الإثنين 29 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رحلتي من الشهوة حتى النقاء.. حكايات الليالي السرية للمتعافين من إدمان الأفلام الإباحية (فيديو)

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الثلاثاء 15/ديسمبر/2020 - 12:50 م

بين متعة المحظور وتفريغ الشهوات، يسقط العديد من الشباب في فخ إدمان الأفلام الإباحية، فكل محظور يُغري العقول والقلوب، وتمرس مشاهدة المواد الفيلمية التي لا تحدها قواعد أو تنظمها رقابة يصنع حالة من الإدمان التام، وفي النهاية يسقط آلاف الشباب في فخ "أفلام البورنو"، والنجاة من إدمانها صعبة للغاية.

عشرات الحكايات لشباب تركوا شهوتهم خلف ظهورهم وبدأوا رحلة العلاج من إدمان الإباحية، تشير إلى المعاناة في التحرر من سيطرة الجنس وشهوته على العقول، في سبيل الوصول إلى مساحة أسمى وقلوب أطهر، تلك الحكايات يرويها أصحابها الذين باتوا بعد مسيرة طويلة "متعافين من الإباحية".

"الحياة بنظرة مختلفة" 

"الموضوع بدأ مع سن المراهقة".. في عمر السادسة عشر، ذهب محمد – اسم مستعار- ليجتمع مع أصدقائه وجيرانه في بيت أحدهم الذي كان يملك كمبيوتر، ليتفاجأ بمشاهدتهم للمواقع والمشاهد الإباحية، واصفًا أول رؤية له بالـ"صدمة"، وهو الأمر الذي جعله يتركها فترة وجيزة، ولغرض الاستكشاف عاد إليها، ومع امتلاكه لمصدر تكنولوجي انغمس في المشاهدة بشكل أكبر وأسرع ليتحول الأمر معه إلى الإدمان.

يحكي الشاب أنه كان يختلي بنفسه، وهو يشاهد تلك المواقع، محاولًا التخفي من كل شيء حوله حتى لا يراه أحد، رغبة شديدة سيطرت عليه واستمرت معه على مدار ست سنوات، ومع شعوره بالذنب نحو ما يفعله، وظهور الأعراض السلبية عليه، أدرك الشاب أنه إدمان سلوكي وليس مجرد ذنب عادي حسب ما كان يشعر.

 

"الإباحية بيعتبروها ثقافة جنسية لكنها مُدمرة"، يقول الشاب العشريني والتي تصاعدت رحلته مع الإدمان الإباحي في آخر ثلاث سنوات، مسترسلًا: "لقيت نفسي واقع في حفرة"، وفي لحظة من اللحظات التي غابت فيها سيطرة سلوكه الإدماني عليه، اكتشف الشاب وضع دراسته التي أصبحت في خطر، صحته التي هُلكت، وكان همه الأول علاقته بربه ونظرة الآخرين صوبه.

منذ عام وسبعة أشهر، وبعد العديد من المحاولات التي باءت بالفشل، استطاع الشاب أن يمضي قدمًا نحو رحلته مع التعافي التي لقبها بـ"الرحلة الجديدة"، واصفًا شعوره بعد تجاوزه لأول 90 يومًا دون إباحية وكأنه يُبصر الحياة بنظرة أخرى، مُتيقنًا أنها رحلة لم تنتهِ في يومًا ما، بل تحتاج إلى بيئة خاصة، وهو الأمر الذي تطلب منه مجهودًا كبيرًا ليتأقلم مع تلك البيئة دون التعرض لاي انتكاسات، "إن التعافي رحلة الانسان بيكتشف فيها نفسه من جديد"، هكذا اختتم حديثه.

"إدمان الإباحية سرق من عمري سنوات"

بدأت مريم - اسم مستعار-  قصتها بفضول تساؤلي "ليه لما بتيجي لقطات معينة في الأفلام أهلنا بيقولوا متبصوش"، وكغيرها من الفتيات اللاتي فضلن الصمت على أن تسأل مَن حولها، فيأخذها الفضول إلى مشاهدة تلك المقاطع، لتتجه إلى العادة السرية، ومع التكرار يأخذها الطريق نحو إدمان الإباحية.

"ده تفريغ للشهوة ولسه بدري على الجواز" كلمات اعتادت على سماعها من قبل الأصدقاء، فتقول: "اقتنعت وقولت أكيد ربنا هيسامحني"، مٌضيفة الصراع الداخلي الذي عاشته ما بين ضعفها أمام الإدمان وشعورها بالندم المُطارد لها مع كل مرة تنغمس في الأمر، وبنبرة بها حزن قائلة: "ثقتي في نفسي بقت في الأرض"، لتأتي الصدفة بظهور طريق يُساعدها على التعافي.

 تحكي العشرينية أن لحظة إدراكها بسيطرة رحلة الإدمان عليها على مدار سبع سنوات جعلتها تبدأ طريق التعافي مرة أخرى، وبعزيمة قوية قالت: "هشوف أسباب الوقوع وهصلحها"، بعدما يأست منه بسبب العديد من المحاولات التي لم تنجح، وبلسان يملؤه اليقين أردفت: "توكلت على الله ودعيته يساعدني على القرار".

