الأربعاء 24 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

سامح أبو عرايس يكتب: إسرائيل وصناعة الإرهاب في سيناء

القاهرة 24
الإثنين 27/نوفمبر/2017 - 03:13 م

حان الوقت لنتحدث صراحة عن العدو الحقيقي الذي يحرك ويخطط ويمول الإرهاب في مصر وفي سيناء تحديدا.. وهو العدو الإسرائيلي.. نعم إسرائيل هي من تحرك وتوجه الإرهاب في سيناء منذ البداية. الإرهاب في سيناء مخطط وموجه ومدعوم من إسرائيل بمخابراتها الحربية والموساد.. وبأذرعها غير الرسمية الممثلة في مافيا السلاح الإسرائيلية المرتبطة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. الجماعات التي تنفذ هذه العمليات هي خليط بين جماعات متطرفة تم غسيل أدمغة أعضائها ولا يعلمون حقيقة من يوجههم ويحركهم.. وبين جماعات مرتزقة تنفذ الهجمات مقابل المال.. جماعات صنعتها إسرائيل ومولتها ووجهتها وأمدتها بالسلاح وبعربات الدفع الرباعي من خلال مافيا السلاح الإسرائيلية.. ويتم تسللها عبر الحدود الإسرائيلية.. وبعضها عناصر محلية يتم تأجيرها من بعض من باعوا أنفسهم مقابل المال.. وتوفر لهم إسرائيل الدعم المخابراتي من خلال الأقمار الصناعية وأجهزة الاتصال بالتعاون مع أجهزة استخبارات غربية متحالفة معها. قبل أية عملية تنفذ في سيناء ضد الجيش المصري أو أهداف أخرى تنشر صفحة المتحدث العسكري الإسرائيلي “أفيخاي أدرعي” إشارة مبطنة إلى العملية في رسالة واضحة إلى المخابرات المصرية كنوع من الحرب النفسية. قبل العملية الإرهابية الآخيرة ضد مسجد الروضة في سيناء نشرت صفحة المتحدث العسكري الإسرائيلي صورة مسجد مع دعاء “اللهم إني أشكو إليك همي”.. “وانشر في بلدي الأمان” في إشارة واضحة مبطنة إلى هم وعدم أمان.. ونشرت الصورة قبل تنفيذ العملية بأقل من ساعة.. وبعد العملية نشر المتحدث العسكري الإسرائيلي نفسه هاشتاج “مصر تنزف” في شماتة واضحة وتشفي ورسالة إلى مصر. الهدف الحقيقي من هذه العمليات هي إجبار مصر على التخلي عن شمال سيناء واقتطاعها من مصر ليتم إلحاقها بغزة لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين ضمن مشروع “جيورا أيلاند” الإسرائيلي الذي طرحته إسرائيل منذ سنوات طويلة ورفضه الرئيس مبارك وقتها.. فتهدف إسرائيل من خلال الإرهاب إلى الضغط على مصر أمنيا وعسكريا من خلال حرب العصابات لتضطر إلى القبول بهذا المشروع. إسرائيل أيضا طامعة في سيناء كلها.. وتعتبرها أرضا مقدسة دينيا لليهود.. فحسب المعتقد اليهودي هي الأرض التي كلم الله عليها موسى.. وفيها مقدسات يهودية مثل جبل الطور – جبل موسى – الذي تلقى عليه موسى الوصايا العشر.. وهي أرض التيه التي تاه فيها بنو إسرائيل لأربعين سنة والتي أقرت خلالها الشريعة اليهودية حسب معتقداتهم. من هنا ترى إسرائيل أن هذه الأرض هي حقهم تاريخيا ويعتبرون أن مصر دولة محتلة لهذه الأرض.. لهذا تطمع إسرائيل في احتلال سيناء مرة أخرى.. وقد حاولت احتلالها مرتين سنة 1956 وسنة 1967 ولولا التكلفة الباهظة لاحتلالها بحرب الاستنزاف.. ولولا هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر.. لما تخلت عنها. وقد أشار الرئيس عبدالفتاح السيسي عدة مرات بصورة مباشرة وغير مباشرة