في ذكرى وفاة "وتد" الفقه الإسلامي.. كيف كانت حياة الإمام الشافعي في مصر؟
في مثل هذا اليوم الموافق 20 يناير رحل الإمام الشافعي عن عالمنا حيث دفن بمصر، في ضريحه المعروف حتى وقتنا هذا، الذي يعتبره كثير من المصريين مزارًا دينيًا، وصلت عليه السيدة نفيسة كما أوصى قبل مماته، فكان يحبها ويكن لها كثيرًا من الاحترام والتقدير، حيث كان عندما يشتد به المرض يذهب إليها ليطلب منها الدعاء له بالشفاء في صلاتها.
وعُرف "الشافعي" بحكمته وعدله في الحكم على الناس، فرغم صغر جسمه إلا أنه كان معروفًا بقوة إيمانه وعلمه الغزير، لعل هذا كان أكثر ما ميز ثالث الأئمة الأربعة المهمين عند أهل السنة والجماعة.
عندما جاء الإمام الشافعي مصر، وجد المسلمين فيها منقسمين، فنصفهم يتبع مذهب معلمه الإمام مالك بن أنس والنصف الآخر يتبع مذهب أبي حنيفة، فقرر أن يأتي بمذهب وسطي يجمع بين حسنات كل من المذهبين، حتى جاء بالمذهب الشافعي، وما زال كثير من المصريين يتبعون المذهب الشافعي حتى وقتنا هذا.
عاش زعيمًا ومات فقيرًا في غربته".. اليوم ذكرى ميلاد محمد فريد
كانت الفترة التي عاشها الإمام الشافعي في مصر حتى وفاته، مليئة بعدد من الأحداث الهامة خلال مشوار حياته، كما أنه حقق كثيرًا من الإنجازات بها.
ففي مصر قام بإعادة تصنيف كتاب الرسالة الذي كتبه في بغداد للمرة الأولى، فضلًا عن نشر مذهبه الكبير الذي يجمع بين مذهب الإمام مالك ومذهب الإمام أبي حنيفة، حيث يعتبر الشافعي هو الإمام الوحيد الذي كان له السبق الأول في التوفيق بين مدرسة أهل الحديث التي مثلها أستاذه الإمام مالك بن أنس، ومدرسة أهل الرأي التي كان يمثلها الإمام أبو حنيفة.
عشق الإمام الشافعي مصر، حيث إنه كتب الكثير من الأشعار عن مصر في الفترة التي عاشها في مصر حتى وفاته.
ولقبت الصوفية الإمام الشافعي بـ"الوتد"، حيث إنه كان بالفعل وتدًا ثابتًا وراسخًا في الفقه الإسلامي.


