شوف شغلك.. حكاية أخصائي قضى يوما بجوار جثة طبيب الساحل | خاص
أن تقيم يومًا كاملا داخل عيادة استأجرت غرفة منها لاستقبال حالات التخاطب كونك أخصائي تخاطب وتنمية بشرية، وإلى جوارك حفرة مدفون فيها زميل لك في مهنة الطب، دفنه زميل ثالث حي، وأن تشم رائحة جثته، ولا تدرك أن ميت يقبع إلى جوارك، حتى يحضر رجال الشرطة فيخبروك عن الجريمة، هذا ما حدث مع أحد الأطباء في عيادة الساحل بروض الفرج، حينما قضى يوما إلى جوار الدكتور أسامة صبور طبيب الساحل.
تحقيقات قضية طبيب الساحل
استدعت جهات التحقيق، الأخصائي عيد إسماعيل أخصائي تخاطب وتنمية بشرية، والذي كان متواجدا بمسرح الجريمة لحظة استخراج جثمان أسامة صبور طبيب الساحل، وجاءت أقواله في التحقيقات كالتالي:
اسمي عيد إسماعيل عبد العال، عندي 44 سنة، أعمل أخصائي تخاطب وتنمية مهارات، من مواليد قرية عرب العيايدة بمركز بلبيس محافظة الشرقية، وحاصل على ليسانس آداب جامعة الزقازيق سنة 2001، وأعمل مدير فني ومعد برامج لذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى عملي الخاص كأخصائي تخاطب وتنمية قدرات، ومقيم أنا وأسرتي حاليا بالقاهرة.
وأضاف الشاهد في أقواله: اللي حصل إن في آخر شهر مايو اللي فات زميلتي أميرة كلمتنى وقالتلي إنها لقت عيادة دور أرضى في ضهر بيت والدتها في منطقة الساحل بالقاهرة، فيها أوضة للإيجار وإن الأوضة دي ممكن أنا وهي ندي فيها جلسات تخاطب ويبقى معانا دكتور تاني زميلنا اسمه محمد فهيم أخصائي الطب النفسي بمستشفى الحسين الجامعي، فاتفقت معاها وكلمت دكتور محمد فهيم وعرفته ورحب جدا بالموضوع، وانتهينا أننا هنروح نقعد مع صاحب العيادة وروحناله فعلا أنا ودكتورة أميرة وزوجها والدكتور محمد فهيم وقابلنا المسئول عن العيادة، وطلع اسمه دكتور أحمد شحتة، وطلع تخصصه في جراحة العظام والعمود الفقري، وكان معاه بنتين سكرتارية واحد اسمها آية والثانية اسمها نورا، والدكتور أحمد شحتة استضافنا جوه الغرفة بتاعته اللي فيها مكتبه، واتفق معانا إن إحنا هنديله كل أول شهر 2600 جنية شاملين مرتبات سكرتارية مقابل انتفاعنا بغرفة واحدة في العيادة ندي فيها جلساتنا، ودفعناله المبلغ اللي قال عليه وقالنا جهزوا حاجتكوا اللي هتحتاجوها في العيادة وأبدأوا شغلكوا.
وتابع أخصائي التنمية البشرية كشاهد في قضية طبيب الساحل: وعرفت من أميرة زميلتي، إن جوزها أستاذ صبري راح العيادة وقابل هناك سكرتيرة اسمها آية وركب مروحة في الأوضة اللي لسه مأجرنها أنا ومراته وزميلنا دكتور محمد فهيم، واستلم مفتاح العيادة من آية السكرتيرة، وأنا روحت العيادة وقابلت السكرتيرة آية من على باب العمارة وأخدت منها مفتاح العيادة ومشيت وتاني يوم علطول اللي هو يوم الاتنين، لقيت الدكتورة أميرة زميلتي بتتصل بيا على التليفون آخر النهار وبتقولي إن دكتور أحمد شحته اللى ماجرين منه الاوضة في العيادة المسئول عنها اتصل بيها وقالها إن العيادة هتقفل مدة من أسبوع لشهر، عشان فيه لجنة من إدارة العلاج الحر هتنزل تفتش على العيادات اللى في المنطقة كلها ولازم يطلعوا أي مخالفات وخلاص، وإن اقل غرامة مخالفة عندهم بـ 60 ألف جنيه، وبصراحة لما سمعت الكلام ده من زميلتى قولتلها طب والفلوس اللي دفعناها فقالتلي خلينا نستحمل وكده كده المسئول عن العيادة لازم يعوضنا وبعدها على طول في نفس اليوم بعتّ تسجيل صوتي على تطبيق الواتس آب للدكتور محمد فهيم وقولتله فيه على نفس الكلام اللي قالتهولي الدكتورة أميرة، وبعدها بـ 3 أيام وتحديدا يوم الخميس اتصلت بالدكتور أحمد شحتة، المسئول عن العيادة وقولتله احنا دافعين فلوس الشهر وعايزين ناكل عيش، فرد عليا وقالي أنه كان عنده مشاكل مع إدارة العلاج الحر وظبطها خلاص، وإني أنا وزمايلي ممكن نبدأ شغل طبيعي من بكرة، وفعلا نزلت تاني يوم العصر، وكان يوم الجمعة الموافق 6 يونيو، وأول لما وصلت على باب العيادة لقيت الحالة وأهليتها اللي حاجزين ورايا على طول ووراهم السكرتيرة نورا، ودخلنا كأننا مع بعض وخلصت جلستي مع الحالة ومشيوا وأنا مشيت وراهم، لكن نورا فضلت قاعدة في العيادة.
