الإثنين 13 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

القلم الحُرّ في الزمن المُرّ

القاهرة 24
الإثنين 25/يناير/2021 - 01:26 ص

سألني صديقي بعفوية: لماذا لا تكتبون عن المشاكل التى تحدث وتتفاقم يومياً وتبتعدون عن صحافة المواطن؟ ، وكأنه فتح جرحاً عميقاً يعانى منه شرفاء المهنة.

شخصياً لا أرى خيراً في أمة لا صحافة قوية لها، إن الصحافة هي سلاح الأمة وقوتها الناعمة وجواز المرور للداخل والخارج، ولسان يعبر عن المجتمع وكشاف نور لطرح المشاكل و الحلول.

أن تكون حراً وتكتب بمهنية فى هذا الزمن الصعب كالقابض على الجمر، فالوضع محفوف بالمخاطر، لذلك كتاب وصحفيون كبار آثروا السلامة سواء امتنعت عن الكتابة بإرادتك أو مُنعت من الكتابة، وفى كلا الحالتين النتيجة النهائية عدم التواصل مع الجمهور ولا طرح لمشاكلهم، أو التعبير عنهم، وهو المطلوب إثباته، لذلك الأقلام الحُرّة الشريفة تعانى من مرارة في الحلق، وضيق فى التنفس، وآلام في العظام ومفاصل الحريات، وكأن الـ"كورونا" أصابت صاحبة الجلالة، وأصبحت على جهاز التنفس الصناعى، وربنا يكتب لها النجاة والتعافى، من تلك الأعراض، فالصحافة والإعلام يعانيان من مشكلة كبيرة وخطيرة، منذ فترة ليست بالقصيرة، وهو ما أطلق عليه البعض، إعلام الصوت الواحد، والرأى الواحد، والاتجاه الواحد، ولا عزاء للمهنة والمهنية، التى أصبحت فى إجازة مفتوحة، لا تستطيع أن تنشر الرأى الحر والرأى الآخر، والمجال أصبح يقتصر على مجموعة معينة، تستحوذ على كل شيء، وليذهب الباقون للجحيم، لا عدالة فى التوزيع ولا مجال للمجتهدين.

وعندما تقول، إن ما يحدث على الساحة الإعلامية، من انصراف الشعب عن الجرائد والمواقع والقنوات المصرية، يصب فى مصلحة الإعلام الوارد من تركيا وقطر، حتى بعد المصالحة مع الأخيرة، تشعر وكأنهم لا يستوعبون فتح المجال، لكل الآراء الحرة، سواء مؤيد أو مُعارض وطني، وهو الحل ولا سبيل بغير ذلك، فلابد من صحافة تحمل هموم الشعب، وتعبّر عن طموحه وآماله وأحلامه، وتشهر سلاحها فى وجه الفساد والظلم والعدوان، وتدافع عن المظلومين والمقهورين والمهمشين.

سأذكر على سبيل المثال لا الحصر.. هل يُعقل أن تفتح القنوات بالساعات، والجرائد بالصفحات، والمواقع بالأخبار، لوزير قطاع الأعمال، ليتحدث عن مشكلة إغلاق مصنع الحديد والصلب بحلوان، ويشعرك أثناء حديثه بأنه ليس فى الإمكان أبدع مما كان، ولا تستمع للعمال أو من يتحدث عنهم أو بلسانهم، هل هذه مهنية بالذمة يا سادة؟

أخيراً، عقارب الساعة لم ولن تعود للخلف، ومن المستحيل أنّ أي مخلوق، مهما كانت قوته، أن يحجب أشعة الشمس، وكذلك الحقيقة الغائبة، مهما طال الزمن أو قصر.

 

تابع مواقعنا