الثلاثاء 30 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بعد تراجع آمنة نصير.. ماذا يقول الأزهر والإفتاء عن زواج المسلمة من غير المسلم؟

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الأربعاء 18/نوفمبر/2020 - 10:50 م

في الساعات الأخيرة ثار الجدل حول تصريحات لأستاذة العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر الدكتورة آمنة نصير، حول إجازة  زواج المسلمة من غير المسلم إذا كان من أهل الكتاب (مسيحي أو يهودي) لتضج بعدها مواقع التواصل الاجتماعي بتصريحات عضوة مجلس النواب الحالي، باعتبار أنها “مخالفة لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية”، قبل أن تتراجع “نصير” عن تصريحها وتقول إن تصريحها اقتطع من سياقه وأنها تتعرض لحملة ممنهجة.

ماذا قالت آمنة نصير؟ ليست حالة جديدة

في لقاء عبر فضائية “الحدث اليوم”، قالت الدكتورة آمنة نصير، في رد على سؤال حول عدم وجود نص بتحريم زواج المسلمة من غير المسلم، قائلة إن “المسيحي واليهودي هم أهل كتاب، والقرآن هو من أسماهم بذلك وهم ليسوا عباد أصنام ومنكرين لله، لكن لهم ديانة تختلف عن ديانتنا، وإذا طبقوا ما يطبقه المسلم من المسيحية أو اليهودية، بألا يكرهها على تغيير دينها ولا يحرمها من مسجدها ولا يحرمها من قرآنها أو أداء صلاتها”.

وأثارت هذه التصريحات ضجة كبيرة، قبل أن تخرج في بيان صحفي، تقول فيه إن “أي تصريح مخالف لما ورد في هذا البيان، هو تصريح مستقطع من سياقه الأصلي وبه تدليس ورغبة في تأجيج الفتن”، مشيرة إلى أن “الجدل الدائر حول ما اقتطعه البعض من حديثها.. جاء تحديدًا أحد أسئلة الحلقة عن وجود نص قرآني يُحرم زواج المرأة المسلمة من رجل من أهل الكتاب، وكان رد الدكتورة نصير عليه أنه لا يوجد نص قرآني صريح في ذلك الشأن بالتحديد، ولكن التحريم جاء من إجماع الفقهاء كي لا يتسرب الأبناء إلى دين الأب غير المسلم”.

وأكدت نصير “تأييدها لما جاء من رأي جمهور الفقهاء من التحريم كي لا يتسرب الأبناء أو يتشتت إيمانهم بين الأم المسلمة والأب المنتمي لأهل الكتاب”.

لكن بالنظر إلى تصريحاتها السابقة فإنها تشير إلى إجازة زواج المسلمة من غير المسلم إذا كان مسيحيًا أو يهوديا وعاملها كما يتعامل الزوج المسلم.

وبالعودة إلى العام الماضي وتحديدا في 23 ديسمبر 2019، فقد كان لنصير تصريحات مماثلة أحدثت ضجة مماثلة أيضًا، قبل أن تخرج وتنفي إباحتها زواج المسلمة من غير المسلم، وكان ذلك تعليقا منها على إجازة بعض الدعاة في تونس زواج المسلمة من غير المسلم، وقالت إنها لم توافقهم ولكنتؤكد على احترام رأيهم.

ماذا قالت دار الإفتاء؟

وفي رد تصريحات أستاذ العقيدة والفلسفة في جامعة الأزهر، نشرت صفحة دار الإفتاء على موقع “فيسبوك”، منشورًا أكدت فيه أنه “لا يجوز للمسلمة أن تتزوج من غير المسلم وهذا الحكم الشرعي “قطعي” ويشكل جزءًا من هوية الإسلام”.

وأضافت أن “العلة الأساس في هذه المسألة تعبدية؛ بمعنى عدم معقولية المعنى، فإن تجلّى بعد ذلك شيءٌ من أسباب هذا التحريم فهي حِكَمٌ لا عِلَل. فالأصل في الزواج أنه أمرٌ إلهي وسرٌّ مقدس، وصفه ربنا تبارك وتعالى بالميثاق الغليظ؛ فقال تعالى: ﴿وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾ [النساء: 21]”. https://www.facebook.com/EgyptDarAlIfta/posts/4099813746715043

فيما قالت الدار في فتوى سابقة بالعام 2017، إنه إذا “تزوج غير مسلم من مسلمة فإن عنصر الاحترام لعقيدة الزوجة يكون مفقودًا؛ فالمسلم يؤمن بالأديان السابقة، وبأنبياء الله السابقين، ويحترمهم ويوقرهم، ولكن غير المسلم لا يؤمن بنبي الإسلام ولا يعترف به”، موضحة أن ذلك يعني أن الزوجة “ستظل تعيش تحت وطأة شعور عدم الاحترام من جانب زوجها لعقيدتها، وهذا أمر لا تجدي فيه كلمات الترضية والمجاملة، فالقضية قضية مبدأ”.

فيديو سابق لشيخ الأزهر يحسم الجدل

شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، كان حاضرًا في المشهد بفيديو سابق في مارس 2016 من داخل البرلمان الألماني، وكان وقتئذ يرد على تساؤلات لبعض الحاضرين، حيث قال إن “الزواج في الإسلام ليس مشروعًا مدنيًا وإنما هو عقد ديني، والقرآن الكريم استخدم مرتين كلمة (الميثاق الغليظ) مرة على النبيين في بيان الهدي الإلهي للناس، والمرة الثانية وصف به علاقة الزواج بين الرجل والمرأة”.

واستطرد أن “الزواج مشروع ديني من المقام الأول، والمسلم يتزوج بالمسيحية لأنه يؤمن بعيسى عليه السلام والإنجيل، وكذلك بموسى عليه السلام والتوراة، ويكون بذلك لديه شيء من تقديس دينها ونبيها، وشيء طبيعي أن يحافظ عليها، بينما لو عكسنا الأمر وأضبح الزواج مسيحيًا أو يهوديا وهي مسلمة، فالزوج المسيحي أو اليهودي لا يتعرف بمحمد، فإذا اعترف صار مسلما، بينما مع بقائه على عقيدته وبوضع الزواج في إطار ديني، فهل من الممكن ان نضع زوجة بدينها تحت تصرفات زوج لا يتعرف بهذا الدين، هنا لا توجد مساواة”.

وأكد أن الشريعة الإسلامية أمرت الزوج المسلم بأن يذهب بزوجته إلى الكنيسة وأن ينتظرها حتى تصلي، لأنه يؤمن بالمسيحية والمسيح ويؤمن بالكنيسة التي هي بيت من بيوت العبادة.

 

وفي ذات السياق، قال الدكتور نصر فريد واصل، مفتي الجمهورية الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن إجازة زواج المسلمة من غير المسلم، “هُراء لا قيمة له”، مضيفًا أن هذه محاولات للإفساد في الأرض وتعد تلبيسا لأن “زواج المسلمة من غير المسلم حرام قطعا، وإذا حدث مع علم الزوجة بالحكم الشرعي فإنه يعد في حكم الزنا”، وفق قوله.

تابع مواقعنا