قصر حنا باشا.. اجتمع به سعد زغلول قبل نفيه ومالكه يدافع عن أثريته لمواجهة قرار هدمه (مستندات)

أثار قرار الحكومة بهدم قصر برسوم باشا حنا بالعباسية، حالة من الاستياء بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنه تحفة معمارية متميزة، ويصل عمره إلى 165 عامًا

"القاهرة 24"، انتقل ليعرف حقيقة أثرية القصر، حيث قال المهندس شريف حنا، حفيد برسوم باشا حنا، إنه منذ عدة أيام شاهد أمن القصر عددًا من مهندسي المساحة، يقيس بجانب القصر فسأله الأمن لماذا تقيس هنا؟ فأجاب "بنقيس علشان نشوف نزلة كوبري الفردوس"، فظن حفيد برسوم باشا أن الأمر بعيد عن القصر الذي ورثه من جده.

وأضاف حنا، "بعد قياس مهندسي المساحة بعدة أيام، لاحظت عددًا من رواد التواصل الاجتماعي يشاركون صور القصر، وكتبوا عليها خسارة ده يتهدم ده تراث معماري فريد"، لافتًا إلى أنه منذ رؤيته لهذه الصور تواصل مع مديرة الطرق والكباري بمحافظة القاهرة "وقالت له: "الأمر خارج عن إرادتي وماليش علاقة بالمشروع".

وأوضح، أنه حتى الآن لم يعرف من لديه حل الموضوع، قائلا "مافيش أي مؤسسة كلمتني رسمي بمناسبة الهدم، وأنا خايف إن الهدم يكون فجأة.. إحنا مش محتاجين فلوس مكان القصر إحنا حريصين على القصر لأنه تحفة معمارية وإحنا ورثناه عن جدي الكبير".

أما عن قصة القصر قال "جدي برسوم باشا حنا كان صعيدي اقتصادي من أكبر مضاربي البورصة في القطن بمركز الفشن، بمحافظة بني سويف، وأراضيه وصلت إلي حوالى 300 فدان، و6 قصور ضمنهم هذا القصر الوحيد الباقي منهم".

وأما عن ترميم القصر فذكر، أن "الترميم بالكامل كنا إحنا اللي بنعمله ومحدش من هيئة التراث دفع لينا أي حاجة"، موضحًا أن مساحة القصر كانت 1600م، وفي عام 1948 قرروا فتح شارع أحمد سعيد وسحبوا من مساحة القصر 450 مترًا فصار القصر 1150 مترًا،  وتم عمل الترميم للقصر ثلاث مرات كالتالي: 

المرة الأولي منذ 25 عاما، وكانت تخص ترميم القصر ووجهاته من الخارج وبلغت تكلفة الترميم 170 ألف جنيه، أما المرة الثانية فتم الترميم داخل القصر بتكلفة 680 ألف جنيه، والمرة الثالثة والأخيرة تمت عندما حدث شروخ في البرج الأمامي بسبب حفر خط مترو الإنفاق وبلغت التكلفة 380 ألف جنيه لدعم البرج الأمامي، والترميم كان بإشراف الحي وجهاز التنسيق الحضاري، منوهًا إلى أن هيئة التنسيق الحضاري سجلت القصر ضمن الفئة(أ) وهذه الفئة لم يستطيع أحد أن يغير من القصر أو يهدمة إلا بإشرافها. 

وأشار إلي أن الذي أعطي لبرسوم باشا حنا لقب "الباشوية"، هو الملك فؤاد، وغرفة من القصر كانت صالون سياسي وثقافي للوفدي سنيوت حنا، ابن خال برسوم باشا حنا، والذي كان ضمن ال 7 المنفيين مع سعد زغلول، ويعتبر سنيوت واحدًا من مؤسسي حزب الوفد.

وأوضح، أنه كان هناك غرفة بالقصر كان يجتمع يجتمع سعد زغلول والوفديون بها، لافتًا إلى أن خزنة حزب الوفد كانت موجودة في هذا القصر، وفي القصر أيضا يوجد صالون سياسي وثقافي باسم صالون النحاس "مصطفى النحاس باشا، رئيس وزراء مصر ورئيس حزب الوفد بعد وفاة سعد زغلول".

واستكمل، القصر  تصميم إيطالي أقدم من القاهرة التاريخية، والقصر بني في عهد الخديوي سعيد 1865 عند إنشاء العباسية، مشيرًا إلى أن جدي اشتري القصر ده جاهز لكن مابنهوش واشتراة عام 1912م، ب 8500 جنيه، دفع نقدي في البداية 6500 نقدي، وبعدها سدد 2000 جنيه على هيئة ديون بالمحكمة الأهلية.

وكان قد تواصل "القاهرة 24"، مع المجلس الأعلى للآثار ليوضح هل القصر مسجل ضمن الآثار الإسلاميه والقبطية أم لا.

وقال الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، إن قصر برسوم باشا حنا غير مسجل في عداد الآثار الإسلامية والقبطية ولا ولاية لنا عليه.