صُبحي المدان لأنه تذكرهم في حياتهم 

حالة من البهجة والسعادة رسمها الفارس الفنان محمد صبحي على وجوه محبينه من أهلّ الفنّ والثقافة والإبداع في مصر، خلال احتفاله باليوبيل الفضي لمسيرته الفنية، التي كان واجبا على كيانات الدولة الكبرى الاحتفال بها، لكن دعونا نرى الجانب المضيء في الأمر تاركين النقد اللاذع الذي انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الاجتماعي في اعتراض غير مبرر على قيامه بتلك الاحتفالية، وتقديمه تمثالا باسمه لكل مكرَّم خلالها يحمل رأس النجم محمد صبحي. 

لعله انتظرها وتمناها كثيرا من أي من الكيانات الفنية أو الثقافية، لكنها لم تحدث، حتى قرر أن يفعلها بنفسه في حياته وفي نفس الوقت لتكريم كل من شاركه في مسيرته التي تلونت بالتعب الممزوج بالنجاح، حيث احتوت قائمة المكرمين على 120 مبدعًا في شتى المجالات، ليس فقط الفن لنرى أيضا من خلالها وجوهًا قلما تم تكريمها، وأخرى لم تكرم ليبث في وجوههم السرور والشعور بقيمتهم وقيمة أعمالهم التي تركوها خلفهم من أعوام مضت. 

فأسماء مثل عبلة كامل وهناء الشوربجي وحنان سليمان وعماد رشاد وعبدالله مشرف ومها أبو عوف والموسيقار محمد علي سليمان والمطرب أركان فؤاد، والمهندس أسامة الشيخ، وأسماء كسعاد نصر وغيرهم من المكرمين لم نسمع عن تكريمات لها في المحافل الفنية المقامة يوميا، فلماذا اللوم عليه وهو يرسخ احتفالية ذات قيمة فنية وأدبية في زمن تلاشت فيه تلك الاحتفالات وأصبحنا لا نرى سوى "احتفالات السبوبة". 

صبحي رائد وأستاذ وفنان ومعلم لكل الأجيال سواء لمن قاده الحظ أن يعمل معه أو لمن يتابع ويشاهد أعماله  أو حتى من عاش عصره دون الاحتكاك به. 

اتركوه يبدع كما عودونا اتركوه يقدِّر كلَّ من يرى أنه ساهم ولو بلحن أو مشهد بسيط نشأت عليه أجيال، اتركوا من يستطيع فعل شيء تغافلت عنه الكيانات الكبرى أن يفعل طالما باستطاعته.