالم الثغر، و به أقدم سلالم كهربائية متحركة في الإسكندرية، والتي كانت أعجوبة في بداية إنشائه، وخاصة أن محطة الرمل تعد طريقا رئيسيا لكثير من المعالم السياحية والأثرية، وبها عدة فنادق تعد من تراث الإسكندرية المعماري والتراثي، وذلك بدلا من تحول النفق بعد إهماله إلى مأوى للمتسولين والباعة الجائلين.

تابع مواقعنا