الخميس 16 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

جرأة وكسر تابوهات.. كيف تغير المجتمع المصري بعد عقد من ثورة 25 يناير؟

القاهرة 24
تقارير وتحقيقات
الإثنين 25/يناير/2021 - 06:34 م

في ظهر الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011، احتشد مئات الآلاف في العاصمة المصرية القاهرة، مطالبين برحيل نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، وتوالت التظاهرات والاعتصامات على مدار 18 يوميًا إلى أن خرج اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات العامة آنذاك، ليُعلن رحيل الرئيس مبارك عن سُدة الحكم وتولى المجلس العسكري شئون البلاد، ومنذ ذلك التوقيت شهدت مصر العديد من التغيرات السياسية والاجتماعية وحتى السياسية.

عقد كامل مر على ثورة يناير الخالدة، لم يصبح فيها المجتمع مثلما كان قبلها، ولم تعد الساحة بنفس أركانها السابقة، فماذا تغير في مصر وإلى أي مدى تغير وكيف كان التغيير؟، أسئلة يُجيب عنها خبراء ومحللون.

"تغير بدأ وما كان له البداية إلا بثورة 25 يناير"، بتلك الكلمات استهلت الدكتورة لبنى عبد المجيد، أستاذ علم الاجتماع، حديثها مع "القاهرة 24"، قائلة إن المجتمع كان في حالة سكون تامة اجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا وفكريًا.. حالة ركود كاملة، وأتت ثورة يناير لتغير كافة المعادلات، باستثارة داخلية دون أي تدخل أجنبي.

تقول عبد المجيد، إن التغير يحتاج لعشرات السنوات، ولكن هناك بشائر طيبة بالتغيير الإيجابي بعد ثورة يناير المجيدة، مردفة: "أصبح لدينا الجرأة في مناقشة مشاكلنا، كسرنا تابوهات اجتماعية وثقافية وأوضاعًا مترسخة في الأذهان بدأنا في إعادة النظر فيها، ما زال التغير الشامل لم يحدث بعد لكنها خطوة وبشاير.. تغيرات المجتمع بعد ثورة يناير يدور حولها الكثير من الجدل ومن وجهة نظري أن ذاك الجدل وحده تغير إيجابي".

وتوضح: "الآن كل المواضيع قابلة للنقاش من عنف زوجي وأسري إلى قضايا التحرش والختان.. المجتمع كان ساكنًا وسلبيًّا الآن أصبح أكثر وعيًا وإيجابية وبيسعى للتغيير"، وتشير أستاذ علم الاجتماع إلى حالة الانبهار التي كانت تسود المجتمع تجاه كل ما هو غير مصري، مضيفة: "الثورة جعلتنا نبصر الأشياء على حقيقتها وجعلتنا أكثر متابعة واهتمامًا بالشئون الخارجية ووضع البلدان مضيفة أن المواطن المصري يهتم بشأنه".

ترفض عبد المجيد تلك الآراء التي ترمي على عاتق الثورة أنها جعلت من المجتمع مجتمع أكثر وحشية وعنفًا، معللة ذلك بأن الحوادث التي يشهدها خلال السنوات الماضية ليست بجديدة على مدى التاريخ ولكن الفرق الآن في وسائل الاتصال وسرعة الانتشار والإتاحة، وهي حالات فردية لا تعمم على مجتمع.

"نقلة في فكر المواطن المصري البسيط" تقول سوسن الفايد، أستاذ علم النفس السياسي بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، عن ثورة يناير، التي كان لها آثر بليغ على المجتمع المصري خلال العشر سنوات الماضية ويسبقها أحداث سياسية خلقت تطورًا في التنشئة السياسية في مصر، وأصبح لدينا إدراك في متغيرات سياسية، حسب قولها.

