السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

"لو بطلنا نحلم!"

القاهرة 24
الجمعة 29/يناير/2021 - 06:35 م

 

• الفنانة القديرة "ليلى عز العرب" واللي محدش يقدر ينسى دور الأم اللي عملته في فيلم "ألف مبروك" بطولة "أحمد حلمي"، أو خفة دمها في دور الأم برضه في مسلسل "الكبير أوي" مع "أحمد مكي"، ودورها في مسلسل "ليالي أوجيني"، وغيرهم؛ رغم إن معظم أدوارها أدوار مساعدة أو مش بطولة مطلقة لكن قدرت تسيب بصمة في أى عمل بتشارك فيه.. بصمة تخلّيك فاكر إن الموضوع بدأ معاها من زمان وإنها أكيد بتمثل بقالها مدة كبيرة واتعرفت بس لما شاركت في أعمال متشافة!.. لأ ده مش حقيقي.. "ليلى" والدها رفض زمان إنها تدخل معهد فنون مسرحية رغم حبها للفن اللي كان مسيطر عليها.. لأ مش هتدخلي.. طب أجرب، وأنا واثقة في نفسي إني هقدر أحقق حاجة.. لأ برضه.. رفض تام من الأب قابله موافقة على مضض من البنت.. دخلت كلية تجارة!.. حاجة بعيدة 180 درجة عن اللي كان نفسها فيه.. كملت في دراستها بس وهي راكنة حلم التمثيل على جنب بسبب تعديل المسار اللي حصل غصب عنها في الدراسة ده!.. عدت من كلية تجارة.. سنة ورا التانية لحد ما اتخرجت!.. اللي حواليها كانوا فاكرين إن حلمها انتهى من جواها، وزاد ده في عقلهم لما شافوها بتعدي في الكلية زي الفل واشتغلت كمان بعد التخرج.. محاسبة في بنك!.. ثم منصب أعلى في نفس البنك.. تدرج متتالي بيثبت إن "ليلى" بتعشق شغل البنوك.. وصلت لحد فين؟.. مديرة بنك!.. حاجة مفيش بعد كده يعني.. قالت أستوب أنا مش مكملة!.. أو في أقوال أخرى: (إلغوا رحلتي).. قدمت استقالتها، وبدأت تجرب حظها في الحلم بتاعها اللي كان بنفس حجمه وسيطرته عليها في قلبها وعقلها.. رغم السنين؟.. بالظبط.. طبعاً تقدر تتخيل بمنتهى السهولة شكل الانتقاد اللي اتوجه ليها من اللي حواليها واللي مفيش أى مصادر بتاكده او بتنفيه بس حط نفسك مكان إخواتها مثلاً أو أولادها!.. أكيد كنت هتبقى رافض.. بس هى صممت وكملت.. والنتيجة؟.. بتقول في حوار معاها: (مش عيب نبدأ من تحت الصفر فى مجال جديد.. أنا عملت كده وبدأت كومبارس بعد ما كنت مديرة بنك، واتأكدت إن الحاجة اللي كنت بتمناها بقيت أعرف أعملها).  

 

 

