الخميس 02 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

العابرون من بؤرة كورونا.. كيف تطورت يوميات "أول فوج عائد من ووهان" خلال الموجة الثانية

القاهرة 24
كايرو لايت
الثلاثاء 02/فبراير/2021 - 02:19 م

منذ عامًا وفي مثل هذا اليوم، وصلت أول  طائرة مصرية من مدينة ووهان الصينية بؤرة فيروس كورونا المستجد، لإجلاء 306 مصري فضلّوا العودة إلى أرض الوطن، تاركين خلفهم كل شي.

"لحظات لا تنسى".. يحكي المصري محمد بلال، أنه عانى  من هزة نفسية بعد عودته إلى مصر، أثرت عليه بشكل سلبي لعدة أشهر نتيجة لما تعرض له من خوف، وقت انتشار الفيروس على مدار 25 يوم هناك حيث الصين. وأشار في حديثه لـ"القاهرة 24"، إلى حرب الإشاعات أيضًا، والتي كانت تبث إليهم الرعب بشكل أوسع، وعلى الرغم من أنه يُقيم في منطقة الشيخ زويد بشمال سيناء، وشهد العديد من الحوادث الإرهابية والإنفجارات، وغيرهم من المشاهد المفجعة على حسب وصفه، إلا أنه قال: "الأمر كان مختلف ولأول مرة أرى وباءً خطره في النفس الذي استنشقه".

يقول بلال والذي التحق بدراسة الدكتوراه في الصين منذ 2018، أن مصيره العلمي والدراسي حاليًا  يُعد مجهولًا، وعلى الرغم من متابعته "أونلاين" مع المشرف والمعمل الخاص به، ولكن يظل خبرالعودة لاستكمال منحته في الصين والتي كان من المقرر أن تنتهي شهر8 المُقبل، غير معلوم لأجل غير مُسمى، مُشيرًا إلى عدم تفضيله اللجوء للتأجيل لعل وعسى يحدث قرارًا جديدًا في صالحه، ومسترسلًا: "أعيش حاليًا فترة إجازة دراسية، مُستغلًا هذا الوقت بشكل أًسري مع عائلتي وأولادي وهذا هو المكسب الحقيقي وراء هذه المحنة".

تذكر طالب الدكتوراه المصري، أبرز اللحظات التي مرت عليه خلال تلك الفترة العصيبة كما وصفها، فتأتي أسعدها عند لقائه بزوجته وأولاده بعد انتهاء فترة الحجر الصحي بمطروح، فهو أب لثلاثة أطفال، وتمثلت أصعبها في لحظة الخوف والتوتر التي سيطرت عليه حينما تم إغلاق مدينة ووهان دون سابق إنذار، رادفًا: "شعرنا بالخطر وأننا وصلنا للنهاية".

"الرئيس قرر إعادتكم جميعًا إلى أرض الوطن على نفقة الدولة، مصر عمرها ما هتتخلى عن أولادها، وهنراعيكم لحد وصولكم بيوتكم" .. جاءت كلمة السفير المصري في وسط كل الخوف الذي كان يسيطرعلى المصريين في ووهان، لتهدء من روعتهم وتطمئن نفوسهم بأن هناك تحرك سريع من الدولة لإجلائهم.

يعيش المصري إبراهيم عيد، حالة كاملة من الحيرة منذ عودته إلى مصر، تبدلت حياته لالعكس تمامًا، وبصوتٍ يغلب عليه الحزن قال: "الظروف أسوأ من الأسوأ"، مرت سنة ولازال الوقت يمضي دون وضوح قرارًا ليحسم الأمر بين استكماله للمنحة في الصين، كما كان الوضع عليه قبل كورونا، أم سيتم إلغائها، مردفا: "غير قادر على التفكير في المستقبل"، بالإضافة إلى وقف الدخل الشهري الذي كان يحصل عليه من المنحة لحين استئنافها مرة أخرى.

