الإثنين 13 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"مروءة امرأة".. تُنقذ أمًّا وجنينها من موت محقق بحدائق الأهرام

القاهرة 24
حوادث
الأحد 17/يناير/2021 - 11:38 م

في زمن قلت فيه الشهامة والمروءة وزادت فيه الفجوة بين أقرب الأقارب، يخشى الناس بعضهم، ويفر الابن من أبيه، والوالدة من ولدها، وكأن القيامة قد قامت، وأن هذا المرض من يحدد أعمار البشر، كما لو لم تكن محددة من قديم الأزل.

خرجت علينا امرأة فاقت في شهامتها عشرات الرجال والنساء، لم تنظر إلى كينونتها الأنثوية قليلة الحيلة، أو كونها زوجة وأمًّا من المحتمل أن تضرهم بهذا الفعل، أو أنها غريبة فتقع في شباك أحد الجناة، ولكنها ألقت ذلك وراء ظهرها لا تعبأ بمستقبل قرارها، فتهرول إلى من استنجد بها رغم عدم سابق معرفة، ودون تخصيص لشخصها ولكنها رأت الملهوف فأنجدته، والمجروح فأنقذته، والمتخاذل فلقنته درسًا لو يعي مقداره لندم على عمره الفاني الذي محته امرأة في بضع سويعات.

سافر أحمد إلى محل عمله في شرم الشيخ وترك خلفه زوجته ريم تحمل في أحشائها طفلًا ما زال هناك مزيد من الوقت حتى يولد، فطمأنها بأنه سيعود قريبًا قبل ميعاد ولادتها ليقف بجوارها، خاصة وأنها تعيش بمفردها، ليتلقى اتصالًا من زوجته بعد أيام تخبره أنها تشعر باقتراب ولادتها، وتريد من يقف بجوارها في محنتها، وقبل أن يجيب عليها أغلق الهاتف وانقطع الاتصال، فالزوجة قد وقعت مغشيًّا عليها، وجنينها قرر أن يخرج في هذا الحين.

يجن جنون الزوج لا يدري ماذا عساه أن يفعل، فزوجته في منطقة تبعد عن أقاربه بساعات، فخطر في باله أن يهاتف جاره الذي يسكن أمامه عله ينقذها، ولكنه تعذر لوجود شائعات حول الزوجة أنها مصابة بفيروس كورونا، وهو رجل مسن وزوجته كذلك، فلن يستطيعوا نجدتها، ولكنه وعده بالتصرف، وقام بإرسال رسالة إلى غرفة دردشة خاصة بالعمارة، ولكن لم يجب أحد.

"استغلوا منصب شقيقهما لفرض الإتاوة".. مقتل شاب على يد شقيقين لرفضه الدفع

الزوجة ملقاة على الأرض أشبه بجثة هامدة لا حراك بها، والطفل يضطلع بمهمة الخروج بنفسه دون مساعدة أحد، والجيران في غفلة من أمرهم، فضلوا موت روحين على تصديق شائعة الإصابة بالمرض، والوقت يمر والزوج ينهار ماذا عساه يفعل؟ زوجته ونجله على شفا حفرة من الموت، فما كان منه سوى أن قام بنشر منشور على إحدى صفحات منطقة حدائق الأهرام مفادها " الحقوا مراتي بين الحياة والموت بتولد ومحدش جنبها".

لتطل علينا بطلة هذه القصة ندى حسن المرأة الأصيلة التي استجابت لما رفضه الأقربون، ونزلت مسرعة من بيتها إلى العقار المشار إليه في المنشور، واتصلت بطبيبة علها تلحق بها، ووصلت إلى العقار فوجدته ساكنًا مغلقًا أشبه بمقابر الأموات، فطرقت فلم يجب أحد وكأنهم رفضوا العون والإعانة، فما كان منها سوى كسر زجاج الباب والدلوف منه، حتى وصلت إلى شقة الزوجة فطرقت فلم تجب، وسمعت صرخات الطفل الذي خرج إلى الدنيا وحيدًا، فطرقت باب الشقة المجاورة فخرجت إليها إحدى السيدات ووقفت أمامها حتى لا تتمكن من دخول شقتها التي تحاول منها الدلوف إلى الأخرى، فأي سماجة تلك وأي جبروت وضع في هؤلاء السكان، فما كان من السيدة سوى إزاحتها جانبًا، والدخول عنوة ثم القفز من شرفتها إلى شرفة الزوجة.

فوجدتها غارقة في بحر من الدماء، والطفل بجوارها ملتصق فيها، ما زال حبله السري واصلًا بينهما، فاستعجلت الطبيبة لإنقاذهما وذهبت لتحضر الماء فلم تجد، فطلبت من الجيران فلم يجيبوا، والطفل ما زال غارقًا في الدماء، لا تظهر ملامحه في مشهد دموي قاتم، فما كان منها سوى الذهاب إلى منزلها لتحضر الماء فلما وصلت رفض الجيران، إدخالها المصعد، ليكملوا مسلسلًا من الخسة والندالة، فصعدت المرأة حاملة المياة على السلم إلى الطابق الرابع، في الوقت الذي حضرت فيه الطبيبة لتسعف الفتاة والتي نجحت في ذلك وأسعفتها هي والطفل، لتكتب لنا نهاية انتصرت فيها شهامة امرأة على خسة أولئك الجبناء.

تابع مواقعنا