وجاء في اعترافاته: بعدها بيومين بالظبط وتحديدا يوم الأحد اتصلت بعد الضهر بـ آية السكرتيرة عشان أقولها إني هاجي العيادة أشتغل، عشان فيه حالة جاية وبتسأل على سامية بالليل فقالتلي أنها مسافرة المنصورة بتخلص ورق خاص بيها، فقفلت معاها وكلمت نورا، وقالتلي الأيام رن جي دلوقتى لانها مشغولة مع أهلها في الوراق فاضطريت اروح افتح أنا بنفسي العيادة، وأول لما دخلت العيادة وبعدها بخمس دقايق بالضبط لقيت حد بيفتح باب العيادة بالمفتاح، وبعد ما دخل اكتشفت أنها واحدة ست فسألتها انتي مين؟ فقالتلي أنا إيمان المحامية بتاعة دكتور أحمد شحتة، ولقيتها حطت التليفون على ودنها ودخلت مكتب أحمد شحتة، فسبتها ودخلت أوضتي عشان أجهز شغلى مع الحالة اللى جيالي.
وأكمل: وبعدها بخمس دقايق دخلت عليا مكتبى وفضلت تدردش معايا حوالي عشر دقايق وتقولى تخصص التخاطب ده بتعملوا ايه فيه وازاى الواحد يقدر يشيل الضغوط النفسية من عليه، وبعدها قالتلي أنا هروح مشوار نص ساعة وآجى تانى العيادة، وسابتني وخرجت بره العيادة وبعدها على طول اتصلت بآية السكرتيرة تاني، وقولتلها إن فيه واحدة محامية اسمها إيمان جت فتحت العيادة، ودخلت مكتب دكتور أحمد شحتة فقالتلي إن هي بتيجى العيادة على طول لأنها المحامية بتاعة دكتور أحمد شحتة.
وتابع: وبعد ما خلصت مكالمة لقيت باب العيادة حد بيخبط عليه جامد أوي ففتحت الباب الخشب وسبت الباب الحديد المفرغ مقفول، ولقيت خمس أو ست رجالة لابسين كاجوال بيسألوا عن الدكتور أحمد شحته فقولتلهم إنه مش موجود فطلبوا مني رقم تليفونه وأديتهلهم ومشيوا، وبعدها على طول اتصلت بدكتور أحمد شحته بالتليفون وحكتله اللي حصل، فقالي متشغلش بالك واشتغل طبيعي وشوف شغلك، وبعدها على طول خرجت من العيادة عشان اتغدى لغاية ما الحالة تيجي وأول لما خرجت من باب العيادة لقيت نفس الرجالة اللي خبطوا على العيادة من شوية وبيمسكونى وخدوا منى بطاقتى وقالولي ارجع افتح العيادة، ففتحتلهم العيادة ودخلوا معايا وفتشوا العيادة أوضة أوضة وسألوني عن الرتش اللي مرمى جوه البلكونة اللي في الأوضة اللى بشتغل فيها، فقولتلهم إنه موجود من تاني مرة روحت فيها العيادة وبعدها دخلوا الأوضة اللي جنب أوضتي على طول وخرجوا منها وقالولي إن فيه جثة مدفونة جوا تحت البلاط فقولتلهم إني دي تالت مرة ليا آجي العيادة ومعرفش أي حاجة وطلبوا مني اتصل بالدكتور أحمد شحتة، وأول لما رد خدوا مني التليفون وقالوله تعالي العيادة دلوقتي لكن هو قفل السكة في وشهم، وبعدها على طول خدوني على القسم عشان أقول أقوالي وجيت النيابة عشان أشهد بكل حاجة أعرفها عن الدكتور أحمد شحتة.
وقررت محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار عبد الغفار جاد الله تأجيل محاكمة المتهمين بقتل الدكتور أسامة صبور المعروف إعلاميا بـ طبيب الساحل لـ 8 أكتوبر.