ويُتابع عيد دراسته العلمية أسبوعيًا مع المشرف على الدكتوراه في الصين بشكل أسبوعي عن طريق "الأونلاين"، مُشيرًا إلى أنه كان من المقرر أن تنتهي منحته بنهاية عام 2020، وبلسان يتجلى فيه القلق والخوف يتسائل: "أين استطيع مناقشة الدكتوراه؟، هل سأعود إلى الصين لاستكمال المنحة بالشكل المرجو أم لا؟"، وعلى جانب آخر يسرد في حديثه  لـ"القاهرة 24"، خوفه من إلغاء المنحة وفي لحظة توقعه لهذا، ردف سريعًا: "مصيبة كبرى أن تكون النهاية بضياع 5 سنين من عمري هباءًا منثورًا".

ومع دخول الذكرى السنوية الأولى لإجلاء المصريين من الصين إلى مصر، يشعر عيد بحيرة في المشاعر ما بين الندم الداخلي في العودة إلى مصر نظرًا لما يمر به على مدار سنة كاملة من الجهل الدراسي والمُستقبلي فضلًا عن الإرهاق المادي، وبين الحمد والشكر على العودة مُتذكرًا اللحظات التي وصفها بالـ"صعبة"، والتي كانت من بينها السكن بجانب محرقة الموتى في الصين، متسائلًا: "إذ متنا ماذا سيحدث معنا؟"، مُتمنيًا الموت في مصر كي يتم إتباع إجراءات الدفن، مسترسلًا: "كنت على مشارف الاكتئاب، وبسبب وجود أسرتي وأولادي معي ساعدونني في التهوين من التعب النفسي، بشكل كبير".

كانت مستشفى النجيلة بمحافظة مطروح هي من استقبل أول وفد مصري، قادم من مدينة ووهان الصينية، لقضاء فترة الحجر الصحي كأول مستشفى عزل في مصر مُستقبلة لحالات الإصابة بكورونا، أو الاشبتاه بها، ومع تطور الجائحة ودخولنا في الموجة الثانية من فيروس كورونا أصبح لدى مصر إجمالي 363 مستشفى مجهزة للعزل على مستوى جميع المحافظات.

في زاوية أخرى مُعاكسة يغمرها الأمل ومحاولة التأقلم، وضع المصري محمد نجاح، أكثر من خطة لنفسه في أكثر من اتجاه، فبجانب متابعته الدراسية بشكل إلكتروني، يذهب أحيانًا إلى المركز القومي للبحوث  ليُتابع تجاربه بين مُشرفيه في مصر والصين، كما أنه توجه للبحث عن منح أخرى في عدد من مختلف الجامعات للاتحاق بها واستكمال الدكتوراه وفي حالة عدم الوصول لأي مؤشر يحسم الأمر، قال: "في أسوأ الظروف سأستكمل الدكتوراه وأناقشها في مصر".  

"مُتعب ولكني أُحاول ألا أخسر كل شي"، يرى نجاح أن الوضع بالنسبة له في مصر لا يُمثل له الراحة، وبصوت مُرهق أردف: " لا أستطيع العمل بشكل كامل هنا، كل شيئًا من حولي مُشتت ويُضعف التركيز"، مُتمنيًا أن يعود إلى الصين، لتيقنه بأن بيئة العمل هناك أفضل، فالخوف من الفيروس لم يكن قضيته الأولى.

فكر نجاح كثيرًا قبل قرار العودة إلى مصر، وفي النهاية فضل ألا يعيش هناك وحيدًا، فالخوف من الفيروس لم يكن يُسيطر عليه بشكل كبير، مسترسلًا: "كنت هناك اتبع الإجراءات الاحترازية وأتجول في شوارع الصين دون خوف"، وبضحكة بسيطة قال: "لا أعلم هذا جنون أم لا"، مُعللًا ذلك  بأن مجال عمله مرتبط بالتعامل مع البكتريا والفيروسات وكل شئ ممرض بشكل يومي. وأضاف أن ما كان يخشاه تمثل في نفاذ الطعام في فترة غلق المدينة خوفًا من صعوبة توافره بالأسواق.

من 3 دول.. أطباء مصريون بالخارج يكشفون: "هذه تجربتنا مع لقاح كورونا"

غربة ووباء.. أطباء مصر في المهجر يروون قصصهم أثناء مواجهة كورونا

تابع مواقعنا