  "كل شيء اتغير وقدرت أتعامل مع نفسي ودماغي"، أكثر من 70 يومًا، خرجت الفتاة الجامعية من عتمة الاكتئاب الإدماني والتشتت بنور جديد يُضيئ حياتها، مُستكملة خطة التعافي التي تطورها يوميًا، قائلة: "يومي لازم يكون فيه أنشطة كتيرة عشان أمنع الفراغ تمامًا"، واصفة أول 20 يوما بـ(الأصعب) بالنسبة لها لما مرت به من ضيق غير مفهوم وأفكار وسوسة، ومُضيفة تحول يومها ما بين الطعام والمذاكرة والنوم إلى يوم مليء بالأنشطة والذكر والرياضة".

وحسب أحدث التقاريرالسنوية لمنصة "بورن هاب" للمحتوى الإباحي، أعلنت أن عدد الزيارات للموقع بلغ 42 مليار زيارة في 2019، كما أشار التقرير إلى أن العام الماضي شهد تحميل 6.83 مليون فيديو، بالإضافة إلى وصول زمن المشاهدة على الموقع إلى 169 سنة.

"ولا صحبة أحلى من تجلي الذات"

لعبت الصدفة دورًا كبيرًا في تعرض اسلام –اسم مستعار- لأحد الفيديوهات الإباحية، حينما ظهر أحدهم أمامه وهو ينقل ملفات من صديقه على الموبايل، وبسبب رغبته في المعرفة الجنسية، اتخذه ليُشبع فضوله في سرية تامة ولأول مرة، ومع ترشيح المواقع الإباحية له من أصدقائه ليزيد من معرفته، ودون قصد يحول به الطريق للإدمان.

"كنت في دوامة ملهاش نهاية"، يحكي الشاب أن كلما راوده شعوره بالذنب تجاه ما يفعله، يقف مكتوفي الأيدي أمام شهوته غير قادر على الإقلاع، فسيطرت عليه على مدار ثماني سنوات تحول فيهم إلى شخص انطوائي فاقدًا لطاقته ومٌتغيبًا عن دراسته، وبنبرة يتجلى فيها الندم قال: "حياتي كانت متدمرة"، مُضيفًا عدم قدرته على أن يتمايل على أحد فيُساعده على تخطي تلك المرحلة.

تابع العشريني أن فشله في السيطرة على حياته بعدما تملكه الإدمان، جعله يفكر في الانتحار كي يتخلص من جلد الذات الذي يصارعه يوميًا، وبلسان يتجلى فيه الإيمان ردف: "الدين كان بيمنعني"، إلى أن ظهر أمامه فيديو عن كيفية السيطرة على الشهوة والتي أدرك من خلاله أن ما يمر به هو إدمان للإباحية ليبدأ طريقه نحو التعافي.

أكثر من 100 يوم قضاهم الشاب في مقاومة شهوته الفطرية، مُحاربًا كل الأعراض الانسحابية التي لم تكن سهلة أبدًا، ومارًا بظروف نفسية صعبة، ومُتخذًا من تجارب المتعافين نموذجًا قويًا يُساعده في كل مرة يتعرض للانتكاس أن يعود ويحاول، قائلًا: "طالما قدروا يتغيروا فأكيد هقدر"، وفي اللحظة التي أنهى فيها حديثه قال: "ربنا خلق الانسان بطبيعته بيحب الشهوات، لكن لو استخدمها بطريقة خاطئة بتكون ضده وبتدمره".

ومن جانبه، قال الدكتور محمد عبدالجواد، مؤسس فريق واعي، إن عدد المتعافين من إدمان الإباحية عن طريق مؤسسة واعي تعدي عشرات الآلاف، مشيرًا إلى وجود مختلف الجروبات التي تدعم الفئات المختلفة من مدمني الإباحية ومنهم الفتيات، الشباب، فضلًا عن المتزوجين الذين يعانون من إدمان الإباحية من قبل أزواجهم.

وأكد عبد الجواد أثناء حديثه مع "القاهرة 24"، على بأن الفريق لا يقدم رعاية صحية أو علاجًا نفسيًا، بل عبارة عن  قادة المجموعات بشكل عام، يشبهون الراغبين في التعافي، وربما يكونوا مستخدمين سابقين متحمسين للتعافي ويريدون المساعدة في توفير جو داعم للحاضرين لتقديم التشجيع المتبادل، مؤكدًا انهم ليسوا معالجين مرخصين مهنياً.

واختتم حديثه بأن أعضاء فريق واعي عرب مقيمون في دول عربية وغير عربية من مصر والجزائر  والمغرب وسوريا وفلسطين والأردن والكويت والسعودية والعراق ولبنان والسودان وليبيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وأمريكا وأوكرانيا.

تابع مواقعنا