الجمعة 01 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الحشرة الفتاكة.. مسؤول بالفاو: مصر تعاملت مع دودة الحشد بذكاء ونعجز عن إيقافها ويجب التعايش معها

دودة الحشد الخريفية
أخبار
دودة الحشد الخريفية تصيب حقول الذرة - أرشيفية
الأربعاء 19/يناير/2022 - 04:11 م

تعتبر  دودة الحشد الخريفية  أو الدودة الجياشة من أكثر الآفات التي تهدد الزراعة في العالم، وهي آفة حشرية وتشكل خطرًًا على الأمن الغذائي، بسبب قدرتها الكبيرة على الانتقال لمسافات بعيدة بجانب قدرتها الكبيرة على التكاثر المستمر والكبير، والأهم شراهتها وقدرتها على التغذي على عدد كبير من المحاصيل لأكثر من 350 نوعًًا نباتيًا من المحاصيل لا سيما الذرة الشامية وجبتها الغذائية المفضلة التي تستطيع القضاء على حقوله الممتدة في فترة وجيزة، وهو ما استدعى القاهرة 24، للتواصل مع الدكتور ثائر ياسين مسؤول وقاية النباتات للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة الفاو، للتعرف على خطورة تلك الآفة حديثة العهد بالقارة السمراء، وجهود مصر الحقيقية التي تمت خلال السنوات السابقة لمحاولة إحكام السيطرة عليها فور وصولها للأراضي المصرية وتسجيلها بشكل رسمي عام 2018 وحتى الآن.

خسائر القارة الإفريقية أكثر من 9 مليارات دولار سنويًًا

قال الدكتور ثائر ياسين، مسؤول وقاية النباتات للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة الفاو، إن  دودة الحشد الخريفية  أو الدودة الجياشة كما يُطلق عليها، تشكل تهديدًًا وخطورة على الزراعة، لأنها تتغذى بنهمٍ على أكثر من 350 نوعًا نباتيًا، إلا أن وجبتها المفضلة هي الذرة الشامية، كما أنها تستطيع وضع عدد كبير من البيض وهو ما يساهم في تكاثرها بشكل كبير، كما يمكنها السفر والانتقال لمسافة طيران تصل إلى 100 كلم في اليوم، ومع وجود الرياح يمكنها بسط أجنحتها لتحملها الرياح لمسافة تصل لحوالي 2000  كلم.

الدكتور ثائر ياسين - مسؤول وقاية النباتات للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة بالفاو

وأضاف مسؤول وقاية النباتات للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة الفاو، أنه مع وصول دودة الحشد لدول القارة الإفريقية قادمة من الأمريكيتين، قُدرت خسائر القارة الإفريقية منذ وصول دودة الحشد الخريفية سنويًًا بحوالي 9.1 مليار دولار، وهو مبلغ كبير مع تدني إجمالي الناتج المحلي لكثير من تلك الدول.

وأكد الدكتور ثائر ياسين، أنه تم تسجل دودة الحشد الخريفية ووصولها إلى مصر بشكل رسمي في عام 2018، مشيدًًا بالخطوات الاستباقية التي اتخذتها مصر من خلال التعاون مع منظمة الأغذية والزراعة الفاو، وتم التعرف عليها والتأكد من وجودها من خلال تحليل الـDNA  للتأكد من هُويتها وعزلها معمليًًا.

وأشاد مسؤول وقاية النباتات للشرق الأدنى وشمال إفريقيا في منظمة الأغذية والزراعة الفاو، بالسياسات التي اتخذتها مصر من رصد الآفة للبلاد لتسجيلها والتعرف عليها منذ دخولها، مثمنًًا التعاون البناء من خلال تبادل الخبرات والمعلومات حول الآفة من خلال تجارب الدول الإفريقية التي أصابتها مبكرًًا، واصفًًا تلك الخطوات بالتعامل الذكي مع الآفة.

