أعظم المحاربين وأول قائدة عسكرية.. تعرف على الملوك الـ22 قبل نقل مومياواتهم قريبًا
تستعد شوارع القاهرة لاستقبال أكبر حدث أثري منذ عقود، عندما ينطلق الموكب الملكي لنقل مومياوات 22 من ملوك وملكات مصر القديمة من المتحف المصري في التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط، في حدث مهيب يصاحبه فعاليات تليق بملوك مصر القديمة رتبت لها وزارة الآثار والسياحة والحكومة المصرية ليخرج الحدث عبر الشاشات بالشكل الذي يليق بالحضارة المصرية.
ولكن قبل الاهتمام بتفاصيل الحدث وبموعده الذي لم يتحدد بعد، ويبدو أن الاهتمام الشعبي به آخذ في التزايد، دعونا نتعرف على أبرز ملوك وملكات مصر القديمة التي ستُنقل مومياواتهم عبر شوارع القاهرة التاريخية في حدث لم تشهده العاصمة في عصرها الحديث.
الملك الملقب بابن آلهة الشمس، وحامي مصر من شعوب البحر الغازية، وضحية مؤامرة الحريم، وأعظم القدماء المحاربين، وأول سيدة تتولى منصبا عسكريا رفيعا في مصر القديمة، كل هؤلاء وأكثر من بين أبرز الملوك والملكات الذين سيتم نقل مومياواتهم قريبًا.
وتشمل القائمة أسماء 18 ملكا و4 ملكات، وهم: الملك رمسيس الثاني، رمسيس الثالث، رمسيس الرابع، رمسيس الخامس، رمسيس السادس، رمسيس التاسع، تحتمس الأول، تحتمس الثاني، تحتمس الثالث، تحتمس الرابع، سقنن رع، حتشبسوت، أمنحتب الأول، أمنحتب الثاني، أمنحتب الثالث، أحمس نفرتاري، ميريت آمون، سبتاح، مرنبتاح، الملكة تي، سيتى الأول، سيتى الثاني.
ابن آلهة الشمس.. وأقدم معاهدة سلام في التاريخ
أحد أشهر حكام مصر القديمة، والذي لُقب بابن آلهة الشمس، إنه الملك رمسيس الثاني، الذي حكم في الفترة ما بين عامي 1279 ق.م. حتى 1212 ق.م. وبدأ حكمه وهو في أوائل العشرينات من العمر.
وشيد الملك رمسيس الثاني العديد من الآثار الشهيرة، أبرزها في مجمع أبوسمبل جنوبي أسوان، وآثار أخرى في معابد الكرنك والأقصر وطيبة وأبيدوس وتانيس ومنف والنوبة، وله العديد من الزوجات والأبناء، حيث وصل عدد أبنائه إلى 90 ابنًا، لكن أبرزهم الملك مرنپتاح، وأبرز زوجاته هي نفرتاري.
والملك رمسيس الثاني هو صاحب أقدم معاهدة سلام في التاريخ مع ملك الحيثيين، حاتّوسيليس الثالث، وكانت في العام (1258 ق.م.)، وذلك بعد جولات من المعارك التي لم ينتصر فيها أي من الطرفين امتدت إلى نحو 17 عاما، وكانت أبرزها معركة قادش الثانية.
مقاوم شعوب البحر الغازية
نال الملك رمسيس الثالث، نهاية درامية حيرت علماء المصريات وشهدت ما يُعرف بـ”مؤامرة الحريم” لقتله، لكن حُكمه عُرف بالمقاومة الشديدة لشعوب البحر الغازية، والتي كانت تأتي من مناطق آسيا الصغرى والبحر الأسود والبلقان، لكن الملك رمسيس الثالث تصدى لهم ببراعة، وسجل انتصاراته تلك على جدران معبد هابو “مدينة الموتى”.
وكُتب على جدران المعبد جملة: “أنا رمسيس الثالث دافعت عن حدود مصر، طردت من جاء من بلاده غازيا وقتلت المعتدين من شعوب البحر الطامعة، لقد دمرت قواتهم وجئت بهم أسرى إلى مصر، أسرى بعدد حبات الرمال”.
ويُنسب للملك رمسيس الثالث، أنه أول من ابتكر “الضفادع البشرية”، وهي قوات تنتمي حاليا للقوات البحرية، واستخدمها الملك لثقب السفن الغازية من أسفل وإغراقها في البحر.
