كشفت دراسة الحمض النووي عن أن السكان الأوائل في منطقة البحر الكاريبي، تم القضاء عليهم تقريبًا على يد غزاة من أمريكا الجنوبية، قبل ألف عام من وصول كولومبوس، حيث كانت الجزر مأهولة بالسكان قبل 6000 عام تقريبًا.

وتوصل التحليل الجيني لمئات الأشخاص إلى أن السكان الأوائل في البحر الكاريبي، تم القضاء عليهم منذ من قبل موجة ثانية من المستعمرين الذين قدموا من أمريكا الجنوبية، بعد أكثر من 3000 عام.

ووفقًا لما جاء في صحيفة الديلي ميل البريطانية، فإن هذه الإبادة التي ربما تكون ناجمة عن المرض أو الحرب، حدثت قبل آلاف السنين من هبوط كولومبوس في جزر الباهاما في عام 1492،  مستهلًا التدخل الأوروبي في نصف الكرة الغربي.

من بينها الإسهال.. تعرف على الحالات الصحية التي لا يجب ممارسة الرياضة فيها

ويعتقد أن أقرب المستوطنين الكاريبيين وصلوا إلى كوبا منذ ما بين 6000 و 7000 عام، ولكن ليس من الواضح تمامًا من أين أتوا أو كيف، على الرغم من أنهم يبدو أنهم أكثر ارتباطًا بأمريكا الوسطى والجنوبية من أمريكا الشمالية الأصلية.

واستمر هؤلاء الباحثون عن الطعام ومستخدمو الأدوات الحجرية المعروفون باسم أناس العصر القديم ، شرقًا عبر المنطقة، حيث تبعتهم موجة ثانية من المهاجرين، مزارعي صناعة الفخار المعروفين باسم عصر السيراميك ، الذين وصلوا لأول مرة إلى بورتوريكو وانتقلوا غربًا، حيث اختفى الحمض النووي للعصر القديم بعد فترة وجيزة من وصول مستعمري العصر الخزفي.

وفي السياق ذاته، قال ويليام كيجان، عالم الآثار في متحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي والمؤلف المشارك في دراسة الطبيعة لـ "ناشيونال جيوغرافيك ":" من الواضح أنهم عاشوا دون مضايقة ومع القليل من الاختلاط ''.

وقام الباحثون باستخراج وتحليل الحمض النووي من 174 فردًا عاشوا في منطقة البحر الكاريبي وفنزويلا بين 400 و 3100 عام مضت، بدمج البيانات مع الحمض النووي من 89 فردًا سبق تسلسلهم.

وتعد هذه أكبر دراسة للحمض النووي البشري القديم في الأمريكتين حتى الآن، حيث كشفت النتائج عن أن السكان الأصليين قبل وصول كولومبوس كانوا أصغر بكثير مما كان يعتقده الأوروبيون، وفي حالة كان هذا الحديث صحيحًا، فإنه يتعارض مع الافتراض الشائع بأن الملايين من سكان الكاريبي الأصليين ماتوا نتيجة زحف أوروبا على العالم الجديد.

وقالت الصحيفة إنه من المحتمل أن تكون الأرقام مبالغًا فيها لإقناع الرعاة الأوروبيين، ولكنها كما قال رايش، لا تقلل من الفظائع التي ارتكبها المستعمرون.

وأضاف: "كان هذا برنامجًا منهجيًا للمحو الثقافي"، وتابع :"حقيقة أن العدد لم يكن مليونًا أو ملايين الأشخاص، بل عشرات الآلاف، لا يجعل هذا المحو أقل أهمية".