الأحد 02 يونيو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

غرفة تعذيب و7 سنوات عمل ببلاش.. يتيم يشكو انتهاكات تعرض لها داخل ملجأ بالعاشر من رمضان (صور وفيديو)

القاهرة 24
محافظات
الخميس 27/فبراير/2020 - 01:11 م

خرجوا إلى الدنيا يفتقدون كل معاني وجودهم، اللهم إلا أنفاس صاعدةٍ هابطة دلت على حياتهم وساعدت في انتشالهم إلى دار لرعاية الأيتام بعدما لم يُستدل على أهلية أغلبهم، لكن الدار التي نُقلوا إليها كانت مُجرد محطة قصيرة في حياتهم؛ بعدما تأذوا وتعرضوا للضرب والإهانة على يد أحد المسئولين في الدار، والذي انكشفت أساليبه الدنيئة ونواياه السيئة التي لا تعرف أي رحمة أو إنسانية أمام وزارة التضان الاجتماعي لتُصدر وزيرة التضامن الاجتماعي قرارًا بإغلاق الدار وسحب تراخيصها، لكن ما حدث بعد الغلق كان بمثابة فصل جديد كشف تفاصيل رحلة اليتامى ما بين التشرد والتعذيب.

“دار مكة المكرمة لرعاية الأيتام”.. اسم ملأ الدنيا ضجيجًا مع عصر يوم الجمعة 3 أغسطس من العام قبل الماضي؛ بعدما أصدرت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي آنذاك، قرارًا بإلغاء تراخيص الدار التي كانت تضم وقتها 96 طفلًا من الأيتام والمُشردين، بعدما رصدت حملة مفاجئة عدة مخالفات وانتهاكات واعتداءات بدنية على بعض الأطفال، وأن الأخصائى النفسي بالدار هو مُرتكب تلك الانتهاكات.

قرار الوزيرة سبقته الزيارة التي كشفت عن وقائع التعذيب وتحرر بشأنها محضر رسمي حملَّ رقم 2069 إداري ثانٍ العاشر من رمضان لسنة 2018، فيما أفاد تقرير مفتش الصحة بأن هناك آثار عنف بدني تجاه عدد من الأطفال نتيجه تعرضهم للضرب، لكن ما جرى عقب ذلك كشفَّ تفاصيلًا يخجل ضمير الإنسانية لذكرها وحدوثها من الأساس، إذ استغاث أحد أبناء تلك الدار من الأيتام بـ”القاهرة 24″؛ لأجل أن يشكو ظلمًا تعرض له على يد صاحب الدار على مدار أكثر من 7 سنوات.

“من وأنا في اللفة”.. عبارة موجزة قالها “أشرف قاسم عبدالحميد قاسم، البالغ من العمر 19 سنة، مؤكدًا أنه قضى سنوات عمره بين جُدران الدار وتعلم وتربى فيها، لكنه بمجرد أن بلغ عامه العاشر تبدلت الأمور والعطف والإحسان؛ إذ راح صاحب الدار، ويُدعى “ممدوح.ح.أ.ع.ح” رجل أعمال معروف بالمدينة وصاحب شركة أوناش ومُعدات رفع، يُطالب الصغير بالعمل لديه بالشركة التي يمتلكها، بحجة أنه كبر وعليه أن يعمل وأن مبالغ رواتبه سيتم إيداعها له بدفتر التوفير الخاص به.

7 سنوات قضاها “أشرف” بالعمل في الشركة حتى بات يُتقن كافة المهام والأعمال على حد قوله: “اشتغلت سواق وعتال وتباع وكل حاجة في الشركة، مشيرًا إلى أن عمله هو وإخوته (زملائه بالدار) جعل صاحب الشركة والمؤسسة يستغنى عن كافة العمالة الموجودة طالما أصبح لديه من يعملون دون أجر من شباب الدار وأبنائها.

غلق الدار كشف النقاب عن ظلم تعرض له أشرف وإخوته بالدار، على حد وصفه: “لما سألنا على الفلوس اللي لينا في الدفاتر عرفنا إن كل واحد له 5 آلاف بس، ودا كان بعد محايلة كمان من المسئولين واللي اتدخلوا علشان الأمور تمشي، ولما حاولنا نعرف السبب مدير الدار قال لنا إنه كان بيحط لكل واحد 100 أو 150 جنيه كل شهر في الدفتر، في الوقت اللي خفير الشركة كان بيقبض 1000 جنيه قبل الأسعار ما تزيد”.

حديث أشرف لـ”القاهرة 24″ سبقه تحرير بلاغ رسمي حملَّ رقم 352 جُنح أول العاشر من رمضان لسنة 2020، يوم الأحد 5 يناير الماضي، والذي أوضح خلاله ما تعرض له داخل الدار من أكل لحقوقه هو وإخوته، فضلًا عن وقائع تعذيب تعرض لها كافة نزلاء الدار من الأطفال الأيتام.

“غرفة التعذيب”.. كانت العبارة الأبرز في حديث “أشرف” حول ذكرياته لما كان يراه داخل الدار قبل غلقها، موضحًا أن تلك الغرفة كان مُخصصة لمن يُخطيء من أبناء الدار، فضلًا عن إعطاءهم دواء “كلوزابكس”، والذي يُستخدم في الأساس في علاج مرض الذهان، كـ”منوم”؛ حيث كان المشرفين بالدار يقومون بإذابة عدة حبات من الدواء داخل زجاجة مياه ويشربها كل من يرغب في النوم، في طريق لها آثارها الجانبية بصورة مؤكدة.

واختتم “أشرف” حديثه بالإشارة إلى أن التعذيب وصل إلى تعرض عدد من أطفال الدار للتيار الكهربائي، قبل أن يوضح أن كا ما يرجوه أن يعود له حقه في سنوات عمله التي قضاها بالشركة التي يملكها صاحب المؤسسة التي تتبعها الدار.

تابع مواقعنا