ست تفوت في الحديد.. إكرام أشهر بائعة خردة بقنا: بشتغل عشان أصرف على أولادي وأمي المريضة
بابتسامة رضا لا تفارق وجهها، وقلب عامر بالصبر والعزيمة والأمل، وروح تفيض بالصفاء والخير والعطاء تبدد آلامها وأحزانها بالكفاح والعمل، ضربت إكرام نور الدين صاحبة الـ49 عاما أروع الأمثلة في الصمود والكفاح والتحدي، بعد أن رفضت الاستسلام أمام ظروف الحياة ومارست مهن الرجال من أجل الكسب الحلال، للإنفاق على طفليها ووالدتها المريضة.
ترتدى إكرام الشهيرة بـ أم عبدالله جلبابا أسود متهرئا، تتصبب قطرات العرق من جبينها، تتنقل بين مقالب المخلفات بمدينة نجع حمادي بصحبة طفليها، باحثة عن المواد البلاستيكية والمعدنية، تحملها على ظهرها، لبيعها والاستفادة من عائدها في الإنفاق على طفليها وعلاج والدتها المريضة.
أشهر بائعة خردة في قنا
تستيقظ المرأة الأربعينية من الصباح الباكر، لتبدأ رحلة بحثها عن مواد الخردة بين تجمعات من المخلفات، حاملة جوالها وبداخله ما تجمعه خلال اليوم، قائلة لـ القاهرة 24: ماحيلتيش غير دراعي وصحتي اللي أشتغل بيهم، مافيش حد بيساعدني غير أولادي الاتنين، طول ما الواحد بيدوّر على اللقمة الحلال ربنا بيقويه.
تعيش إكرام داخل منزل صغير مسقوف بالجريد وبعض الأقمشة البالية بمدينة نجع حمادي بقنا، تعاني من معايرة جيرانها لها لعملها في الخردة وجمعها من القمامة، تجلس بينهم مكسورة الوجدان لعدم إيجادها عملًا تستند عليه بعد أن تخلى عنها زوجها، فتقول: بازعل لما حد يقولي ياللي بتشتغلي في الزبالة، بس هاعمل إيه ما باليد حيلة، جوزي طلقني من 8 سنين بعد ما اتجوز عليا واحدة غنية وخيرني بينه وبين أمي المريضة وسابني من غير حاجة أستند عليها، ولو مشتغلتش مش هلاقي آكل، ولا أجيب علاج لأمي.
إصابة سيدة الخردة بالسكر والضغط، اضطرها لأن تمنع طفليها من الذهاب للمدرسة خلال العام الدراسي، والاكتفاء بالذهاب لأداء الامتحانات فقط، للخروج معها للعمل في جمع الخردة، قائلة: ساعات بدوخ وأنا بشتغل بسبب السكر ومش بقدر أقف أوقات طويلة، عشان كدة بخلي أولادي يساعدوني في الشغل.
وتتابع أم عبدالله، أن ما تراه من تعب وشقاء في عملها، أو مضايقات المارة ممن يرونها أثناء عملها يهون بعد النظر لعيون أبنائها، مشيرة إلى أنها لا تتمنى سوى أن توفر حياة كريمة لأولادها وأن يستكملوا تعليمهم، وأن تجد من يساعدها في عمل سقف لمنزلهم لحمايتهم من برد الشتاء القارص.