عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر بالقاهرة: لغتنا العربية وعاء ثقافتنا ومرآة نهضتنا
قال الدكتور رمضان حسان، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين جامعة الأزهر بالقاهرة رئيس المؤتمر الدولي الرابع للكلية، إن اللغة العربية هي وعاء ثقافتنا ومرآة نهضتنا.
عميد الدراسات الإسلامية: بقاء الأمم مرهونٌ ومرتبطٌ ببقاءِ لغتِها
وأضاف عميد الكلية خلال كلمته في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الرابع للكلية والذي يقام تحت عنوان «اللغة الأم والانتماء الوطني» برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث: إننا نجتمعُ اليومَ في رحاب كليةِ الدراساتِ الإسلاميةِ والعربيةِ للبنينَ بجامعةِ الأزهرِ بالقاهرةِ لعقد مؤتمرها الرابع في مقرها؛ ليكون الـمؤتمر الأول للكلية الذي يقام في مقرها، بعد أن سبقه ثلاثةُ مؤتمراتٍ عُقِدت جميعها في قاعة مؤتمرات الأزهر؛ حيث جاء هذا المؤتمر بالتعاون مع رابطة الجامعات الإسلامية.
وأوضح عميد الكلية، أن لغةَ أيّ أمة من الأمم تُعد وعاءَ ثقافتِها، ومرآةَ نهضتها، وذاكرةَ تاريخها فهي مادةُ التوثيق التي تضمن البقاءَ لفكرِ وثقافات الأمم، ومصداق هُوِيَّتِها، مشيرا إلى أن بقاء الأمم مرهونٌ ومرتبطٌ ببقاءِ لغتِها، وانقراضُ اللغةِ سببٌ مؤدٍ إلى زوالِ الأمةِ المُتَحَدِّثةِ بها، فلا بقاءَ لأمةٍ يتخلى أهلُها عن لغتِها، فهي العاملُ الحاسمُ الذي يُشكل هُوِيَّة الإنسانِ، ويضفي على المجتمعِ طابعَه الخاص، يقول الرافعي رحمه الله: «ما ذلّت لغةُ شعبٍ إلا ذلّ، ولا انحطّت إلا كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ»، ولا يشك عاقلٌ في أن الاهتمامَ باللغةِ القوميةِ يُعَدُّ مؤشرًا من مؤشرات الاهتمام بالقومية ذاتها؛ وذلك لأن اللغةَ تظل دائمًا وسيلةَ التعبيرِ عمَّا يدورُ في النفسِ البشريةِ، وعن الوعيِ الجماعيّ للأمةِ، وذلك يكشفُ ويشيرُ إلى الهُوِيَّةِ، ويُظهِرُ وحدةَ الهدفِ، وترابط أبناءِ الوطنِ في النهوضِ بأوطانِهِم عن طريقِ وحدةِ صفوفِهِم وأهدافِهِم وفكرِهِم على تنوعِ مجالاتِهِم وسبُلِهِم، ومن هنا جاء مؤتمرُ كليتِنا العامرةِ؛ للكشفِ عن أهميةِ لغتِنَا، وللإسهامِ في تعزيزِ الانتماءِ الوطنيِّ لدى الشبابِ من خلال ترسيخِ أهميةِ اللغةِ الأمِّ في حياتهم.
وأضاف عميد الكلية، أن المؤتمر الدولي الرابع للكلية تضمن 7 محاور رئيسة:
المحور الأول: علاقة اللغة الأم بالانتماء الوطني.
المحور الثاني: دور التعليم قبل الجامعي في تحقيق الانتماء الوطني من خلال اللغة الأم.
المحور الثالث: دور الإبداع الأدبي في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال اللغة الأم.
المحور الرابع: دور الإعلام في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال اللغة الأم.
المحور الخامس: دور الإبداع البلاغي وأثره في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال اللغة الأم.
المحور السادس: الدراسات اللغوية وأثرها في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال اللغة الأم.
المحور السابع: الدراسات الشرعية وأثرها في ترسيخ الانتماء الوطني من خلال اللغة الأم.
كما أضاف عميد الكلية، أنه تقدم للمشاركة في فعاليات المؤتمر ما يزيد على الثمانين بحثًا، وبعد أن خضعت للتحكيم والتقييم السري من قِبَلِ اللجنة المختصة، قُبِل منها خمسة وخمسون بحثًا، ينتمون إلى ثلاث عشرة دولة، وقد جاءت الأبحاثُ متنوعةً شاملةً لجميع محاور المؤتمر السبعة، وقد تم توزيع هذه البحوث على ست جلسات موزعة على ثلاث قاعات، مشيرًا إلى أن هذا المؤتمر ما هو إلا تجسيد لاهتمامِ الكليةِ وجامعةِ الأزهر باللغةِ الأم لغة القرآن، وبالانتماءِ الوطني، وإنه ليومٌ مشهودٌ يجتمعُ فيه كوكبةٌ من علماءِ وطننا العربيِّ الأجلاء؛ ليُبْرِزُوا دَوْرَ لغَتِنا العربية في الانتماء الوطني، يومٌ ازدان بكم كما تزدان السماء بنجومها، يوم أُضِيء بنوركم كما تُضِيء الظلماء ببدرها.