الأحد 02 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى ميلاد الشاعر أحمد مفتاح العماري.. مقتطفات من قصائده

الشاعر أحمد مفتاح
ثقافة
الشاعر أحمد مفتاح العماري
السبت 19/مارس/2022 - 11:23 م

تحل اليوم 19 مارس، ذكرى ميلاد الشاعر أحمد مفتاح العماري، حيث وُلد في مثل هذا اليوم 19 مارس عام 1858، وهو شاعر وناثر مصري من مواليد صعيد مصر، وعاش في القرن التاسع عشر.

درس الكاتب أحمد مفتاح العماري في الأزهر الشريف، وتعلم على يد شيوخه الكبار، ثم انتقل للتعلم في دار العلوم فتخرج فيها وعمل بها لمدة 9 سنوات، وعاش آخر حياته في عزلة اجتماعية بعدما درَّس في مدرسة ابتدائية حتى يقتات من راتبه.

ترك الشاعر أحمد مفتاح العماري العديد من الآثار الأدبية منها: مفتاح الإنشاء، ومفتاح الأفكار في الشعر المختار، وديوان حماسة من شعراء العرب، ومفتاح الأفكار في النثر المختار، ورفع اللثام عن أسماء الضرغام.

داء الغرور.. قصيدة للشاعر أحمد مفتاح العماري

لهوى النفس في اقتحام الأمورِ
حكمةٌ تستفزّ لبَّ الخبيرِ
كلُّ داءٍ يَبرا ولو بعد حينٍ
غيرَ داءِ الهوى وداءِ الغرور
قفْ قليلًا وأمعنِ الفكرَ فيما
أظهرتْه الغيوبُ كلَّ الظهور
ظنّ بعضُ الرعاعِ والظنُّ إثمٌ
يُورد النفسَ أسوأَ المقدور
أن سيفي لدى الهجاءِ كهامٌ
وقناتي تلين في كفِّ زُور
فتعامى ومجَّ من فيِه إفكًا
وقبيحٌ بالمرء خبثُ الضمير
عشتُ مَعْه على الضغائن سِرًّا
لا أرى منه غيرَ نذلٍ فخور
فانتقى لي بعد انتقالي سطورًا
هو أولى بلفظها المهجور
ظنّها الشعرَ ضلّةً ليس يدري
أن دون القريضِ خوضَ البحور
فيه ما شئت قُلهُ غيرَ مبالٍ
من ضلالٍ وخدعةٍ وفجور
عرفتْه الإخوانُ بالخفض حتى
ميّزتْه بالخفض والتنكير
فاتّقوه وأخبثُ الناس طُرًّا
رجلٌ تتّقيه خوفَ الشرور
ورماني زُورًا بنكران كتبٍ
وبكسبي من وفره الموفور
أيَّ وفرٍ أفاد أم أيُّ كُتْبٍ
تُبتغى من لدنْ لئيمٍ حقير
حمل الكتبَ لا لعلمٍ ولكن
لترى الناس أنه كالحمير
وانتمى للثقات في العلم حتى
أوهم الناس أنه «ابنُ كثير»
يا عديمَ الذِّمامٍ في كلّ أمرٍ
وقليلَ الرجاء للمستجير
هاكَ مني عديمةَ المثلِ أنحتْ
بمُساوٍ على عديم النظير

قصيدة نصائح وحكم في الحياة

لقد مات في سنّ الثلاثين بيرمُ
فإن كان قولٌ فالرثاءُ المقدَّمُ
مضى سابقًا سبقَ الجوادِ إلى المدى
ولا يُدرك الغاياتِ إلا المطهَّم
فتًى كان مثلَ السيفِ يفري قِرابَهُ
ويعجب منه الناظرُ المتوسِّمُ
فتًى كان في حالَيْه للمجد كاسبًا
كَبادٍ يرود العشبَ أو يتجرثم
فتًى كان مثلَ الليثِ طلاّعَ أَنْجُدٍ
وكالفحل يحمي شولَه وهو مُقرِم
فما بالُ هذا الفحلِ تُقْدَع أنفُهُ
ولِمْ ذَلّ ذاك الضيغمُ المتأجِّم
وقد كان يرعى عهدَه وجِوارَه
فلا العهدُ منقوضٌ ولا الجارُ مُسْلَم
وقد كان مأوًى لليتامى يُظلّهم
إذا السنةُ الشهباءُ ظلّتْ تَجَهَّم
وكان ذوو الحاجاتِ منه بنجوةٍ
إذا ساقهم سيلٌ من الذلّ مُفْعَم
وما كان مِجْزاعًا إذا الخطبُ عضَّه
ولا وَكِلًا يغشاه ما ليس يعلم
ولكنْ أخو جأشٍ وحزمٍ كلاهما
أَبَرُّ من السيف الجُراز وأحكم
وما الطودُ ممنوعُ الذرى هضباتُهُ
أنفنَ فلم يفرع ذُراهنَّ أعصم
بنتْ فوقه الأُسْدُ الضواري على الطوى
زُبًى يتّقيها الصاعدُ المتجشِّم
بأثبتَ ركنًا منه يومَ عظيمةٍ
وأوفرَ حلمًا والظنونُ تُرجّم
تَسَنَّمَ في عُقباه مَتْنَي وظيفةٍ
هي القَطْرُ يتلوه من الغيثِ مُسْجِم
وسَلّمَ تسليمَ البشاشةِ جاعلًا
قُصارى المطايا أن يُقيمَ المسلّم
فما كان إلا أن أناخَ ببابهِ
من البين ركبٌ لا يريم مُخَيِّم
فودَّعَ توديعَ امرئٍ غيرِ راجعٍ
سجيسَ الليالي أو يؤوب المثلَّم
ليبكِ عليه ضارعٌ طَوَّحتْ بهِ
يدُ الدهرِ واستهوته دهياءُ صيلم
يُذكّرنيهِ الخيرُ والشرُّ دائبًا
إذا زاغ ظَلاّمٌ وصاح مُظَلَّم
وتعتادني ذكراه للضيف كلّما
طغتْ بُرْمةٌ أو مِرجلٌ يَتهزَّم
فقدناه فقدَ الروضِ ماءَ غمامةٍ
على ظمأٍ، والقلبُ حَرّانُ أهيمُ
فهل عهدُه العهدُ الذي هو راجعٌ
ألا إنما عهدُ المنايا مُصَرَّم
وهل حلمُه يومَ القيامةِ حلمُهُ
إذا خفَّ رضوى واستحال يَلملم
رمته شَعوبٌ فاتّقاها بصدرهِ
وسهمُ المنايا في المقاتلِ مُحْكَم
فلم يُغنِ عنه فكرُه وهو صارمٌ
ولا ذاد عنه عُرفُه وهو عَيْلم
عفاءً على تلك الحياةِ فإنها
تفاريقُ نهبٍ بين قومٍ يُقَسَّم
فلو كان ردُّ الموتِ يُسطاع لانبرتْ
كماةٌ لها قرعُ الظنابيبِ مَغْنَم
إذا الشرُّ أبدى ناجذيه حسبتَهم
أُسودَ شرًى أظفارُها لا تُقَلَّم
ولكنهُ الموتُ الزؤامُ إذا عدا
تداعت لمأتاه زبيدٌ وخَثعم
متى يرمِ أشلاءَ العشيرةِ أغمضتْ
حذامِ ولم يُغْنِ النطاسيُّ حِذْيَم

تابع مواقعنا