الأربعاء 15 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مؤسس أكاديمية الشرطة يكشف ملابسات استقالة الوزير أحمد رشدي في الجزء الثاني من حواره لـ"القاهرة 24"

القاهرة 24
حوادث
الأربعاء 30/ديسمبر/2020 - 11:42 م

يواصل "القاهرة 24" نشر أول حوار لـ اللواء دكتور عصام بسيم، خريج الدفعة 1959 بكلية الشرطة وأول ضابط شرطة يحصل على الدكتوراة في مصر، وأحد مؤسسي أكاديمية الشرطة، والذي يمتد عطائه وتدريسه لطلاب كلية الشرطة حتى كتابة هذه السطور رغم بلوغه الـ 82 عاما.

وفي الحلقة الجديدة من الحوار سلط دكتور بسيم الضوء على حكاية مدرسة البوليس وتاريخ إنشائها بإمكانات بسيطة، وكيفية تطورها حتى وصلت إلى صرح أمني أكاديمي يُشير خبراء إلى أنه أحد أكبر الأكاديميات الشرطية في العالم وأحد 3 أكاديميات يمنحن شهادة الدكتوراة في العالم، من حيث المساحة وقوة التأهيل والتدريب التي يتلقاها طلاب الشرطة، وإلى بقية الحوار:

  • ونحن نتحدث عن أكبر أكاديمية أمنية في الشرق الأوسط.. هل لسيادتكم أن تذكرنا بتاريخ أكاديمية الشرطة العريق؟

مرت أكاديمية الشرطة منذ نشأتها عام 1896 بخمس مراحل تحت مسمى مدرسة البوليس، حيث كانت قوات البوليس في عهد محمد على باشا الكبير تتبع الإدارة العسكرية تحت رئاسة أحد الولاة يسمى  ضابط مصر، وكان يعمل تحت إمرته مجموعة من الضباط موزعين في أنحاء البلاد وتميزهم علامات خاصة وظل هذا النظام متبعاً حتى عهد الخديوى إسماعيل الذى شكل قوة من الشرطة عهد إليها حفظ الأمن فى البلاد، مستعيناً فى إدارتها بالأجانب، وفي عهد الخديوي توفيق كانت قوة البوليس وإلى ما قبل 1891، تغذى من رجال الجيش دون تدريب سابق على الأعمال الأمنية أو القانونية ثم رأوا عام 1891 ضرورة أن يسبق إلحاق ضابط الجيش بأعمال البوليس إرسالهم إلى مدرسة الحقوق الخديوية لتلقى مبادىء القانون الجنائي والإداري لمدة ثلاث أشهر، ثم يعينون بعدها في أعمال البوليس المختلفة وقد استمر هذا النظام معمولاً به حتى عام 1896، وهو العام الذي تقرر فيه إنشاء أول مدرسة للبوليس.

  • متى تم إنشاء مدرسة البوليس؟

في عام 1907 تغير اسم المدرسة إلى مدرسة البوليس والإدارة، وتم نقلها إلى مقرها بالعباسية وهو المقر الحالي لجهاز الأمن العام، وهو العام الذي أصبح الالتحاق بالمدرسة مقصورا على حملة شهادة البكالوريا، وصدر أول قانون بوضع نظام للعمل بالمدرسة عام 1911، وحتى عام1925 كانت تحمل أسم مدرسة البوليس والإدارة ، ولكن ارتفع مستواها فيما بعد الى مستوى معهد عال ثم تغير الاسم من مدرسة إلى كلية البوليس الملكية اعتباراً من عام 1941، كما تميزت هذه المرحلة الثالثة بأن قصر الالتحاق بقسم الضباط على حائزي شهادة الدراسة القانونية ثم تحول المدرسة إلى كلية البوليس، وكانت تتولى توفير العدد الكافي من الضباط الذين تحتاجهم الداخلية لمباشرة أعمالها المختلفة، وذلك في إطار سياسة تحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الاستعانة بضباط الجيش في أعمالهم.

