الأحد 02 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في ذكرى تحريرها.. لماذا يطمع اليهود في سيناء؟

الإثنين 25/أبريل/2022 - 11:20 م

سيناء أو شبه جزيرة سيناء أو أرض الفيروز كلها أسماء للقطعة الغالية على كل مصري التي سالت فيها دماء آبائنا وأجدادنا عليها، أرض سيناء ثغرة خطيرة في الحدود المصرية تمكن جميع أعداء مصر من خلالها، دخول مصر بدءًا من الهكسوس، والفرس، والإسكندر الأكبر، والرومان، وفى العصر الحديث عجزت بريطانيا عن احتلال مصر عام ‏1882‏ عن طريق الإسكندرية، فلجأت إلى الالتفاف حول البوابة الشرقية، وهزمت جيش أحمد عرابي في موقعة التل الكبير وزحف جيشها صوب القاهرة‏.

وصفها جمال حمدان سيناء في كتابه «شخصية مصر» بأنها (ليست صندوقا من الرمال كما قد يتوهم البعض إنما هي صندوق من الذهب مجازا كما هي حقيقية بها الشجرة المباركة التي ما زالت يانعة في سانت كاترين وذُكرت في القرآن الكريم: «وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين» والآية الكريمة أيضًا «والتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمي، وتقول عنها جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل أبان حرب أكتوبر عند احتلال إسرائيل لسيناء 1967 يمكننا الخروج من تل أبيب لكن من المستحيل أن نخرج من سيناء.

قدسية سيناء عند المسلمين والمسيحيين 
ولسيناء قدسية عند المسلمين فهي الأرض التي باركها الله سبحانه وتعالى وذكرها في كتبه السماوية، وكلم الله فيها موسى تكليما، كما أنها الأرض التي مر بها ولجأ إليها أنبياء الله، ويوجد في سيناء الكثير من المعالم الدينية والأثرية التي لها تاريخها وذكرها القرآن وعظها الأنبياء من أهم هذه الأماكن: 

 جبل موسى 

ويعد جبل موسى هو المكان الذى كلم الله عليه النبي موسى ويعرف بطور سيناء، ويقع في محافظة جنوب سيناء، ويبلغ ارتفاعه حوالي 2285 مترًا فوق سطح البحر، وسمي بجبل موسى نسبة لـ"كَليم الله" النبي الذي كلَّم ربه عند هذا الجبل وتلقى الوصايا العشر وفقًا للديانات اليهودية والمسيحية والإسلام، ويعتبر من أشهر جبال سيناء إذ يزوره الآلاف من السياح، وتم ذكره في القرآن كما تم ذكر سيناء لأنه يقع فيها، فقد قال عنه الله: "إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى، ويوجد بالجبل كنيسة يونانية صغيرة وجامع صغير. 

 دير سانت كاترين

يقع دير سانت كاترين في جنوب سيناء، أسفل جبل كاترين أعلى الجبال في مصر، وبالقرب من جبل موسى، ويقال عنه إنه أقدم دير في العالم، وهو مزارًا سياحيًا كبيرًا، حيث تقصده أفواج سياحية من جميع بقاع العالم، وهناك مسجدا صغيرا، يسمى الحاكم بأمر الله قام أحد حكام مصر في العصر الفاطمي ببنائه داخل الدير حتى يحمي الدير من الهجمات التي كان يتعرض لها الدير من وقت لآخر

الوادي المقدس

ذلك الذي ذكره المولى عز وجل في كتابه الكريم وقال لموسى: "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى"، وهذا الوادي بالقطع في سيناء بجوار جبل الطور وبجوار الشجرة المباركة التي هي موجودة حتى الآن في سيناء داخل سور سانت كاترين وهي شجرة العليقة، فكان كلام المولى لموسى لأول مرة في سيناء بالوادي المقدس طوى وحدده القرآن الكريم بقوله تعالى "فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ ءَانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّى ءَانَسْتُ نَارا لَّعَلِّى ءَاتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ * فَلَمَّا أَتَيٰهَا نُودِىَ مِن شَـٰطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِى الْبُقْعَةِ الْمُبَـٰرَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَـٰمُوسَى إِنِّى أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَـٰلَمِينَ".