لهذا خلال خطاباته وأعلن صراحة أن مصر لن تتخلي عن سيناء.. وكانت له جملة واضحة “مش هنسيب سيناء لحد.. يا تكون سيناء مصرية.. يا نموت”.. هذه كانت رسالة واضحة لإسرائيل. ليس فقط ما يحدث في سيناء هو من تدبير إسرائيل.. بل إن كل ما حدث في المنطقة من فوضى وإرهاب واسقاط دول ومحاولة إسقاط الدولة المصرية ودفعها للاقتتال الداخلي كان اللاعب الرئيسي فيه هو إسرائيل.. وحليفتها الرئيسية بريطانيا.. ويمكن أن نتحدث عن الدور البريطاني فيما بعد. كانت إسرائيل وراء محاولات دفع مصر إلى الفوضى والانقسام.. وكانت هي المحرك الرئيسي لأطراف إقليمية ودولية أخرى لعبت دورا في هذا المخطط. علينا أن نتحدث صراحة وأن نسمي الأمور بمسمياتها.. وأن نوضح للشعب العدو الحقيقي.. عدونا الحقيقي والداعم الأكبر للإرهاب هو إسرائيل.. وليس غيرها.. من الضروري أن يعرف الشعب المصري هذا.. وأن يكشف الإعلام للرأي العام أن ما يحدث من إرهاب في سيناء هو من تخطيط وإدارة إسرائيل.. هذا وحده كفيل بوضع إسرائيل في مواجهة الشعب المصري.. وأن تعرف أن كل عملية إرهابية تنفذها ستكون أمام الرأي العام عملية إرهابية إسرائيلية.. وأن استمرار هذا السلوك سيهدد أحلامها في التطبيع والسلام.. بل قد يقلب الرأي العام المصري ضدها تماما ويهدد معاهدة السلام.. وهذه تكلفة لا تستطيع أن تتحملها إسرائيل. هذا وحده سيكون رادعا بنسبة كبيرة لإسرائيل عن الاستمرار في هذه السياسة وهذا السلوك في دعم الإرهاب.. فحتى الآن سياسة إسرائيل هي تنفيذ العمليات الإرهابية للضغط على القيادة السياسية المصرية وإحراجها وإظهارها بصورة الفشل الأمني بحيث تضطر في النهاية للرضوخ للمطالب الإسرائيلية.. وللأسف نتيجة الخلافات السياسية الداخلية في مصر يتم إلقاء اللوم على جهات أخرى بما يجعل إسرائيل بعيدة عن اللوم ويترك لها الحرية في الاستمرار في سياساتها بينما تظهر في صورة الحمل الوديع البعيد عن العنف والإرهاب الذي يحدث في سيناء. إسرائيل لا تتحمل تكلفة الحرب مع مصر أو العداء المباشر للشعب المصري.. وهي تنفذ عملياتها اعتمادا على أن القيادات السياسية والعسكرية وحدها هي من تعرف الحقيقة بينما الشعب في أغلبه يلقي اللوم على جهات أخرى. قد أتفهم حساسية إعلان الدولة رسميا عن شئ كهذا فإعلانه رسميا يعني بالفعل نهاية معاهدة السلام.. ولكن المطلوب هو كشفه للشعب من خلال وسائل الإعلام بصورة غير رسمية وأن يوجه الإعلام اللوم لإسرائيل بعد كل عملية.. وأثق أن هذا سيكون رادعا لإسرائيل عن الاستمرار في هذا السلوك. لقد كانت مصر هي الصخرة التي تحطمت عليها أحلام إسرائيل في إسقاط المنطقة كلها في الفوضى لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى وأحلام السيطرة السياسية والعسكرية والاقتصادية على المنطقة.. وبوعي الشعب المصري ستكون مصر أيضا هي الصخرة التي ستتحطم عليها أحلام إسرائيل في اقتطاع سيناء أو جزء منها من مصر.. ولكن هذا لن يتحقق إلا بوعي الشعب وإدراكه لهذه المخططات ووقوفه مع جيشه وقياداته ومؤسساته.. وأن يعرف حقيقة العدو الذي يواجهه.. العدو الذي نواجهه ويحرك الإرهاب في سيناء تحديدا.. هي دولة الكيان الصهيوني.. إسرائيل وليس سواها!

تابع مواقعنا