  • كيف أدت المدرسة رسالتها في ظل الحكم الملكي لمصر وما بعد ثورة 52؟

تأثرت رسالة البوليس في عام 1953 شأنها شأن رسالات الأجهزة الخدمية الأخرى في المجتمع المصري، فقبل قيام ثورة يوليو 1952 تأثرت بالأنظمة السياسية والاجتماعية والإدارية التي سادت في تلك الفترة، وقد حظيت المؤسسة المسئولة عن إعداد وتأهيل أفراد هيئة الشرطة باهتمام الثورة كضمان لتأمين مسيرتها وتحقيق أهدافها، وتم تغيير اسم كلية البوليس في عام 1959 ليبصبح كلية.

  • متى أصبحت كلية الشرطة؟

تغيرت مسميات الرتب في عام 1959، وتغير لفظ "البوليس" وأصبح الشرطة بعد صدور قرار من وزير الداخلية في 23 يناير 1959 في شأن إصدار كتاب نظام الشرطة، الذي ظهر في تعريب لفظ البوليس إلى الشرطة، وورد بالكتاب تحت عنوان كلية الشرطة كل ما يتعلق بنظامها وشروط الالتحاق بها.

  • وماذا عن أكاديمية الشرطة؟

في عام 1975 أنشأت أكاديمية الشرطة وصارت كلية الشرطة إحدى فروعها التي تضم حاليا كلية الدراسات العليا، ومعهد بحوث الشرطة، وكلية التدريب والتنمية، وكلية الضباط المتخصصين، تحول بعد ذلك إلى قسم خاص تابع لكلية الشرطة بخريجي الجامعات المصرية حسب احتياجات وزارة الداخلية يضم خريجات وذلك كنواة للشرطة النسائية، وتحولت المدرسة البسيطة في الإمكانيات والعدد إلى صرح أكاديمي أمني يعد نموذجاً متكاملاً للمؤسسات العلمية والتدريبية والأمنية على مستوى العالم، حيث تتولى عملية تأهيل وإعداد ضباط الشرطة وتدريبهم وتنمية مهاراتهم، وكذلك إتاحة الفرصة المناسبة لهم لاستكمال دراستهم العليا في مجال العلوم الشرطية.

وتتولى الأكاديمية دفع النشاط البحثي والتطبيقي الذي يكفل تطوير العمل بأجهزة الشرطة، ورفع كفاءة العاملين بها والتغلب على المشكلات التي يمكن أن تواجه العمل بأجهزة وزارة الداخلية المختلفة.

  • حكاية عسكرة المدنيين والاستعانة بضباط عام 1975؟

في بداية إنشاء الأكاديمية أنشأنا القسم الخاص، للاستعانة بالمدنيين للعمل كشرطيين، وذلك لتنفيذ مهام العمل الشرطي المختلفة وتلبية الاحتياجات التي تتطلبها وزارة الداخلية كفكرة لـ "عسكرة المدنيين" حتى يحدث انسجام للجميع كخريجين من أكاديمية واحدة

  • كيفية إعداد ضابط شرطة عصري؟

يحصل خريج كلية الشرطة على ليسانس الحقوق، بالإضافة إلى ليسانس في العلوم الشرطية  هذا على المستوى التعليمي، أما على المستوى التدريبي، فيتم تدريب الطلبة على فنون منع الجريمة وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة وحفظ الأمن، لإعدادهم بشكل جيد يسمح لهم بالتصدي لعنف الإجرام الحالي وشراسته، علاوة على التأهيل العلمي لهم وفق أحدث أجهزة الحاسب الآلي.

