الخميس 16 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

انقطع الاتصال.. كلمة لا يأتي بعدها سوى الجحيم على غزة

اعتداءات الاحتلال
أخبار
اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي
الإثنين 06/نوفمبر/2023 - 04:43 م

انقطع الاتصال، جملة تجر خلفها الكوارث والمجازر على أهالي قطاع غزة، تتغير بعدها ملامح القطاع، تدمر آلاف المباني، وتسوي الأحياء بالأرض، وتتساقط بعدها مئات المصابين وآلاف الجرحى، تشل الإسعاف والمسعفين، وتعطل مسئولي الإغاثة وتوقف عمل المنظمات الأممية، يجن جنون الاحتلال الغاشم، بعد عزلهم عن العالم، يكثف هجماته في البحر والبر والجو، مخيلًا له أنه يطمس دلائل جرائمه، وما أن يعود الاتصال حتى نجد الجرائم والمجازر، كما هو الأمر ليلة أمس، بعد انقطاع الاتصال للمرة الثالثة منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، وعاد الاتصال صباحًا محملًا بمآسي الاحتلال وجرائم الخفاء التي ارتكبها.

جحيم العزلة.. مجازر خلف الإشارة المقطوعة في غزة

القصف على قطاع غزة ليلًا

نحو أربعة وعشرين مجزرة، ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، صعوبة الليلة لم تتمثل في عمليات الإبادة الجماعية للقطاع، بل كان هناك جريمة أخرى بقطع الاتصالات، فكما يقول السكان: "مكناش قادرين حتى نتواصل مع الإسعاف ينقذ الجرحى"، الأمر الذي تسبب في أعداد كبيرة من الوفيات قد تقارب الألف، فنقلًا عن الطبيب الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة، فإن مستشفى الشفاء وحده استقبل نحو 500 جثة الليلة الماضية.

وعلى مدار نصف ساعة، وتحت الظلام الدامس، فور انقطاع الاتصالات عن قطاع غزة للمرة الثالثة ليلة أمس، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما تقول وسائل إعلام فلسطينية،  100 غارة على مخيم الشاطئ وحي الزيتون، من أصل هجوم دام نحو 16 ساعة على أنحاء مختلفة من القطاع، بعضها تم من الجو وأخرى من البحر وثالثة من البر.

جريمة جباليا والانقطاع الثاني.. 400 شهيد من حي واحد

لم تكن تلك المرة الأولى، التي يقطع الاحتلال فيها الاتصالات، محاولا إخفاء جرائمه في حق العُزل والأطفال، وطمس مجازر الإبادة الجماعية، فقبل 5 أيام، وفي نفس اليوم الذي شهد مجزرة جباليا وتدمير حي بلوك 6 السكني بالكامل، الحادث الذي راح ضحيته أكثر من 400 شهيد وفقًا للصحة الفلسطينية، قطع الاحتلال وسائل الاتصال للمرة الثانية عن القطاع، وبعدها شنت القوات الإسرائيلية حزامًا ناريًا شرق خان يونس بمنطقتي الزنة والقرارة، وقصفت بشكل كثيف وغير مسبوق أنحاء مختلفة من القطاع.

500 شهيد في الانقطاع الأول للاتصالات بغزة

الجمعة والسبت قبل الماضيين، نهايات أكتوبر المنقضي، كانت المرة الأولى التي يتم انقطاع الاتصال فيها، وعزل غزة عن العالم بشاكل كامل، ورافق انقطاع الاتصالات انقطاع المياه والكهرباء وكافة الخدمات، وتم فرض حصار تام، تعطلت خلاله الحركة والاتصال وانقطعت خدمات الإسعاف والمسعفين، ونفذ الاحتلال الغاشم عملياته البرية الأولى، فضلًا عن توجيه ضربات جوية، فنحو 100 طائرة إسرائيلية استهدفت 150 هدفًا، وخلفت وراءها أكثر من 500 شهيد في ليلة واحدة، وفقًا لما أفاد به مكتب الإعلام الحكومي في غزة حينها، معلقًا: كان مشهد دموي انتقامي هو الأعنف منذ بدء الحرب.

أهالي غزة يروون كواليس ما يحدث بعد انقطاع الاتصال

ليالي الدم.. هكذا تصف إيمان عودة، أحد أهالي غزة، تلك الليالي التي يقطع خلالها الاحتلال الإسرائيلي الاتصالات، ترافق رعب الأهالي في تلك الأوقات، أصوات القذائف والأنين التي تخرج من كل مكان في القطاع، وتنير الليالي نيران الصواريخ، "بنكون قاعدين مستنيين الموت"، كما تقول الغزوية حالها حال آلاف المحاصرين تحت القصف المستمر.

ما يحدث في قطاع غزة بعد انقطاع الاتصال، هو دربٌ من الخيال، كما يقول الصحفي أحمد حجازي، وهو أحد المهتمين بتوثيق جرائم الاحتلال، فالقصف يكون متواصلا في سلسال متتابع، الأمر الذي يشبه الزلزال بل يتخطاه كثيرًا، المجازر كثيرة ومئات الصواريخ تحاصر نحو 100 ألف شخص، تستهدف الأطفال والنساء ولا تترك حتى الشيوخ.

عبر شاشات التلفاز، وبعد معرفته بانقطاع الاتصال عن قطاع غزة، عاش الطالب الفلسطيني إياد، حالة من القلق الشديد على أسرته التي تعيش في غزة، وبعد أن عاد الاتصال علم من شقيقته أنهم قضوا ساعات من الخوف والرعب، لاسيما بعد قصف العقار الذي يقطنون فيه، والذي اختبئوا فيه كمكان آمن من القصف الجنوني، إلا أنه لاحقهم، وكاد أن يلتهمهم، "الجميع مشروع شهيد أو جريح أو مجروح بألم الفقد".

كيف برر الاحتلال جريمة قطع الاتصال؟

المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاجاري، علق على قطع الاتصال عن قطاع غزة، مدافعًا عن أفعالهم الغاشمة، ومحاولًا تبرير الجرائم التي تحدث خلال انقطاع الاتصالات، بقوله: قطع الاتصالات يأتي ضمن خطة تأمين القوات، في إشارة منه إلى أن الدخول البري يتطلب قطع الاتصالات لشل حركة حماس، في الوقت الذي ترتكب فيه إسرائيل المجازر ضد المدنيين، وتنفذ المقاومة عملياتها دون أي معوق، كما أعلنت المقاومة أمس تنفيذ عدد من العمليات ضد تل أبيب بالتزامن مع انقطاع الاتصال.. وما إن يعود الاتصال وتعود معه الأخبار التي تظهر حجم ما يرتكب الاحتلال من كوارث ضد الإنسانية.

تابع مواقعنا