ما بين 2017 و2021.. مصريون في قطر بانتظار العودة إلى الوطن بالطيران المباشر
الثالث عشر من يناير 2021، أعلنت شركة "الخطوط الجوية القطرية" أنها ستعيد تسيير الرحلات الجوية إلى مصر اعتبارًا من الغد 18 يناير وستكون أول رحلة من قطر إلى مطار القاهرة، بعد أن قام السفير المصري سامح شكري بالتوقيع على بيان العلا الخاص بالمصالحة العربية خلال القمة الخليجية الـ41.
ما بين الحنين للأسرة، والاشتياق للطعام المصري، وانتهاء غلاء تذاكر طيران الترانزيت، تباينت ما ينتظره المصريين مع أول رحلة طيران لهم إلى أرض الوطن مٌباشرة بعد ثلاثة سنوات من محاولات التأقلم على ما هو عكس طبيعتهم المعيشية إضطرارًا.
"الشهور الأولى كان بها العديد من الفجوات".. يقول أحمد جمال، مصري مٌقيم في قطر، إن تلقيه خبر الانقطاع كان أشبه بخبر "النكسة"، مردفًا: "لا أعرف ما هو سبب الانقطاع؟ وإلى متى؟ وكيفية نزولي مصر مستقبلًا؟"، مٌتذكرًا توهانه في بداية الأمر ولحظات الخوف التي مرت عليه وبنبره مليئة بالقوة والصبر قال: "الحمدلله قدرنا نتأقلم".
وتابع أحمد والذي يٌقيم في قطر من 6 سنوات، حديثه مع "القاهرة 24"، أن ارتفاع تكلفة تذاكر الطيران التي كان يتحملها حين يقرر النزول إلى مصر كي يطمئن على أهله، كانت من أصعب الأمور التي تواجهه، مُشيرًا إلى تحمله ما يقرب من ثلاثة أضعاف السعر، مٌضيفًا: "كنا نتعامل مع طيران سئ جدًا بالرغم التكلفة الكبيرة التي نتحملها واصفه بالـ"ميكروباص".
يُشار إلى أن عدد العاملين المصريين في قطر يقدر بنحو 300 إلى 350 ألف عامل مصري فى مختلف القطاعات.
ينتظر عمرو فوزي المصري المُقيم في قطر أول رحلة طيران مٌباشرة من مصر إلى الدوحة ليرى وبعد طول انتظار زوجته وأولاده القانتين بالقاهرة، ونظرًا لوقف تأشيرات المصريين للإقامة في قطر بعد قرار الإنقطاع بين البلدين، لم يستطع أن يجلبهم ليعيشوا معه هناك، قائلًا: "أصعب ما مريت به هو اشتياقي لأسرتي في مصر".
"بعد الأزمة لم يكن هناك وقت مخصص للنزول إلى مصر".. أضاف عمرو في تصريحاته لـ"القاهرة24"، أن إرهاق الطيران من خلال الترانزيت كان السبب الأكبر في عدم نزوله إلى مصر بشكل دائم، فضلًا عن طبيعة العمل التي من الممكن أن تمنعه لوجود مصريين آخرين يُريدون النزول إلى مصر في نفس التوقيت الذي كان يتمثل في الأعياد والمناسبات.
وتابع عمرو، أنه لم يكن في حسبانه أن يستمر الانقطاع بين البلدين لمدة 3 سنوات، موضحًا خوفه وتشتت أمره بين استمراره في قطر أو النزول النهائي إلى مصر، وبلسان يتجلى فيه الصبر قال: "فضلت الانتظار"، مُشيرًا إلى صعوبات مواجهة الطعام الغير مرغوب فيه، مسترسلًا: "بالرغم من عدم شغفي بالطعام ولكني مشتاق للوجبات المصرية".
على جانب مٌعاكس، يعتاد شادي علي المصري المُقٌيم في قطر دومًا على السفر من خلال الترازيت الأوروبي نظرًا لارتفاع أسعار التذاكر بشكل عام، وبعد قرار إعادة فتح المطار الجوي بين مصر وقطر، قررت زوجته والتي تُقيم معه: "أول سفرية إلى مصر ستكون من خلال الطيران القطري المٌباشر مهما بلغت التكلفة".
يتذكر شادي والذي يٌقيم في قطر منذ 15 عامًا، أنه استقبل القرار في إحدى الليالي الرمضانية ليقع عليه بالصدمة والخوف قائلًا: "خوفت يرجعونا مصر"، مٌشيرًا إلى مدارس أولاده ومستقبلهم الذي كان يشغل تفكيره إذا تحول خوفه إلى حقيقة، وفي لحظة مليئة بالاطمئنان ردف: "الحمدلله تعامل الناس معانا هناك هو سبب الاطمئنان".
حكي شادي في تصريحاته لموقع "القاهرة 24"، خوفه للحظات من عدم مشاركة مصر في اتفاقية العلا وهو مُتابعًا للأخبار، وبصوت مليئ بالفرحة عبر عن سعادته بوجودها من ضمن الدول الموقعة على بيان العلا الخاص بالمصالحة العربية، لافتًا إلى انتظاره أول زياره لأهله له في قطر بالطيران المٌباشر، وعودة الطعام المصري له مرة أخرى".
مصر للطيران تعلن ضوابط السفر إلى قطر
"القاهرة 24" ينشر سعر تذكرة السفر إلى قطر عبر شركة مصر للطيران