أما عن “مؤامرة الحريم”، فقد وقعت في نهاية حكم الملك وحاولت تنفيذها زوجته الملكة “تيا” لتنصيب ابنها “بنتاؤر” ملكا على مصر بدلا من الملك رمسيس الرابع، وريث العرش، لكنها فشلت رغم إصابة الملك وقُتل كل من شارك فيها ونُصب الملك رمسيس الرابع وخلد ما فعله أبيه، وهو أيضا أحد الملوك الذين سيتم نقل مومياواتهم.
مهندس امبراطورية المصرية القديمة
الملك تحتمس الأول، كان أول حاكم مصري قديم يرسل الجيوش المصرية خارج الحدود لبسط نفوذ وسيادة الدولة المصرية والقضاء على القلاقل والتهديدات من الجنوب والشمال، وعُرف بالكفاءة العسكرية والرؤية الاستراتيجية، وكان يميل إلى النهضة بالدولة والهندسة المعمارية.
أعظم القدماء الملك المحاربين
سبقت فترة الملك تحتمس الثالث، فترة من وهن الدولة دفعت بعض أقاليمها للانفصال عنها، لكن بعد توليه العرش من الملكة حتشبسوت، شن الملك تحتمس الثالث حملات العسكرية في بلاد الشرق الأدنى القديم، بدأت من غزة إلى مجدو التى تمردت على حكمه بقيادة أمير قادش.
وعُرف تحتمس الثالث بدهائه العسكري وخططه المحكمة في الحروب، وكان يستخدم البحرية لنقل القوات العسكرية إلى الشام، ويُعرف عنه أنه لم يهزم فى أية معركة، حيث بلغت عدد معاركه 17 معركة، واستمرت امبراطوريته التي بناها لفترة طويلة بعد وفاته.
أول ما حارب الهكسوس
الملك المحارب “سقنن رع – تاو”، أول ملك واجه الهكسوس إبان ظهورهم المفاجئ وغزوهم لمصر، والذي توفي في المعارك ضدهم في مراحل النضال الأولى ضد الهكسوس، وهو والد الملك أحمس الذي طرد الغزاة أخيرا من مصر، بعد وفاة والده وأخيه الملك كامس الذي سبقه في الحكم وتوفي هو الآخر.
الزوجة الملكية العظمى
كان هذا لقب الملكة حتشبسوت، الملكة القوية لمصر القديمة، التي تمكنت من التغلب على تقليد أن يكون الملك ذكرا ووريثا شرعيا للعرش، ولكنها تغلبت على ذلك وكانت وصية على وريث العرش الملك الطفل تحتمس الثالث، لكنها غيرت ذلك بعد عام وأصبحت ملكة لمصر، لكن في النهاية أطاح بها تحتمس الثالث بعد نحو 22 عاما، ويُعتقد أنه هو من حطم معظم آثارها انتقاما منها.
الفرعون الرياضي
نظرا لحبه وممارسته رياضة الرماية، لقب الملك أمنحتب الثاني، بالفرعون الرياضي، لكن بعيدا عن ذلك عُرف عن عهده الانتصارات العسكرية والقضاء على القلاقل التي هددت الامبراطورية العظيمة الممتدة التي ورثها عن والده تحتمس الثالث.
وبعد توليه أمر الامبراطورية المصرية، تمردت عدد من المدن الأسيوية التابعة لها، إلا أنه سحق هذا التمرد وعاد برؤوس 7 من أمرائها، ليستتب له الحكم ويتفرغ بعد ذلك للأوضاع الداخلية واستكمال أعمال البناء والتشييد.
أول قائدة عسكرية
الملكة أحمس نفرتاري، هي زوجة الملك أحمس الأول طارد الهكسوس من مصر، وكانت أول امرأة في التاريخ تتولى منصب قيادة فرقة عسكرية كاملة خلال حرب التحرير، وقد قاتلت ببسالة وبكفاءة عالية.
وحملت الملكة أحمس نفرتاري، العديد من الألقاب فهي ابنة ملك وزوجة ملك وأخت ملك وأم ملك، ليجعل كل ذلك أبرز ألقابها الزوجة الملكية العظمى، كما عملت وصية على ابنها الصغير الملك أمنحوتب الأول، بعد وفاة زوجها الملك أحمس.
