قبطان بحري: التحقيق في جنوح السفينة يستغرق أشهر.. والقاطرة الهولندية في مصر منذ 16 مارس
قال حسام فودة، قبطان بحري، إن معرفة السبب الحقيقي لجنوح السفينة البنمية إيفرجيفن سابق لأوانه، مضيفًا أن التحقيقات في الحادث تستغرق من شهر إلى ثلاثة أشهر، وذلك من خلال تفريغ جهاز "في دي آر" أو الصندق الأسود للسفينة بالمعنى الدارج.
وأوضح في تصريحات لـ“القاهرة 24" أن الصندوق عبارة عن كبسولة تطفو على السطح في حالة غرق السفينة، ويوجد في قمرة القيادة، ويقوم بتسجيل كل ما يدور بداخلها، يستعين به الخبراء للوقوف على الأسباب الحقيقية لما حدث بالسفينة.
وقال فودة إن الجهات المختصة سوف تقوم بتفريغ محتويات الجهاز ثم تحليل البيانات ثم عمل محاكاة لآخر إجراءات قام قبطان السفينة باتخاذها، لذلك فالوقوف على أسباب الحادث يأخذ وقت.
وعن محاولة البعض تحميل مرشدي قناة السويس سبب جنوح السفينة البنمية أوضح فودة أن القاعدة البحرية المعروفة أن قبطان السفينة هو من يتحمل المسئولية كاملة؛ لأنه صاحب القرار الأول والأخير على السفينة، ودور مرشد القناة استشاريا وليس أمرًا واجب النفاذ، فمن حق القبطان مخالفة قرار المرشد بل من حقه أيضا المطالبة بتغيير المرشد".
وفيما يتعلق بالحديث حول قيام القاطرة الهولندية بتعويم السفينة الجانحة، أوضح فودة "أن القاطرة الهولندية كانت موجود في مصر بالفعل يوم 16 مارس أمام مخطاف بورسعيد، وكانت موجودة أمام مخطاف السويس بتاريخ 19 مارس، أي أنها عبرت قناة السويس قبل جنوح السفينة ايفرجيفن بأيام، يعني أنها لم تأت إلى مصر خصيصا بعد الحادث".
وقال إنها مستأجرة في مصر من قبل شركات البترول لأعمال الحفر والقطر، وتم الاستعانة بها من قبل هيئة قناة السويس لأن قوة الجذب للقاطرة الهولندية يتجاوز 200 طن، مضيفاً "الحديث عن قيام الهولنديين بإنقاذ الموقف وتعويم السفينة الجانحة مبالغ فيه للتقليل من دور رجال هيئة قناة السويس في إنجاح التعويم، فعلى الرغم من إشراك القاطرة الهولندية في تعويم السفينة الجانحة، فإن طاقم القاطرة وهو متعدد الجنسيات كان يعمل تحت إشراف هيئة قناة السويس، من خلال الخطة التي وضعتها الهيئة منذ جنوح السفينة وتوقف الحركة الملاحية بالقناة".
وأضاف أن “شركة إيفرجرين المالكة للسفينة بعد وقوع الحادث، أرسلت فريقين لمعاينة وضع السفينة العالقة، وذلك بعد موافقة هيئة قناة السويس، الأول فريق هولندي تابع لإحدى الشركات المتخصصة في تصادم وجنوح السفن، والفريق الآخر ياباني”.
وتابع أن السفينة ايفرجيفن يابانية الصنع، وعندما اطلع الفريقان على الإجراءات التي اتخذتها هيئة قناة السويس لتعويم السفينة، وافقا عليها ودورهما كان استشاريًا فقط، ولم يتم إجراء أي تعديل من قبل الفريقين على الخطة المصرية.
وأوضح “أن هيئة قناة السويس تقوم بعمل مناورات بصفة دائمة تحسبًا لوقوع حوادث مشابهة”.
وأشار فودة إلى أن العوامل الطبيعية ساعدت في إنجاح عملية التعويم، قائلا: "لو كانت تأخرت عملية تعويم السفينة عن هذه الأيام في ظل ارتفاع منسوب المياه، لكانت لجأت هيئة قناة السويس للخطة البديلة وهي تفريغ حمولة السفينة، وهي الحل الأصعب والأكثر تكلفة".