ويعد وادي طوى البقعة المباركة في الأرض وهي أقدم وأول بقعة مقدسة على وجه الأرض، وليس هناك شك في ذلك وقد ذكر في كتاب الله، وكلمة "طوى" وحيها من طوى الزمن وطوله وقدم عمر الوادي المقدس وأمر الله نبيه وكليمه موسى عليه السلام بخلع نعليه هو أمر واجب على كل مؤمن بكتاب الله ورسله أن يخلع نعليه عند دخول هذا الحرم الرباني العتيق.

قلعة صلاح الدين الأيوبي 

تقع القلعة بجزيرة فرعون وهي جزيرة مرجانية تقع على بعد 8 كم جنوب طابا التي تتوسط قمة خليج العقبة وتعتبر من أهم الآثار الإسلامية في سيناء. أنشأها صلاح الدين الأيوبي في أواخر القرن الثاني عشر الميلادي، وأقيمت لتأمين خليج العقبة ضد الغزوات الخارجية، وتأمين طريق الحج وطرق التجارة، ويستطيع الزائر للقلعة أن يرى بوضوح حدود أربع دول وهي مصر والسعودية والأردن وفلسطين المحتلة.

المسيح الدجال لا يدخل مكة والمدينة وطور سيناء 

من المعلوم للمسلمين ان المسيح الدجال لا يدخل مكة أو المدينة المنورة فقد جاء في الصحيحين وغيرهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال، إلا مكة والمدينة. وفي مسند الإمام أحمد: ولا يقرب أربعة مساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ومسجد الطور ومسجد الأقصى الحديث قال عنه الشيخ شعيب الأرناؤوط إسناد صحيح.

الأهمية السياحية لسيناء 

في سيناء أجمل شواطئ العالم رأس محمد، وخليج العقبة، شرم الشيخ، دهب، طابا، نويبع، وفي سيناء أفضل الأماكن التي تقدم السياحة العلاجية في العالم، بها عيون المياه الكبريتية النادرة التي تشفي من الأمراض، أهمها: حمام فرعون، وحمام موسى، وعيون موسى والأعشاب الطبية، التي تستخدم في الشفاء من العديد من الأمراض، وخاصة الأمراض الصدرية.

اهمتها وموقعها الجغرافى 

 سيناء ملتقى القارتين الإفريقية والأسيوية والجسر البري الذي يربط بينهما حيث كانت منذ القدم ممرًا للقوافل والجيوش المحتلة، تأخذ شكل المثلث وقاعدته الشمالية على امتداد البحر الأبيض المتوسط من مدينة بور فؤاد غربًا إلى رفع شرقًا بطول يبلغ قرابة 200كم، أما رأسه فيقع جنوبًا في منطقة رأس محمد، التي تبعد عن ساحل البحر الأبيض بحوالي 390 كم، ويبلغ امتداد الحد الغربي لمثلث سيناء حوالي 510 كم، ويشمل هذا الامتداد خليج السويس وقناة السويس، أما امتداد الحد الشرقي فيصل إلى نحو 455 كم، ويشمل خليج العقبة والخط الوهمي للحدود السياسية الشرقية لمصر، وتبلغ المساحة الكلية لشبه جزيرة سيناء حوالي 61،000 كم مربع، أي ما يقارب من 6 % من إجمالي مساحة مصر مليون كم مربع.

ثروات وكنوز سيناء 

تزخر سيناء بالثروات المعدنية والبترولية ويتمركز مصادر إنتاج البترول الخام على الساحل الشرقي لخليج السويس، كما توجد في سيناء مجموعة من المعادن الأخرى مثل المنجنيز، الحديد، الكاولين، الفحم، الجبس، الكبريت ،ملح الطعام، الفوسفات، الرصاص، والزنك.

طمع اليهود في سيناء على مر التاريخ 

 

ومن أهم الأسباب الدينية لطمع اليهود في سيناء: 

أنها أرض مقدسة لأن الله كلم النبي موسى فيها، ومن خلالها خرج اليهود من مصر وهي كذلك الأرض التي عاش اليهود فيها 40 سنة بالتيه، حسب التوراة، ومن الأسباب الجغرافية لطمع اليهود في سيناء، فسيناء جزء من مصر التي فيها نهر النيل وحياة زراعية وصناعية، وقريبة أيضًا من فلسطين. اطلق اليهود على سيناء "فلسطين المصرية"، وذلك في كتاب الدولة العثمانية في التاريخ الإسلامي الحديث للدكتور إسماعيل أحمد ياغي، وهذا الاسم لتكون سيناء معبرا لليهود في المستقبل إلى فلسطين وتوصيل المياه من مصر إلى سيناء.