• في سنة 2009 الشاب الأمريكي "بريان أكتون" واللي بيشتغل مبرمج في شركة "ياهو" قرر يروح يقدم على شغل في شركة "فيسبوك" اللي كانت لسه طالعة جديد بقالها حوالي 4 سنين.. الحقيقة إن "بريان" شاب مخه نضيف ودايماً أفكاره متطورة وبره الصندوق، وكان واخد وضعه نسبياً في شركة "ياهو" بس بنظرته اللي بتعرف تقرا المسقبل بناءاً على المعطيات اللي قدامه كان شايف إن الأفكار المجنونة اللي في دماغه تتناسب أكتر من "فيسبوك" الشركة اللي هو واثق إن المستقبل هيكون ليها!.. راح قدم.. عرض أفكاره وشرحها بمنتهى الاستفاضة.. قبلوه صح؟.. لأ.. بالعكس كان ردهم عليه في قمة السخافة وإن أفكاره دي مستقبلية زيادة عن اللزوم.. مشي.. كتب تويتة على حسابه على تويتر قال فيها: (رفضوني في فيسبوك!، لقد كانت فرصة رائعة للتعرف على أشخاص رائعون!، سأبدأ مغامرة جديدة).. قابل واحد صاحبه مبرمج برضه وعرض عليه فكرته المجنونة.. موافق يا عم تشاركني فيها ولا هتعمل زيهم؟.. يالا بينا.. فضلوا يشتغلوا على الفكرة بتاعت "بريان" شهور لحد ما خرجت للنور وحرفياً قلبت الدنيا!.. "واتس آب"!.. "بريان" وزميله هما اللي عملوا "واتس آب"!.. في سنة 2014 "فيسبوك" بتتواصل مع "بريان" عشان تطلب منه إنهم يشتروا منه "واتس آب".. عايز كام؟.. عايز 19 مليار دولار.. مش كتير يا عم "بريان"؟.. لأ مش كتير بالعكس ده من حوالي 5 سنين كنتم هتاخدوه مني ببلاش لو كنتم شغلتوني عندكم فدلوقتي بقى تدفعوا زي ما أنا عايز.. ماشي.. دفعوله.. ياخد الفلوس ويقعد في بيتهم؟.. لأ.. بحكم إن هو اللي عامل "واتس آب" فكان فاهم إن فيه شوية مشاكل متعلقة بالخصوصية بتاعته.. قفل على نفسه كام سنة تانية وهوب طلع بالمفاجأة الجديدة.. إيه هي؟.. تطبيق Signal اللي كل العالم بيجروا عليه حالياً وبينزلوه عشان أكتر أمان من "واتس"، ولإن كل عيوب ومشاكل اختراق الخصوصية تم تلافيها فيه!.. ومادام جيبنا سيرة التكنولوجيا خلينا نقول إن في سنة 1997 شركة Cisco عينت عندها مهندس صيني كان وقتها لسه مهاجر جديد لأمريكا اسمه "إريك يوان".. "إريك" كان بيشتغل في الشركة من قلبه وبمنتهى الجهد وبدون أى زهق أو تكاسل.. لمدة قد إيه؟.. 14 سنة.. حلو.. جاتله فكرة مبهرة إنه ينفذ برنامج يخلّى الناس من خلاله يعملوا إجتماعات أون لاين من الموبايلات بينهم وبين بعض.. دخل على مدير شركة Cisco.. طرح عليه الموضوع.. المدير رفض بشكل قاطع.. "إريك" استقال.. وأنت في سنك ده يا عم، وبعد سنين خبرتك الكتير في المكان؟.. آه عادي.. قفل على نفسه ومعاه كذا مهندس من أصدقائه المؤمنين بيه وبدأ يشتغل على فكرته.. سموها إيه؟.. Zoom.. عشان يبقى النهاردة تقريباً البرنامج الوحيد اللي معظم الناس اعتمدت عليه لما حصل موضوع كورونا.. وقيمته التسويقية كام؟.. 48 مليار دولار!.. والسبب؟.. تصميم واحد على فكرة كانت في دماغه وثقته في نفسه ووجود حد واثق فيه.

 

 

 

