العمدة مات.. رحلة صلاح السعدني وسطور عن يوميات نجم في الأرياف
لم يلهمني القدر فرصة لمقابلة العُمدة صلاح السعدني، لكني عرفته من حب وحديث الآخرين عنه، عرفته من مواقفه النبيلة مع زملائه، وتصريحاته الجريئة عن فلسطين وآرائه السياسية، وثقافته التي اكتسبها من شقيقه الراحل محمود السعدني.
صلاح السعدني شب وهو يحمل بداخله جين الإبداع، لتأثره بنشأته الريفية، فعندما فتح عينيه على الدنيا وجد أسرته مستقرة في الجيزة، لكن بقي بداخله الأصل الريفي، وعندما حانت الفرصة ليُقدم أعمالًا عن أهالي الريف اعتمد على ذاكرته وذكرياته، وما رآه وعاشه هناك، فمن شدة تقمصه للأدوار وإبداعه فيها لقبه الجمهور بـ عُمدة الدراما.
فمَن لا يعرف حسن أرابيسك، وسليمان غانم، والعمدة عبد القادر، وعبد القوي النجعاوي، وإبراهيم العقاد؟!، كل تلك الشخصيات التي أبدع في تقديمها صلاح السعدني، الذي صدمنا صباح اليوم برحيله، وبفقدان السعدني سقطت أهم ورقة من شجرة الفن، وبرحيله فقدنا نجمًا لم ولن يتكرر.
وفاة صلاح السعدني
19 أبريل سيظل يومًا حزينًا على المصريين، الذين صدموا بوفاة واحدًا منهم، مرتبطةً أعماله بذكرى مع كل واحدًا منهم، فكان اليوم عزاء في كل بيت مصري، وهذا ما رأه الجميع، حينما تحولت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي إلى دفاتر عزاء، لوداع عمدة الدراما صلاح السعدني.
استطاع صلاح السعدني أن يكتب اسمه بحروفٍ من ذهب، في عالم الفن، فهو واحدًا من أهم وأبرز نجوم جيله على الإطلاق، قدم طوال مشواره الفني أكثر من 200 عمل فني، أبرزها: مسلسل ليالي الحلمية، الباطنية، القاصرات، الإخوة أعداء، الناس في كفر عسكر، أرابيسك، زمن حاتم زهران، لعدم كفاية الأدلة، اليوم السادس، الزمار، انحراف، قضية عم أحمد، جبروت امرأة، ملف في الآداب، وغيرها من الأعمال التي كان كلًا منها له قصة ويناقش به قضية ما.