دودة الحشد تتغذى على محصول الذرة

مصر ستكون مركز إقليميًًا لدول المنطقة للتدريب على مكافحة دودة الحشد

وأشار الدكتور ثائر ياسين، إلى أنه مع بداية وصول دودة الحشد لمصر، تم التعاون بين منظمة الفاو ووزارة الزراعة المصرية من خلال عقد عدد من بروتوكولات التعاون ووضع خطط مشتركة لدراسة الآفة ووضع برامج لمكافحتها، مؤكدًًا حصول مصر على حصة الأسد من دعم المنظمة في مكافحة الآفة والسبب في ذلك أنها الدولة الأكبر في زراعة الذرة الشامية في المنطقة بمساحة تُقدر بحوالي 1 مليون فدان وهو ما يمثل خطورة على هذا المحصول الاستراتيجي ويهدد الأمن الغذائي بالبلاد لأنه الغذاء الأهم المفضل للحشرة. 

وأوضح أنه في هذا السياق تم عقد عدد من المشاريع التعاونية والتدريبية في هذا المجال ومنها تبادل الخبرات والتدريب لعدد 1000 متخصص من الباحثين والمهندسين الزراعيين والمزارعين بصعيد مصر وفي الوجه البحري، وكذلك تقديم الدعم اللوجيستي من خلال الشرائط القاتلة والمصائد الجاذبات الجنسية للدودة والتي أثبتت فعاليتها في القضاء التحري عن الحشرة من أجل تنسيق برامج عليها بنسبة لا بأس بها المكافحة.

جانب من التدريب العملي بالحقل ببعض المحافظات للكشف دودة الحشد

واستطرد حديثه في هذا السياق، بأنه تم رصد حصر وتصنيف للأعداء الحيوية الموجودة في مصر والقادرة على القضاء على الدودة وتم اكتشاف عدد من الأعداء الحيوية ومنها طفيل البيض المسمى التيلينوموس ريميس، بجانب التيكوجراما، والذي نجح في القضاء على دودة القطن، وعدد كبير من الأعداء الحيوية التي تخضع للتصنيف في الوقت الحالي، وفي هذا السياق تم رفع كفاءة معمل شندويل بمحافظة سوهاج، لزيادة إنتاج الأعداء الحيوية، وكذلك دعم إنتاج المبيدات الحيوية ببعض الأماكن ورفع كفاءة بعض المصانع والمعامل للمساهمة في التوسع في إنتاجها، وهو ما يسهم في أن تكون مصر مركزًًا إقليميًًا لمكافحة دودة الحشد.

ودلل على ذلك بأن الأبحاث أثبتت أن طفيل الترايكوجراما وطفيل التيلينوموس نجح في مقاومة وقتل دودة الحشد الخريفية والمساهمة في تقليل نموها وتكاثرها من خلال وضع البيض الخاص به داخل بيض دودة الحشد كي تكتمل دورة حياة الطفيل وخلال طور حياته يتغذى على بيض الدودة الجياشة.

الأعداء الحيوية تنجح في القضاء على بيض دودة الحشد وتتغذى عليها

المكافحة الحيوية هي الحل

وشدد على أن المكافحة الحيوية هي التي أثبتت نتائجها على المدى الطويل، مؤكدًًا بأن كل الدول التي استخدمت المبيدات الكيميائية فشلت في إفريقيا والدول التي استخدمت المكافحة العضوية الحيوية نجحت والنموذج الشاهد والدليل على ذلك تجربة البرازيل الرائدة من خلال المكافحة الحيوية والعضوية.

وتابع قائلًا: نحن في منتصف الطريق ولا يمكننا الاطمئنان أو الجزم بالانتصار على الآفة، ونحتاج لدعم أكثر والتوسع في إنتاج الأعداء الحيوية والمبيدات الحيوية وفي إنشاء المدارس الحقلية لتعريف المزارعين بكيفية المقاومة والمكافحة الصحيحة.

وفي نهاية حديثه أوصى باستخدام المبيدات في المراحل المتأخرة كآخر حل يمكن أن نلجأ له، لافتًًا بأن الآفة شر لا بد منه ولا نستطيع القضاء عليها ولكننا نستطيع التخفيف من أضرارها والتعايش معها بإعادة التوازن البيئي من خلال المكافحة السليمة والتعامل الحذر معها.

تابع مواقعنا