د. بسيم عبد العظيم يكتب عن أزمة سرقة نزار قباني وسعيد يعقوب: بشر ماتت ضمائرهم
الشعر شعور وإحساس، ومن هنا كانت خصوصية الشعر وكان حرص الشاعر على نسبة مشاعره إليه وغيرته عليها إذا انتحلها أحد وادعاها لنفسه، وقديما قال نقادنا: "المعاني مطروحة في الطريق يعرفها العربي والعجمي والبدوي والحضري وإنما الشأن في الصياغة".
فمعاني الحب والشوق والحنين وحتى معاني المدح والهجاء والرثاء، تكاد تكون مشتركة بين الشعراء منذ كان الشعر وحتى تنتهي الحياة على هذا الكوكب الذي ابتلي بالبشر الذين ماتت ضمائرهم وزيفت مشاعرهم، فانتحلوا شعر غيرهم لفظًا ومعنى دون تضمين أو إشارة إلى اقتباس قد يكون مسموحا به من الناحية الفنية فيما يعرف بالتناص أو الاقتباس بشروطه التي حددها النقاد قديما وحديثا.
وأنا شاعر وناقد، إنني لأعجب ممن يسرق المشاعر والأحاسيس، ويدعيها لنفسه، ويتبجح بطباعتها ويفاخر بها، وهو يعلم أنها لا تقل عن سرقة المال، بل تفوقها، وقديما تبجح مسيلمة الكذاب مدعيا نزول الوحي عليه وحاكى بعض آيات القرآن الكريم، ودعا إليها سيدنا عمرو بن العاص، فقال له عمرو حين سمع كلامه: يا مسيلمة والله إنك لتعلم أنني أعلم أنك كذاب، فأين حمرة الخجل من أصحاب مسيلمة وأتباعه على مر العصور؟!
أما وقد حصل المذكور على عضوية اتحاد كتاب مصر، فإن هناك إجراءات قانونية تعالج مثل هذه الحالات الواردة، وتتخذ بشأنها القرار المناسب حسب قانون اتحاد كتاب مصر، ويمكن لمن تم سرقة شعره أن يرفع الأمر للقضاء، مقدما الادلة والبراهين على السرقة وسينصفه القضاء المصري.
وهناك حالات مشابهة حكم فيها القضاء المصري لصالح من تعرضوا للسرقة، وهي أشهر من أن نذكرها، فقد تداولتها الصحف ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
ولا أظن أن دار النشر تتحمل مسؤولية السرقة إذ إنها تقوم بالطباعة والتسويق فحسب، دون أدنى مسؤولية عن المحتوى، وكثير من دور النشر الحكومية والسلاسل الكبرى والمجلات تصدر منشوراتها؛ بأن محتوى الكتاب مسؤولية الكاتب ويعبر عن وجهة نظره ولا علاقة للمجلة أو الجهة الناشرة بما يتضمنه الكتاب.
وختاما أؤكد أنني لم أطلع على هذا الديوان موضوع الاتهام بالسرقة، لا قبل نشره ولا بعد نشره، إذ يصعب على الناقد الإحاطة بكل ما تصدره المطابع ودور النشر الحكومية والخاصة المنتشرة في أنحاء مصر.
* د. بسيم عبد العظيم شاعر وناقد أكاديمي
الشاعر أحمد حافظ: التليفزيون المصري ووزارة الثقافة لم ينتبها لمشاركتنا في "أمير الشعراء" (حوار)
