المصالحة الخليجية.. ما تفعله السعودية ومصر؟!

بغض النظر عن أسباب ودوافع السعي لتحقيق مصالحة خليجية – خليجية لتجاوز الوضع القائم، والوصول إلى مصالحة تجنب أشقاءنا في الخليج المزيد من الأزمات والاحتقانات؛ التي تقود بالضرورة لتعميق الهوة وتفتح الباب للمشروعات الاستعمارية لتحقق غاياتها على النحو الذي يتبناه أصحاب تلك المشروعات.

أشقاؤنا في الخليج يحتاجون أكثر من ذلك لمعالجة قضايا جدا خطيرة تهدد معظم بلدان الخليج على مستوى السيادة، بالنظر إلى الاستهدافات الخارجية لبلداننا وفق مخططات مدروسة تضع النفط والمال العربي هدفا، لتستحوذ عليه قوى عالمية لا يعنيها مصالحاتنا ولا علاقاتنا ولا دموع المتضررين من شعوبنا بل يعنيها مقدراتنا، وفي سبيل ذلك تقوم سياساتها على إثارة الفتن والقلاقل والوقيعة لتحضير المسرح لمشروعات التقسيم، مستغلة ما رأيتموه وتكون النتيجة  دولة ما تسعى لإنهاء دولة أخرى وضمها وإلحاقها!!.

كنت أتمنى مصالحة خليجية – خليجية تناقش حزمة من القضايا بمسؤولية، في مقدمتها مشروع رالف بيترز، (الحدود الدموية فى الخليج)، الخاص بتقسيم المملكة العربية السعودية والعبث بالعراق.. كنت أتمنى أن يكون الصراع السعودي الإماراتي – اليمني له متسع من جانب العقلاء لإنقاذ مقومات التعايش السلمي بين الأشقاء.. كنت أتمنى أن تكون العلاقات الإماراتية – العمانية، والعلاقات الإماراتية – القطرية ، والعلاقات السعودية – القطرية، على طاولة الأشقاء وحدهم دون تدخل أمريكي أو بريطاني أو إسرائيلي لا يكترث لمعاناة مواطنين قطريين وسعوديين بسبب ما هو قائم.

قراءة في ملفات الحروب القادمة سواء كانت في القرن الأفريقي أو حروب الأكراد في سوريا والعراق وإيران، كما ورد في مشروع رالف، سوف نكتشف أننا جميعا بتنا في ميادين حروب خطط لها الأصدقاء الذين ينهبون مقدراتنا منذ زمن، ويشعلون حروبا بيننا خلفت وتخلف مآسي تحصدها الشعوب العربية.

أما فيما يتعلق بالمصالحة المصرية – القطرية على هامش المصالحة الخليجية – الخليجية فهمي قمة الاستهتار بمصر وما وقع على شعبها طيلة 50 عاما تقريبا ولا زال قائما، ولا زالت قطر تنكره بل وتسخر منه مثلما تسخر الآن من المصالحة الخليجية معتبرة أنها جاءت بتوجيهات أمريكية لتنقذ السعودية!!.

قطر تنافس إيران في نشاطها واستهدافها لمصر، وكلاهما يستخدم الخطاب العقائدي.. إيران دولة عقائدية وقطر أيضا دولة عقائدية، استدعت أسوأ نموذج للخوارج وتبنته وأنفقت عليه ولا زالت من أجل سيادة فكر القتل والدمار باسم الإسلام.