القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين.. موضوع خطبة الجمعة اليوم
حددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة اليوم 28 يوليو 2023، والتي جاءت تحت عنوان: القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين.
وأكدت وزارة الأوقاف في بيان لها، أنه يجب على جميع الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًّا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة عن عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية.
نص خطبة الجمعة اليوم
وجاء نص الخطبة كالتالي: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم، ونزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ)، ويقول سبحانه: (وهذا كِتَابُ الزَلْنَاهُ مُبارك فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ لوحَمُونَ)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن القرآن الكريم هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم من قال به صدق ومن حکم به عدل ومن استمسك به هدي إلى صراط مستقيم، لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث يقول الحق سبحانه: (إِنَّهُ لَقُرآن كريم " في كِتَابِ مَكنُونَ * لَا يَمَتُهُ إِنَّا الْمُطَهَّرُونَ * تنزيل من رب العالمين)، ويقول سبحانه: (وإنَّهُ لَكِتاب عزيز، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خلفه تنزيل من حكيم حميد.
والقرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين، حيث يقول الحق سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاء لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ يفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)، ويقول سبحانه: (ونزلْنَا عَلَيات الْكِتَاب ببيانَا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمين)، ويقول تعالى: {تلك آيات الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنين)، ويقول (جل وعلا): (وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بكتاب فَضَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
وقد وردت مادة الرحمة في القرآن الكريم أكثر من مائتي مرة، حيث بين القرآن |
العظيم أن الرحمة صفة من صفات الله (عز وجل) يقول سبحانه: اور حمتي وسعت كل شيء، ويقول سبحانه: (وَرَبُّكَ الغني ذو الرَّحْمَةِ)، ويقول تعالى: (وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُون)، ويقول سبحانه اكتب رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَة). والعامل في القرآن العظيم يدرك رحمة الله (عز وجل) بالعالمين، حيث حلق سبحانه الليل والنهار رحمة لجميع خلقه حتى يستراح بالليل، ويسعى بالنهار لتحصيل الأرزاق وعمارة الكون، كما أنزل سبحانه المطر رحمة للعالمين، حيث يقول سبحانه: اومن رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الليل والنهار لتسكنوا فيه وتتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون). ويقول سبحانه: (وهو الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياح بشرًا بين يدي رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقلَّتْ سَحَابًا لِقَانَا سُفْنَاهُ لِبَلَدِ عَيْت فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك لخرج المولى لعلكم تذكرون).
وقد بين القرآن الكريم أن الحق سبحانه أرسل الرسل وأنزل الكتب رحمة للعالمين، حيث يقول الحق سبحانه أو تَقُولُوا لَوْ أنا أنزلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لكلا أهْدَى منهم فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيْنَةً مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةً). ويقول سبحانه لخاتم أنبيائه ورسله (صلى الله عليه وسلم): (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)، ويقول تعالى: القَدْ جَاءَكُمْ
رَسُولُ مِن الفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمُ). كما دعا الحق سبحانه في القرآن الكريم الناس إلى الأمل والرجاء في رحمته وبين سبحانه أن رحمته قريبة من أهل الإحسان والاستقامة، حيث يقول الحق سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عالم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم)، وعلى آله وصحبه أجمعين. لا شك أن المؤمن الحق هو الذي يتخلق بأخلاق القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى رحمة للعالمين، ويتأدب بآداب النبي العظيم الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): الرَّاحِقُونَ يُرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمَكُمْ مَنْ فِي السَّمَاء)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (جعل) الله الرَّحْمَة عالة جزء قامسك عادة تسعة وتسعين جزءا والزل فِي الْأَرْضِ جزءا وَاحِدًا فَمِنْ ذلِكَ الْجزء يتواجمُ الْخَلْق حَتَّى تَرفَعَ الْفَرَسُ حَافِرهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَة أن أصيبة).
وعندما حن جمل وذرفت عيناه أمام نبينا صلى الله عليه وسلم قال (عليه الصلاة والسلام: (لمن هذا الحمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال: لي يا رسول الله، فقال له (صلى الله عليه وسلم): (أفلا لتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله
إيَّاهَا فَإنَّه شكا إلى الك لجيفة ولديه). وما أحوج البشرية كلها أن تتخلق بأخلاق القرآن العظيم، كتاب الرحمة والسلم والسلام.