عائلة القذافي كلمة السر.. ليبيا تشعل صراعا فى مجلس الأمن بين روسيا وأمريكا وسط اتهامات متبادلة
عقد مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، جلسة لمناقشة تطورات الأوضاع الأمنية في ليبيا بحضور المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، والذي أوضح أن المحكمة لم تنجح في ضمان السلام في ليبيا.
وقال كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، أنه ينوي زيارة الأراضي الليبية خلال الفترة المقبلة، لضمان تحقيق تواجد ميداني وعقد جلسات مع السلطات الليبية للوصول إلى مذكرة تفاهم جديدة بشأن الأوضاع الليبية، وإجراء العديد من التحقيقات والمشاورات بشأن القضايا الليبية المطروحة أمام المحكمة الجنائية الدولية، مطالبًا بتجديد الزخم الدولي بشأن المعلومات التي تصل إلى المحكمة.
وفي كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، قال ممثل الولايات المتحدة الأمريكية أن بلاد ستواصل رصد الإجراءات القانونية ضد كل من رئيس الاستخبارات الليبية خلال فترة حكم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام القذافي.
أمريكا تؤكد مواصلتها ملاحقة سيف الإسلام القذافي
وشدد الممثل الأمريكي على ضرورة حضور السنوسي ونجل القذافي أمام المحكمة الجنائية الدولية ووقوفهما أمام العدالة بعد صدور مذكرات توقيف بحقهما، مطالبًا السلطات الليبية بضرورة التعاون مع محكمة الجنايات الدولية لتحقيق العدالة لأهالي الضحايا في الأحداث التي شهدتها ليبيا منذ عام 2011.
في ذات السياق، طالبت الصين بمجلس الأمن الدولي المحكمة الجنائية الدولية بضرورة أن تحترم السيادة في ليبيا، والحرص على ضمان الاستقرار في البلاد، مشددًا على أن الاختلافات بين الأطراف الليبيين قد زادت، وأن هشاشة العملية السياسية الليبية باتت واضحة.
وفيما يتعلق بالصراع الجاري بين حكومتي الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، وحكومة فتحي باشاغا المكلفة من مجلس النواب، طالب ممثل الصين في كلمته بصرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار وتجاوز الخلافات المتعلقة بشرعية الحكومة من خلال التشاور والحوار، والوصول إلى عقد انتخابات في أقرب وقت.
أدلة تؤكد جرائم عنف جنسي في ليبيا
بريطانيا من جانبها أشارت على لسان ممثلتها بمجلس الأمن الدولي، إلى توافر أدلة بشأن استمرار ارتكاب جرائم في ليبيا، بما في ذلك جرائم عنف جنسي، مؤكدة أن المملكة المتحدة تدعم التحقيقات التي يقوم بها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، داعية السلطات الليبية إلى التعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وبعثة تقصي الحقائق المستقلة للوصول إلى مواقع وشهود لإحراز تقدم في القضية.
كما طالبت بريطانيا جميع الدول بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية وتسليم الأفراد الذين صدرت بحقهم مذكرات توقيف.
فيما أشادت فرنسا بالتعاون الجدي ما بين المحاكم الليبية والمدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية، مطالبة بعثة تقصي الحقائق المعنية بليبيا المكلفة من قبل الأمم المتحدة بضرورة التركيز على ما حدث في ترهونة وفي جنوب طرابلس، مؤكدة أن فرنسا ستواصل الالتزام بالعملية السياسية الانتقالية في ليبيا بدعم من الشركاء الدوليين.
روسيا: مقتل القذافي بتدبير أمريكي
أما روسيا فطالبت المحكمة الجنائية الدولية، بالتعامل مع ما وصفته بجرائم الحرب المرتكبة من قبل حلف شمال الأطلسي الناتو في ليبيا، معتبرة على لسان ممثلها أن ما حدث للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي كان بتدبير من الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ممثل روسيا بجلسة مجلس الأمن التي عقدت اليوم حول التطورات الليبية، أن موسكو علمت بأن المحكمة الجنائية الدولية ستغلق ملف الجرائم التي حدثت العام 2011 والتي من بينها مقتل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، معتبرًا أن قضية نجله سيف الإسلام القذافي المطروحة أمام المحكمة الدولية استخدمت لتبرير ما وصفه بعدوان الناتو في ليبيا، مطالبا كل الأطراف بعدم التدخل في الانتخابات الليبية لأن الليبيون يستحقون السلام والاستقرار.
فيما قالت الإمارات، ممثلة الدول العربية بمجلس الأمن الدولي، إن الأوضاع في ليبيا تتسم بالضبابية وعدم وضوح مسار العملية السياسية، مشددة على أنه لا بديل عن الحوار الليبي الليبي، كما جددت الدعوة إلى تجنب التوترات والخلافات بين الأطراف الليبية.
وأشاد ممثل دولة الإمارات العربية المتحدة بمجلس الأممن على اجتماعات لجنتي مجلس النواب والأعلى للدولة الليبيين التي عقدت في القاهرة برعاية الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى قاعدة دستورية لإجراء العملية الانتخابية، مؤكدًا على أهمية محافظة اللجنة العسكرية المشتركة على حيادها والإبتعاد عن التوترات السياسية الراهنة وتعزيز اتفاق وقف إطلاق النار.