السبت 27 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عبير عبد الستار تكتب: "كرم زهدي" مهندس عمليات إراقة الدماء وقائد مسيرة إعلان التوبة والندم

عبير عبد الستار
عبير عبد الستار
الخميس 11/فبراير/2021 - 08:57 ص

"أتمنى من الله أن يعتبر أعظم حسناتي هي مبادرتي لحقن الدماء وأن يجعلها شفيعا لي يوم القيامة".. آخر كلمات قالها كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الأسبق قبل رحيله داخل مستشفي جامعة الإسكندرية.. ولم يمضِ على موته ساعات حتى بدأ الخلاف بين أعضاء الجماعة الإسلامية بل وبين كل الجماعات الأصولية التي انقسمت إلى فريقين الأول يعتبره بطلا؛ لأنه اعتذر عن العنف وقاد مسيرة المراجعات، وفريق آخر يراه منافقا وخان الجماعة وخرج عنها.

وهناك فريق ثالث بعيدا عن الفريقين يُدينه بجرائمه الفادحة ولا يغفر له الدم وعمليات الإرهاب التى كان مشاركا فيها وقائدا لها، وأن يده ملطخة بدماء الكثير من أبناء مصر من ضحايا العمليات الإرهابية التي خطط لها.

وبدأت المعارك الكلامية على السوشيال ميديا بين من يراه قائد مسيرة الندم والتوبة بعد أن كان قائد عمليات الدم وبين من يسامح ويترحم وبين من يُدينه ويرفض الترحم عليه!!

ولذلك سوف يبقي تاريخ وسيرة كرم زهدي مثيرة للجدل.. فهو واحد من أهم قيادات الجماعة الإسلامية كما أنه واحد من أشهر منظري الجهاد في مصر، وكان مهندسًا وقائد خطة أحداث أسيوط التي هاجمت عددا من أماكن الشرطة في المحافظة، منها مديرية أمن أسيوط صبيحة يوم عيد الأضحى عام 1981 وكان ضحايا المذبحة التى ارتكبها كرم زهدى ورفاقه 118 شخصا من جنود وضباط الشرطة والمواطنين، إضافة إلى عشرات الإصابات بينهم أطفال.

وبالإضافة الي قيادته عددا من العمليات الإرهابية، وكان كرم زهدي الجهادي الوحيد الذي جمعته جلسات كثيرة مع محمد عبد السلام فرج قائد تنظيم الجهاد وصاحب كتاب الفريضة الغائبة، واستطاع أن يكون منسقا بين تنظيم الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد.

كما أنه نسق بين كل الجماعات الإسلامية الجهادية الموجودة في الصعيد والدلتا والقاهرة وكان حلمه الوحيد هو جمع التنظيمات المسلحة في كيان واحد، حتى تم سجنه بعد مشاركته وتخطيطه في قتل السادات مع جماعته!

وكما كان قائدا في عمليات القتل والإرهارب كان قائد المراجعات داخل السجون للتخلي عن العنف وحمل السلاح خاصة أن جماعته كانت أبرز الكيانات الإسلامية التي مارست العنف  ومن داخل سجنه، الذي استمر اثنين وعشرين عاما وقدم اعتذارا عن العمليات التي تبنتها الجماعة الإسلامية في السبعينيات والثمانينيات، معربا عن استعدادها لتقديم الدية لضحاياها رغم اعتراض العديد من القيادات المسجونة معه قائلا: أقسم بالله العلى العظيم إنى أقول هذا الكلام ليس رهبة ولاخوفًا من هؤلاء، وأشار للضباط الموجودين في ساحة السجن أثناء اجتماع قيادات الجماعة الإسلامية ولكنه اتقاء مرضاة الله سبحانه إن ما فعلناه كان خطأً وماحدث كان فتنة.

أنا كنت أقول للجميع إن هذا هو ما سيحدث مستقبليًا، لكنهم لم يكونوا يصدقوننى، فعادوا مصدومين مما جرى.

بالطبع رفض عاصم عبد الماجد وهو أكثر أعضاء الجماعة الإسلامية حبا للدماء مبادرة كرم زهدي وأصر علي تكفير السادات!! وصدّر أن كرم زهدي مجبر على التراجع عن فكره بالضغط والتهديدات له داخل السجن ولكن فيما يبدو أن كرم ندم بالفعل على قتل السادات فبعد الإفراج عنه في 27 سبتمبر 2003 بعد قضائه 22 عاما في السجن أكد أنه أخطأ في المشاركة في اغتيال السادات قائلا: أنا أخطأت في قرار قتل السادات، ولو أني استقبلت في أمري ما استدبرت لما شاركت في قتله بل ونهيت عن ذلك الأمر بل أعتبر أن السادات مات شهيدا.

ويعتبر كرم زهدي من أكثر الوجوه  في الجماعة الإسلامية التي رفضت اللجوء مجددا إلى العنف، بل وطالب الجماعة الإسلامية إبان الفترة التي أعقبت الإطاحة بالرئيس محمد مرسي بضرورة ضبط النفس وعدم اللجوء إلى العنف والتمسك بمبدأ السلمية وهاجم الإخوان مندهشا من طريقتهم للتغيير، فالجماعة كانت تسوق نفسها تاريخيا كراعية لـ«الفكر الوسطي» والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ولكن اتضحت أهدافها وطريقتها بعد خلع مرسي. 

كما سجل اعتراضه ورفضه لاعتصام ميدانَي "رابعة العدوية" و"نهضة مصر"، واعتبر أن منصة التحريض في رابعة العدوية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الأحداث التي شهدتها مصر  وقام بمبادرة لإنهاء حالة العنف التي قام بها الإخوان عقب خلع محمد مرسي وحبس قيادات الإخوان  وقام بزيارة القيادات الإخوانية في السجون طالبا منهم وقف العنف وحملهم مسؤولية من يحدث خارج السجون من اتباعهم. 

كما أنه قام مع الدكتور ناجح إبراهيم، نائب رئيس مجلس الشورى والرجل الثانى فى التنظيم، باستقالتهما من منصبيهما بالتنظيم، لسبب أرجعاه إلى نشوب عدد من الصراعات داخل مجلس شورى الجماعة عقب اندلاع ثورة «25 يناير»، وإعلان الجماعة التحول نحو إنشاء حزب سياسى بعد أن اندلعت عدة أزمات داخل تنظيم الجماعة الإسلامية تمثلت فى وجود عدة انشقاقات، أعلن عنها البعض، وعلى رأسها ما يعرف بالتيار الجديد داخل الجماعة الإسلامية...وأثناء ثورة 30 يونيو دعا لمشاركة المصريين فى الانتخابات، واعتبر مقاطعتها شيئا خطيرا، كما هاجم جماعة الإخوان الإرهابية وأكد أنها تعمل على هدم المؤسسات الصلبة للدولة المصرية.

انتهت حياة كرم زهدى عن عمر يناهز 69 عاما، قضاها بين إراقة الدماء وإعلان الندم والتوبة وقريبا تنتهي المعارك الكلامية التي اندلعت علي السوشيال ميديا بين إشادة بجهده فى وقف مسيرة الإرهاب، وإدانة لا تغفر جرائمه لتبدأ معركة أخرى بعد رحيل شخص آخر.

تابع مواقعنا