محاولات اليهود في استعمار سيناء واحتلالها 

أول من فكر في احتلال سيناء هو هرتزل، وذلك في أثناء المؤتمر الصهيوني الأول الذي عُقد في مدينة بازل السويسرية عام 1897، والذي بحث فكرة تأسيس وطن قومي لليهود، ويقول الدكتور عاصم دسوقي أستاذ التاريخ المعاصر أن هرتزل عام 1896 حين وضع كتاب اسمه دولة اليهود جاءت له فكرة إنشاء وطن لليهود في سيناء وفى أكتوبر 1902، سافر زعيم المنظمة الصهيونية العالمية تيودور هرتزل إلى بريطانيا للقاء وزير المستعمرات البريطاني جوزيف تشمبرلين، لطلب إمكانية توطين اليهود في إحدى المستعمرات البريطانية، في العريش وسيناء أو أستراليا أو الأرجنتين ولكن كان التفضيل لسيناء لارتباطها الديني باليهود.

https://s.raseef22.net/storage/attachments/1074/HERZL_WITH_A_ZIONIST_DELEGATION_IN_ALEXANDRIA_471343.jpg

«ثيودور هرتزل» مؤسس الصهيونية في الإسكندرية عام 1898

استطاع هرتزل اقناع الحكومة البريطانية بأخذ جزء من سيناء لليهود فمارست بريطانيا ضغوطات كبيرة على الحكومة المصرية لتوطين اليهود في سيناء، لكن الحكومة المصرية رفضت ومع الوقت رفضت بريطانيا المشروع بشكل مفاجأ، واعترض اللورد كرومر مندوب بريطانيا  في ذلك الوقت ليس حبا في مصر لكن لأهمية سيناء بالنسبة لبريطانيا والتفسير الحقيقي للتحول المفاجئ في موقف البريطانيين تجاه توطين اليهود في سيناء لم كان يكمن في تخوفهم من قيام ثورة عارمة ضدهم في مصر، فقد ثبت أن المشروع بحاجة إلى مقادير هائلة من مياه النيل التي هي بمثابة شريان الحياة الرئيسي للفلاح المصري الذي لن يقبل بأي حال من الأحوال التخلي عن قطرة منها وتحويا المياه يحتاج إلى غلق قناة السويس لفترة من الوقت وهو بالأمر المستحيل بالنسبة لبريطانيا.

مرت خمس سنوات على فشل مشروع الأول اليهود في استعمار سيناء، حتى شهدت سيناء محاولة أخرى. على يد وكيل القنصل البريطاني في غزة كونه يهوديًا يدعى ألكسندر كنيزيفيتش اتجه عام 1908 لشراء الأراضي في سيناء لتوطين اليهود فيها، وحاول الحصول على دعم السلطات البريطانية، لكن الحكومة المصرية تنبهت لهذا الأمر وأبلغت بريطانيا اعتراضها، وبناء على ذلك طلب المندوب السامي البريطاني في ذلك الوقت وقف المشروع حتى لا يتسبب لبلاده بمشاكل، لم يحظَ مشروع الاستيطان في سيناء بتأييد يهودي كبير، نظرًا لأن المنظمة الصهيونية قررت بتوطين اليهود في فلسطين.

وفى سنة 1948 بعد هزيمة العرب وقيام دولة لليهود لم ينسى اليهود الاستلاء على شبه جزيرة سيناء بل ان مؤسس  دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون رئيس الوزراء أوصى الإسرائيليين عام 48 بضرورة الاستيلاء على سيناء.

 

لحظة إخلاء قوات الاحتلال مواطنيها اليهود من سيناء

رفع العلم المصري على سيناء في أكتوبر 1973

 

وفى يوم 25 أبريل عام 1982 رفع العلم المصري على سيناء، بعد أن تم استعادتها من إسرائيل، ويعد هذا  التاريخ هو الحلقة الأخيرة في سلسة طويلة من المطامع الإسرائيلية انتهى باستعادة الأراضي المصرية كاملة بعد انتصار للقيادة المصرية.

تابع مواقعنا