تضيف أستاذ علم النفس السياسي، أن المواطن البسيط كان آخر همه قبل بدء ثورة يناير، الاهتمام بالأبعاد السياسية، وجاءت يناير لتحدث عصفا ذهنيا بالمجتمع المصري والتي أصقلت المواطن وجعلته يختلف اختلافًا كبيرًا عما قبل الثورة وما زال إلى الآن، كما أصبح لدى المواطن سعة أفق مختلفة كليًا عما قبل الثورة، والتي جعلت المجتمع المصري أكثر اتصالية بالعالم واهتمامًا بآخر المستجدات العالمية، ضاربة المثل بالانتخابات الأمريكية الأخيرة واهتمام المصريين بها.

 "وأكيد في جيل أوصافه غير نفس الأوصاف.. إن شاف يوعى، وإن وعى.. ما يخاف" أبيات كتبها الخال عبد الرحمن الأبنودي، وتتفق معها أستاذ علم النفس، "جيل تفتحت عيناه على الحلم والأمل" تشير الفايد إلى التغيرات التي تسببتها الثورة الخالدة بالأجيال الصاعدة حينها، قائلة إن ذاك الجيل الذي حظي بإبصار الثورة أفضل من كافة الأجيال التي تسبقه لأنه ولد في بوتقة بها صراع ثقافي وسياسي واجتماعي ليبلور لديه فكر مختلف واطلاع ورغبة في العلم، "وجوده في ملحمة الثورة جعله يدرك أن الحياة ليست بالبسيطة ولا بد من الاطلاع وفهم ما يدور جيدًا".

وتختتم حديثها مردفة: "الثورة خلقت اهتمامًا ووعيًا للشعب بمصالحه وأصبح لدينا إدراك بما يضر وما ينفع، أصبح لديه إدراك لمتطلباتهم بشكل دقيق.. وأيضًا برامج التوك شو لعبت دور فعلت انتعاشة للتنشئة والفكر السياسي".

غير مكتملة

"ثورة غير مكتملة" يقول جمال شقرة، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة عين شمس، معللًا أن الثورة في معناها الحقيقي هي عملية تغيير جذري في أوضاع مجتمع من المجتمعات، وما جرى بيناير 2011 انتفاضة ثورية هائلة، مقدماتها كانت موجودة، واختمارها الثوري بدأ في السنوات العشر الأخيرة من الفترة الرئاسية للرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.

ويرى مقرر لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن تلك الانتفاضة فشلت في الاستمرار نتيجة وصول جماعة الإخوان المسلمين لمقاعد الحكم، مرجعًا السبب أيضًا عدم وجود قائد للثورة وعدم استمرار وجود الثوار بالميدان، وكانت بداية لمعاناة الشعب المصري من جماعة فاشية تستخدم الدين لأغراضها، حسب قوله.

ويواصل: "من أخطاء الشباب أنه أختار يوم 25 يناير تحديدًا.. كان من الممكن أن يختار يوم 26 يناير أو أي يوم آخر، غير يوم التضحية للشرطة المصرية.

وعند سؤاله عن تأثير وتغيير ثورة يناير في التاريخ المعاصر، يقول شقرة: "التغيير الذي سيحدث سينسب إلى 30 يونيو، وهي التي صححت مسار الإنتفاضة الثورة التي قامت في 25 يناير واستغلت من الجماعة، فالتغيير الجذري الذي وقع بعد ذلك ينسب ليونيو".

"التاريخ سيذكر ثورة يناير على أنها مقدمة أو ثورة غير مكتملة مستغلة، وهذا لا يقلل من قدرها لأنها في النهاية أسقطت رأس السلطة في مصر، وإن كان هنا سيحدث خلط بين الثورة الحقيقية وركوب الإخوان"

ويلفت إلى أنه لا يجب التسرع في الحكم على وقائع ما جرى في مصر ما بين 25 يناير و30 يونيو؛ نتيجة لغياب الوثائق حتى الآن وبعد 10 سنوات منها، حتى وإن كان هناك من كتب وسجل فهي لم تكن كتابات حقيقية تاريخية ولكنها انطباعية شخصية من قبل المشاركين، أما الحقيقة ربما تتأخر لسنوات طويلة؛ نظرًا لعدم احترام قانون الوثائق والإفراج عنها في مواعيدها، وحتى تظهر فكلها محاولات.

السيسي في عيد الشرطة: ثورة 25 يناير قادها شباب مخلصون

تابع مواقعنا