الوزراء: توافر المياه مصدر قلق عالمي متزايد.. والطلب عليها يزيد بنسبة 55%
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على المخاطر المحتملة لاستخدام الذكاء الاصطناعي على المناخ، حيث يشكل استخدام الذكاء الاصطناعي وتقنياته عبئًا على الموارد الطبيعية بشكل عام، ويزيد من انبعاثات الكربون، سواء في مجال استخدام المياه في عمليات التبريد وتوليد الطاقة، أو في استخدام المعادن في تصنيع المكونات الإلكترونية، لافتًا إلى أنه من المتوقع أن يتضاعف استهلاك الطاقة في قطاع التكنولوجيا والاتصالات بمقدار أربع مرات بحلول عام 2030، مقارنة بالاستهلاك التقديري لعام 2018، الذي يتراوح بين 200 إلى 500 تيراواط، ومع زيادة استخدام الإنترنت وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ستزداد نسب استهلاك الطاقة بشكل ملحوظ.
الوزراء: توافر المياه مصدر قلق عالمي متزايد
ومن الجوانب المهمة جدًّا استخدام الماء في أنظمة الذكاء الاصطناعي. حيث يعد توافر المياه وجودتها أمرًا بالغ الأهمية لقطاعي الصناعة والزراعة، ويشكل مصدر قلق عالمي متزايد، وتشير التوقعات إلى زيادة الطلب على المياه بنسبة 55% بين عامي 2000 و2050، وذلك نتيجة لأسباب عديدة، بما في ذلك النمو في قطاع التصنيع بنسبة ارتفاع تصل إلى 400%، وزيادة عمليات توليد الطاقة الحرارية بنسبة تصل إلى 140%، بالإضافة إلى زيادة استخدام المياه في المنازل بنسبة تصل إلى 130%.
جدير بالذكر أن استخدام المياه في مراكز البيانات يتم من خلال طريقين: الأول هو الاستخدام غير المباشر عند استخدام المياه في عمليات التبريد، والثاني هو الاستخدام المباشر عند استخدام المياه في توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الكهروحرارية التقليدية، ووفقًا للإحصاءات المتعلقة باستهلاك المياه، فإن مراكز البيانات تسهم في زيادة الطلب على المياه، وعلى سبيل المثال، في عام 2015، استهلكت الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 1218 مليار لتر من المياه يوميًّا، وبشكل عام، يُقدر استهلاك المياه في مركز بيانات متوسط الحجم بما يعادل استهلاك ثلاثة مستشفيات متوسطة الحجم.
وفي سياق متصل تعد مراكز البيانات مصدرًا رئيسًا آخر لاستهلاك الطاقة، حيث تقوم بمعالجة وتخزين كميات هائلة من البيانات المتولدة عبر الإنترنت، وحاليًّا، تمثل هذه المراكز حوالي 2٪ من استهلاك الكهرباء العالمية، ومع استمرار اعتمادنا على التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، سيزداد الطلب على مراكز البيانات أيضًا، وتشير بعض التقديرات إلى أنه بحلول عام 2030، قد يصل حجم الحوسبة إلى ما يصل إلى 8٪ من إجمالي الطلب على الطاقة في العالم، وهذا يثير المخاوف من أن الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود الأحفوري وبالتالي تفاقم تغير المناخ.
وبغض النظر عن مسألة استهلاك المياه، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت تنافس البشر أيضًا في استهلاك الطاقة، فعلى سبيل المثال، تشير بعض التقارير إلى أن استهلاك الكهرباء لشركة OpenAI في يناير 2023 وهي الشركة المسؤولة عن تطبيق ChatGPT يعادل استهلاك الكهرباء السنوي لـ175 ألف أسرة دنماركية، وفقًا للاستخدام الحالي للتطبيق، ومع زيادة استخدام التطبيق، يُتوقع أن يرتفع استهلاك الشركة للكهرباء إلى مستوى استهلاك الملايين من البشر، وهذا يُسلِّط الضوء على الحاجة إلى تحقيق توازن بين تطور التقنية واستدامة استخدام الطاقة، وتعزيز الجهود للبحث عن حلول طاقة أكثر فعالية وصديقة للبيئة في مجال الذكاء الاصطناعي.
كما تجدر الإشارة إلى أن تأثير الذكاء الاصطناعي يمتد في البيئة إلى ما هو أبعد من استهلاك الطاقة، فعملية إنتاج الأجهزة المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي تتطلب استخراج المعادن الأرضية النادرة، وهو أمر يمكن أن يتسبب في أضرار بيئية، بالإضافة إلى ذلك، يولد استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة إدارة الطاقة مخاوف ذات صلة بالخصوصية، حيث يمكن أن يتيح تتبع استخدام الأفراد للطاقة، وهذا الأمر يثير قلق الناس بشأن انتهاك خصوصيتهم والتدخل في حياتهم الشخصية.
وأوضح المركز في ختام التحليل، أنه يمكن القول إنه على الرغم من الفرص الكبيرة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي في تعزيز جهود مكافحة التغير المناخي، ومنها التنبؤ بالتغيرات وإدارة المخاطر المناخية، وكذا الحد من انبعاثات الكربون في عدد من القطاعات، فإنه قد يؤدي أيضًا إلى تأثيرات بيئية سلبية مباشرة وتأثيرات نظامية أوسع، مما يطرح قضايا تتعلق بالمسؤولية والشفافية والعدالة، لذلك، يجب استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل المناخي بحذر، مع وضع إطار تنظيمي وأخلاقي قوي يهدف إلى تقليل المخاطر وضمان استدامة الاستفادة من التكنولوجيا لصالح البشرية والبيئة.