قمة الفرقاء والأصدقاء.. هل ينجح العراق في تحريك العلاقات المتوترة فى المنطقة؟
رغم مرور ساعات على انتهاء مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، إلا أنه لا زال متصدرًا اهتمامات الوسائل الإعلامية العربية والدولية، كونه استطاع جمع قيادات بعض الدول التي شهدت علاقاتها لثنائية العديد من المفرقات خلال العقود والسنوات الماضية.
المؤتمر العراقي الذي يمكن وصفه بالقمة التاريخية في المنطقة، حظي بالعديد من اللقاءات التي مثلت نقاطً أساسية في العلاقات الدولية بالشرق الأوسط، بعدما شهد المؤتمر حضور دولي وساع على المستوى العربي، والدولي.
السيسي وأمير قطر
تصدر لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، بأمير قطر، أبرز لقاءات الأصدقاء العرب، ليكلل اللقاء مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجهود المتبادلة بين الطرفين لعودة العلاقات الثنائية من جديد منذ قمة العلا بالسعودية في شهر يناير من العام الحالي.
إذ التقى الرئيس السيسي، لأول مرة بأمير قطر، في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، منذ عام 2017، بعدما اتخذ الرباعي العربي بقيادة مصر قرارًا بمقاطعة الدوحة.
اللقاء الأول من نوعه منذ سنوات، حظي بتوافق على أهمية مواصلة التشاور والعمل بين القاهرة والدوحة، من أجل دفع العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة، فضلًا عن استمرار الخطوات المتبادلة بهدف استئناف مختلف آليات التعاون الثنائي.
لقاء سعودي إيراني
الحضور السعودي الإيراني على طاولة واحدة خلال المؤتمر، مثل أيضًا أحد النقاط البارزة في مؤتمر بلاد الرافدين، والذي يمكن وصفه بأنه لقاء الفرقاء، إذ شهد اللقاء حضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الأمر الذي من شانه تهدئة التوترات بين البلدين الذين شهدا العديد من الخلافات السياسية خلال السنوات الماضية.
فقد أشارت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية، إلى أن العراق سعت إلى تهدئة الأوضاع ببمنطقة الخليج من خلال المؤتمر، بدعوتها إيران وخصومها من دول الخليج العربية إلى حضور القمة.
وزير إيران يتقرب للقاهرة
وقبيل مغادرة الحاضرين لمقر مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، أظهر مقطع فيديو، محادثة جانبية بين وزير الخارجية الإيراني، والرئيس عبدالفتاح السيسي، على هامش مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بالعاصمة العراقية، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات.
ويظهر من خلال الفيديو، وجود وزير الخارجية الإيراني الجديد أمير عبداللهيان، وهو يتحدث أثناء سيره بجوار الرئيس السيسي، بصحبة الرئيس الفرنسي والعاهل الأردني وأمير قطر ورئيس الوزراء العراقي.
أهداف العراق إقليمًا
المؤتمر الذي حظي بمشاركة واهتمام دوليين، أشارت صحف دولية إلى أن بغداد تسعى من خلال المؤتمر لاستعادة تأثيرها العربي والإقليمي، بمساندة دولية، ضمن إطار تحديد المستقبل السياسي لمنطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، لإعادة تحقيق الموازنات الميدانية في المنطقة، في ظل تطورات المفاوضات الإيرانية الغربية بشان الاتفاق النووي، وما شهدته أفغانستان خلال الأسابيع الماضية.
الدكتور عبد الكريم الوزان، المحلل السياسي العراقي، أشار إلى أن مؤتمر العاصمة العراقية بغداد، هدف إلى معالجة القضايا الأمنية في منطقة الشرق الأوسط في المقام الأول، خاصة فيما تشهده المنطقة من أحداث متسارعة كما حدث في كابول.
الوزان، أضاف في تصريحات لـ «القاهرة 24» أن المؤتمر سعى إلى حلحلة التوترات بين دول المنطقة، والبدء في إعادة العراق إلى مكانتها الإقليمية بمساندة كل من مصر والأردن.
مردفًا أن الحكومة العراقية سعت إلى الحصول على دعم عربي ودولي لمواجهة التهديدات التي من شأنها التأثير على إمكانية إجراء الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر أكتوبر القادم.
رسائل بالإنابة
المحلل السياسي العراقي، أوضح أن المؤتمر تضمن تبادل رسائل وإرسال رسائل بالإنابة، مشيرًا إلى حديث وزير الخارجية الإيراني عن الولايات المتحدة الأمريكية، وصفًا إياه بأن إيران سعت للتأكيد على تواجدها في المنطقة من خلال تواجدها بمشاركة ممثلين عن الدول الكبرى وخاصة الرئيس الفرنسي.
عودة بغداد للمنطقة
في سياق متصل، قال الدكتور محمد عاصم شنشل، الخبير العسكري والاستراتيجي العراقي، قال إن المؤتمر جاء كأحد نتائج التنسيق بين العراق ومصر والأردن، لعودة ثقل العراق في الشرق الأوسط، وإخراجها من تبعية التدخلات الإيرانية والتركية في المقام الأول.
شنشل، أضاف في تصريحات لـ «القاهرة 24» أنه من أحد اهداف مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، مناقشة بعض الأزمات التي يعيشها الشعب العراقي بشكل خاص، والتي على رأسها الجفاف في ظل حجب تركيا للمياه، كما هو الحال من جانب إيران التي أغلقت سدودها في وجه المياه المتوجهة إلى الأراضي العراقية.
كما أستطرد، أن مؤتمر اليوم لم يكن سوى تجسيد لدور العراق الذي بدأ في التغيير، بمساندة من قبل القاهرة لتتمكن بغداد من استعادة عافيتها بين عواصم الدول المجاورة، مطالبًا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإخراج القوات الأجنبية الموجودة في العراق، وخاصة القوى الإيرانية.