السبت 11 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

حكايات مصور.. شاهد عيان على حادث عقار جسر السويس "الحكاية الأولى"

حكايات مصور
كايرو لايت
حكايات مصور
الإثنين 29/مارس/2021 - 09:51 م

استيقظت مصر السبت الماضي على حادث أليم ومانشتات أخبار تعلن: "انهيار عقار بجسر السويس وسقوط عدد من الضحايا"، وسرعان ما انتشرت الصور ومقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

حكايات مصور

 

اختار البعض متابعة الأخبار ومشاهدة مقاطع الفيديو المنتشرة عن كثب ليترحم على الضحايا ويشاهد المستجدات بعينه، ولكن فضل البعض تجنب المشاهد الأليمة وعدم رؤية جميع الصور.

ولكن يبقى المصور الصحفي هو الشاهد الوحيد على الواقعة وتظل تفاصيل الصراخ والاستغاثات وجميع القصص المختبئة وراء الصور محفورة في ذهنه إلى الأبد.

حكايات مصور

 

تبدأ القصة في الثانية بعد منتصف الليل عندما تلقيت خبر سقوط عقار في شارع عمر بن الخطاب بمنطقة جسر السويس، أخذت جميع معداتي وانطلقت إلى موقع الحادث وأنا أفكر في ألف سيناريو.

سألت أحد الشهود العيان فور وصولي عن ملابسات الواقعة فروى لي أن سكان المنطقة سمعوا صوتا مشابها للانفجار ليفاجأ الجميع بتحول عقار مكون من أحد عشر طابقا إلى أنقاض وكوم من الخرسانة والتراب في كل مكان.

مددت بصري لم أستطع الرؤية جيدا بسبب الغبار الناجم عن انهيار العقار، ولكني سمعت أصواتا تتبعتها "مياه عطشان" لأجد حارس العقار الذي تسلم وردية الليل لأول مرة في حياته يستغيث تحت الأنقاض، ولكن للأسف لم يتمكن رجال الحماية المدنية، رغم كل المحاولات، من إنقاذه وفارق الحياة.

حكايات مصور

 

ساعات قليلة وكشفت خيوط الفجر عن تفاصيل مريره؛ أنقاض ممزوجة بجثث ضحايا ومتعلقاتهم من ملابس متناثرة وقطع من الأساس المنزلي وغيره.

استخرجت الحماية المدنية من تحت الأنقاض جثة سيدة فارقت الحياة وهي تحتضن رضيعها الذي كُتب له عمر جديد بفضل حضن والدته.

التفتُ قليلاً لأجد أحد الموجودين يهرع وهو منهار تمامًا بعدما سمع أحد ذويه يصرخ تحت الأنقاض، ولكن باءت محاولاته هو ورجال الحماية المدنية بالفشل.

حكايات مصور

 

تابعت التنقل في موقع الحادث لالتقاط الصور ورصد هذه اللحظات الفارقة في حياة شعب بأسره، وثقتُ لحظات رفع الكتل الخرسانية للبحث عن جثامين أخرى أو أشخاص ما زالوا على قيد الحياة ينتظرون طوق النجاة.

 استمريتُ في التنقل لأجد رجل يقف كالأسد الجريح يشاهد جثة والده تحت الأنقاض وينتظر، بنفس راضية بقضاء الله وقدره، رفع كتل الخرسانة ليستخرج جثمان والده.

حكايات مصور

 

واجهت والموجودين موقفاً قشعرت له الأبدان، تم استخراج مصحف من أسفل الأنقاض سليم تماماً خالي من أي خدش جراء الحادث.

حكايات مصور

 

رأيت قائد قوات الحماية المدنية يتنقل في كل مكان يبحث ويتحرى عن أي شخص مازال على قيد الحياة لإنقاذه بحرص شديد، حتى في إخراج الجثامين دون خدشهم، كل ذلك بتفاني شديد منه رغم عدم توفر الإمكانات اللازمة لسرعة استخراج الضحايا.

حكايات مصور

 

 سمعت صراخ أحد الرجال التفتُ لأجد ضابط شرطة يمنع أحد الأهالي من التوجه تحت الأنقاض لاستخراج أحد ذويه، ولكن بعدما شاهد حالته المحطمة من صراخ وبكاء هستيري غلبت على ضابط الشرطة مشاعره الإنسانية واحتضن الرجل وعينيه تفيض بالدموع.

 

حكايات مصور

 

 عنف أحد اللواءات الموجودين الضابط ليتماسك وينحي مشاعره لالتفات إلى مباشرة عمله.

لم أتمكن من تسجيل هذه اللحظة الإنسانية بعد اعتراض الأهالي احتراماً لحرمة الوفيات.

لم تقتصر صعوبة تغطية هذا الحادث على المشاعر الإنسانية فقط بل واجهنا –المصورون- اعتداءات من طرف بعض الأهالي الذين وجدوا في توثيق مثل هذه اللحظات انتهاكاً لخصوصيتهم ولحرمة أمواتهم.

كانت ساعات صعبة مليئة بمشاعر مختلطة بين الحزن والغضب والرغبة في القيام بمقتضيات عملي كمصور صحفي. 

 يتبع..

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

حكايات مصور

 

 

تابع مواقعنا