  • من هو أول رئيس لأكاديمية الشرطة؟

أول رئيس لأكاديمية الشرطة هو الدكتور عبدالكريم درويش وكان حاصل على دكتوراة الإدارة العامة، وهو زوج الدكتورة ليلى تقلا عضو مجلس الشعب السابق، وتم توقيع مشروع قرار تعيينه رئيسا للأكاديمية من قبل اللواء نبوي اسماعيل، وزير الداخلية بالإسكندرية بعد توقيع رئيس الوزراء ممدوح سالم. 

  • وما رأيك في هذا القرار؟

القرار في الحقيقة كان فيه ظلم لـ اللواء حسين إبراهيم، لأنه هو اللي أشرف على صياغة قانون الأكاديمية وكان ليه دور كبير في إنشاء الأكاديمية.

  • منّ كان زميلك مِن وزراء الداخلية؟

تخرجنا من الدفعة وكان عددنا 91 ضابط، وكان اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية الأسبق زميلي وأحد خريجي دفعتي عام 1959، وهو من يومه مثقف وواعي، وكذلك مصطفى عبدالقادر وزير الحكم المحلي الأسبق، وخرجت دفعتنا وزراء ومحافظين ونواب وزراء وبرلمانيين.

  • من أفضل وزير داخلية بوجهة نظرك؟

لواء أحمد رشدي بصراحة كان "دكر" وكان راجل وابن بلد، وكان يتميز بشعبية جارفة نظرا لأنه كان حائط مخيف للفاسدين وتجار الكيف والمتآمرين على أمن واستقرار هذا البلد، وذلك رغم أنه لم يمكث فى منصبه سوى 19 شهرا فقط 1984-1986 نجح خلالها أن يكون محبوب الشعب.

اللواء رشدى ثالث وزير داخلية فى عهد الرئيس مبارك بعد اللواءين النبوى إسماعيل وحسن أبوباشا، وهو الجنرال الذى أنقذ القاهرة عام 1981 بعد حادث المنصة واغتيال الرئيس السادات، وكان أول وزير يقود معركة شرسة ضد مافيا الكيف، وأقسم على نفسه بالقضاء على أباطرة الكيف والباطنية، ومن ضمن مواقف المشرفة للضابط أحمد رشدي يرتدي بدلة ونضارة متنكرا مدعيا أنه مواطن سيتقدم بشكوى ليختبر آداء الضباط في أقسام الشرطة وكان يُشرف بنفسه على إزالة الباعة الجائلين في شوارع وسط البلد.

كذلك اللواء زكي بدر لأنه كان جريئا للغاية وكان يعتبر بعبع لـ "الجماعات الإرهابية والإخوانية"، وكان في عهده الضباط منضبطون للغاية لأنه لا يجامل أحد، وفي الداخلية تحديدا هناك شعار "غير المنضبط لا يضبط".

  • ملابسات استقالة الوزير رشدي؟

في عام 1984 وقعت أحداث الأمن المركزي بعد أن تم تسريب شائعة مد الخدمة العسكرية لجنود الأمن من 3 إلى 4 سنوات، فاشتعلت انتفاضة داخل معسكرات الأمن المركزى بالجيزة والفيوم وأسيوط، استقال على إثرها اللواء رشدى من الوزارة وخلفه اللواء زكى بدر، وأثار خروج اللواء رشدي من الوزارة سعادة كبيرة لدى بارونات الكيف فى مصر، حيث أنه تردد حينها أنه تم إطلاق عبارة "باى باى رشدى" على أحد أصناف الحشيش الذى سيتم توزيعه صبيحة مغادرة رشدى لمبنى الوزارة لتعكس حجم الشماتة فى أقوى وزير داخلية واجه تجار الكيف.

وللحوار بقية..

مؤسس أكاديمية الشرطة وأول ضابط يحصل على دكتوراه في مصر: حبيب العادلي كان طالبا صامتا.. وعلمت 90 ألف خريج (حوار 1 - 3)

مؤسس أكاديمية الشرطة وأول ضابط مصري يحصل على الدكتوراه: درست لـ90 ألف طالب من بينهم وزراء داخلية

 

تابع مواقعنا