معايشة على ضفاف بحيرة قارون مع أصغر مراكبي بالفيوم: حكايتي بدأت مع المركب وعمري 6 سنوات والسر في جدي|فيديو
في تمام الساعة السابعة صباحًا، تَدقُ عقارب الساعة لتبدأ مهمة جديدة في حياة أحمد نصر، ذات الـ 19 عامًا أصغر مراكبي في الفيوم، بكامل نشاطه مُسرًعا إلى مكان عمله على ضفاف بحيرة قارون، ليبدأ رحلة عمله اليومية من الشط حتى جزيرة القرن الذهبي ببحيرة قارون.
أحمد نصر، ابن محافظة الفيوم، هو أصغر مراكبي في الفيوم، ورث مهنته من جده الذي رحل عن عالمه وهو في سن الـ 96 عامًا تاركًا بصماته في حياة حفيده الذي امتهن مهنته وتعلمها في سن الـ 6 سنوات وبدأ يمارسها بالفعل في سن الـ10 أعوام، ولا ننسى أن جده كان أشهر المراكبية حينها.
أحمد سيتخرج من دبلوم الزراعة هذا العام، وكان ينسق بين عمله ومذاكرة دروسه جيدًا، كان يؤدي عمله بالنهار، ليتفرغ للمذاكرة ليلًا، حيث يسهر طوال الليل ليذاكر دروسه، وقد ينقطع عن زيارة البحيرة لأداء الامتحانات وللذهاب للمدرسة حرصًا ألا يفوته شيئًا من العلم.
بحيرة قارون بالفيوم
أصوات مياه بحيرة قارون تُجلجل في أذنيك، والطيور تُحلق في السماء الصافية، أصوات أبو قردان تملأ المكان، مع أصوات العصافيرفي الصباح، حقًا مشهدًا ساحرًا تراه في بحيرة قارون، يأخذط بعيدًا جدًا للاسترخاء، لتبدأ من هُنا رحلتك مع بحيرة قارون بالفيوم بالمركب الذي قاده أصغر مراكبي في الفيوم.
القاهرة 24.. أجرى معايشة بالفيديو مع أصغر مراكبي في الفيوم داخل بحيرة قارون:
روى أحمد نصر، أصغر مراكبي بالفيوم، رحلته اليومية مع المركب قائلًا: «كل يوم بصحى أنزل مع المركب انتظر السياح للتنزه، حيث يقيموا فترة في الفنادق على ضفاف البحيرة، رزقنا من السياح لأن عدد قليل من أهالي الفيوم بيركبوا المراكب معانا، دائمًا ننتظر القادمين من القاهرة وأسيوط وأغلبهم المنيا وبني سويف لأنهما الأقرب للفيوم».
وتابع، من الرحلات المميزة لدي كانت رحلة لوفدًا من السودان وكانت رحلتهم مُميزة وجميلة جدًا، تجولنا حتى قلب البحيرة، وكانوا مستمعين، وعن تكلفة الرحلة تعتبر أشياء رمزية جدًا كل الناس، «الرحلات في الفيوم حنينة عن مطروح وأسكندرية، تقدر تتفسح ومتشلش هم الفلوس».
حكاية أصغر مراكبي في الفيوم
وعن حكايته مع المركب روى أحمد: حكايتي مع المركب بدأت وأنا عمري 6 سنين في التدريب على اجتياز قيادة المركب، إلى أن أصبحت مهنتي، ومهنتي في السياحة اكتساب من جد لجد، حيث كان يصطحبني جدي معه إلى شط البحيرة يوميًا مُنذ الِصغر، حيث كان كان يملك مركبًا أصغر من مركبي الحالي، لأن الوقت اختلف، قبل ذلك كان غير مسموح ترخيص مراكب صغيرة، أمّا حاليًا أصبح الأمر سهلًا في الترخيص، «سهلوا لنا الترخيص وجميع الأمور».
وأضاف، جدي علمني تدريجًيا قيادة المركب، «مرة أجدف، ثم بدأت أساعده واحدة واحدة ولما كبرت ترك لي المركب وبدأت أتعامل مع الناس»، وتوفى جدي وكان أشهر مراكبي حينها في الفيوم، ورحل في سن الـ 96 سنة، أعوام في حب المهنة وأسرارها.
واستكمل حديثه متأثرًا على رحيل جده، الذي كان أشهر مراكبي في الفيوم قبل رحيله: وأنا عمري10 سنين بدأت أمارس المهنة، أستيقظ يوميًا الساعة السابعة صباحًا لأكون جاهز في الثامنة صباحًا، لأكون متواجد على ضفاف البحيرة في التاسعة صباحًا لـ انتظر رحلات المركب «ورزقي على الله»، وعن ترخيص مركبه، أكد نصر، أن المركب مرخصة وملكًا له.
صعوبات في بداية الرحلة
لم تَكُن الحياة وردية تمامًا في بداية رحلة أحمد نصر كونه أصغر مراكبي بالفيوم، لقد عانى أحمد كثيرًا ليُصبح هكذا، قال: «وأنا صغير الناس كانت بتقلق تركب معيّ المركب، كانوا فاكريني هغرقهم عشان صِغر سني».
رحلة أصغر مراكبي بالفيوم
مازال أحمد يُحدثني عن بداية رحلته وصعوبت العمل في بداية الرحلة: بدأت العمل في المهنة في عام 2012، وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهتها في البداية لِصغر سني حينها، لكن كان هُناك تعاون كثير معي من قِبل الزائرين، منهم من ركب وشجعني على الرغم لم تربطهم معرفة بي شخصيًا، وأغلب من ركب معي في البداية وشجعوني، أجانب ومن السودان وأغلب الزائرين من السودان، فهم يعشقون الفيوم، ويقيموا فيها فترة للتنزه، وأيضًا السعوديين يفضلون التنزه في جزيرة القرن الذهبي في منتصف بحيرة قارون، يفضلون زيارتها دائمًا، أكثر زبائنا من السعودية والسودان، وعن أهالي الفيوم حركتهم ضعيفة أغلبهم يتنزهون في السواقي والأغلبية في شلالات وادي الريان.
وأضاف، عن الرحلة داخل بحيرة قارون، تستغرق الرحلة 3 ساعات في البحيرة، أوصل الزائرين ويكونوا مستمتعين جدًا ويخيموا ويقضوا اليوم وأعود بهم مرة أخرى، وعن التخييم، أصمم الخيم لقضاء فترة النهار والغذاء، وأغلب الطعام للزائرين في التخييم شوي فراخ أو مندي، والمندي أسهل في الرملة هناك وأسرع في الوقت.
وفي ختام رحلة على ضفاف بحيرة قارون بالفيوم، مع أصغر مراكبي بالفيوم، وحفيد أشهر مراكبي، قال: «حلمي السياحة تُصبح أقوى في الفيوم، مش هعرف اشتغل غير شغلانتي فـ أتمنى أن تنتعتش السياحة كما كانت في الفيوم أو تبقى للأفضل».
كورونا والسياحة
وتابع رسالته: «من وقت ما بدأت جائحة كورون، بدأت أيضًا السياحة تنخفض بسبب أزمة الجائحة، تضررنا من الجائجة وأثرت علينا كثيرًا وقفت حالنا، وحلمي السياحة تعود للانتعاش في الفيوم عشان نعرف نشتغل مش بنعرف نشتغل غير شغلانتنا».