• في سنة 1890 اتولد الطفل "هارلاند ساندرز" في ولاية " إنديانا" الأمريكية في أسرة بسيطة وعلى قد حالها.. الأب كان بيشتغل عامل في منجم فحم.. لما وصل "هارلاند" لـ سن 10 سنين للأسف اتوفي الأب، وساب الزوجة، والأولاد لوحدهم بدون أى مصدر رزق.. اضطرت الأم تشتغل عشان تقدر تصرف على ولادها، وماكنش فيه خيار عند "هارلاند" غير إن هو كمان ينزل في السن ده يشتغل عشان يساعد مع أمه في مصاريف البيت وإخواته.. طب هتشتغل إيه يا عم "هارلاند" أنت ياللي لسه ماطلعتش من البيضة، ولا خبرتك إيه في الدنيا؟.. مفيش بس هجرب.. إشتغل زي أبوه عامل في منجم فحم، وعامل على عبارة نهرية، وبياع بوليصات تأمين، وعامل في محطات بنزين.. كان بيتنقل من شغلانة للتانية بمنتهى السرعة والسلاسة بمجرد ما بيلاقي سكة هتجيب له أى فلوس أكتر ولو بسيطة لإن أسرته محتاجة لكل سنت.. "هارلاند" كمان وعشان يشيل من على أمه عبء شغل البيت؛ قرر يتعلم الطبخ عشان يعمل الأكل لإخواته في الفترة اللي أمه بتتأخر فيها بره البيت.. دخل المطبخ، وقعد يجرب يمين وشمال لحد ما عمل شوية فراخ عجبوا إخواته، وبقوا يطلبوها منه دايماً.. لما كبر ووصل سنه لـ 16 سنة درس القانون على أمل إنه يتخرج ويشتغل بيه لكن فشل ومالقاش شغل بشهادته.. إشتغل بياع لكاوتشات العربيات، ورجع مرة تانية لـ محطات البنزين بس كان اترقي شوية وبقى مشرف، وبعدها إشتغل في البريد، وبعدها مندوب مبيعات.. "هارلاند" كان بيدور دايماً على النجاح والفلوس.. الفلوس اللي بييجي منها على قد اللي بيروح، والنجاح ماكنش باين له أى أمارة.. الوضع المؤقت استمر لحد ما وصلت لـ سن الـ 40!.. قدر خلال الفترة دي إنه يساعد في تعليم إخواته لحد ما كبروا وكل واحد فيهم بقي ليه حياته الخاصة.. هنا بدأ "هارلاند" يفكر في نفسه شوية!.. والبداية كانت من الفراخ المقلية اللي كان بيعملها وبتعجب إخواته.. جاب عربية خشب، ووقف بيها على محطة القطر وبقي يبيع الفراخ بتاعته بخلطتها السرية للناس المسافرين.. 9 سنين متواصلة عمل كده!.. لكن وعشان الحلو مابيكملش تم تغيير مسار القطر، والمحطة نفسها إتلغت، ومبقاش فيه مكان يقف فيه.. الديون، والضرايب تراكموا عليه وقرر إنه يبيع العربية الخشب بتاعته عشان يسددهم.. قفل سكة الطبخ دي خالص، ورجع قعد في البيت محبط ومكتئب.. بس "هارلاند" مش بتاع قعدة.. وقف على رجليه تاني، وإشتغل كذا شغلانة زي ما كان بيعمل وهو طفل.. لحد ما وصل لـ سن كام؟.. 63 سنة!.. هنا وقف "هارلاند" مع نفسه وقفة غيرت مجري حياته لما قال لـ نفسه: (أنا عمري لسه ماخلصش، ولسه فيا نفس).. بدأ يلف على المطاعم ويعرض عليهم خلطة الفراخ السرية بتاعته على أساس إنها تبقي جزء من المينيو بتاعتهم.. بعد شهور من البحث، واللف فيه كذا مطعم عجبهم الطعم ووافقوا، وفيه مجموعة من المستثمرين عجبهم الموضوع وعرضوا عليه يبقي شريك معاهم هما بالمطاعم وهو بـ سر الخلطة بتاعته.. دي مش نهاية الحدوتة لإن بعد 12 سنة ولما وصل عمر "هارلاند" لـ 75 سنة كان بقي يمتلك 600 محل بيبيعوا الفراخ بتاعته!.. ولما وصل عمره لـ 90 سنة كانت فروعه وصلت لـ أكتر من 100 دولة في العالم وبإجمالي عدد عمال وصل لـ أكتر من 33 ألف عامل!.. عشان يبقى صاحب العلامة التجارية الأهم والأبرز في مطاعم الدجاج في العالم "كنتاكي".

 

 

• فيه ناس بيفتكروا إن تحقيق الحلم مقترن بوقت معين لو ماتمش تحقيقه خلاله تبقي دي دلالة على فشلهم!.. نهاية حياتك أنت اللي بتحددها لما اليأس يملي قلبك، ولما بتتأثر بتكسير غيرك لثقتك في نفسك.. فيه ناس بتبدأ تحقق أحلامها بعد سن المعاش، وناس تانية حياتهم بتنتهي في اللحظة اللى بيقرروا فيها يرفعوا الراية البيضا.. اللي عايز حاجة بيعملها، والأحلام مالهاش تاريخ صلاحية.. إكسر أى حاجة فى أى حد؛ إلا ثقته في نفسه.. الكاتبة الكويتية "بدرية مبارك" قالت: (لا تقتل الثقة بداخلي ثم تطلب مني إعادة ترميمها؛ هذا محال فإني لا أحيي الموتى!).

 

تابع مواقعنا