الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

بين بين (1)

الأربعاء 31/مارس/2021 - 07:09 م

العالم من حولنا مليء بالبديهيات والتي يتشربها الإنسان في طفولته الأولى من أسرته الصغيرة ومن مجتمعه المحيط، ولكن في مصرنا الحبيبة يختلف الوضع كثيراً، فنادراً ما تكون بديهيات العالم الطبيعية هي طبيعية عندنا، بل على العكس تماماً، تكون تلك البديهيات مكتسبات ناتجة عن خبرة كبيرة وقراءات مختلفة ومجاهدة قاسية للنفس وما اعتادت عليه نتيجة لتشربها عادات غير طبيعية وغير آدمية من أسراتنا الصغيرة ومجتمعنا المحيط.
ومن البديهيات التي سأذكرها مبادئ الغزل والفرق بينه وبين التحرش.
من الواضح أن تلك التفرقة البديهية ما زالت غير بديهية لذكور الشرق الأوسط، لذا سأحاول قدر الإمكان توضيح الفرق وإرسال ما يمكن تعريفه بمعلومات هامة حتى تكون متغزلاً خفيف الظل وليس متحرشاً معرضاً للفضيحة والسجن.
كبداية يجب أن تعرف البيئة الاجتماعية التي تحيياها المرأة بشتى بقاع مصرنا الحبيبة: الفتاة والمرأة بمصر تحيا دائماً في خوف دائم من شباب ورجال مصر، وبالتالي تتعامل مع ذلك الخوف بالتحفز تجاهكم كشباب وذلك كنتيجة لردة أفعالكم على كل فتاة وامرأة في مجتمعكم المحيط من أخت أو قريبة أو جارة أو حتى امرأة غريبة عنكم، فكم من شاب أو رجل منكم أهان فتاة أو امرأة يعرفها أو لا يعرفها بشتى الطرق فقط لإثبات ما تسميه رجولة أو غيرة أو شرف، بينما الرجولة الحقيقية هي أن تدع الخلق للخالق وألا تتدخل فيما لا يعنيك، والغيرة الحقيقية هي ما تدفعك لتكون أفضل من غيرك ولتكون متميزاً بشخصك فيتم اختيارك مهنياً وأسرياً وعاطفياً كشريك يرفع من شأن وقدرات شريكه، والشرف الحقيقي هو التزامك بالصدق والحق، فلا تكذب ولا تدعي غير ما فيك ولا تعد وعداً وتخلفه، ولا تخون وتؤلم من وثق بك، ولا تشهد شهادة زور ولو لأبيك أو أخيك أو صديق عمرك لتنصره على صاحب الحق وخاصة إن كانت امرأة فتساهم في تشويه سمعتها وقتلها إجتماعياً، فإذا ما راعيت تلك الجوانب بأفعالك وبناء شخصيتك يجب أن تضع بحسبانك النقاط التالية:
1. المتلقي: كبداية يجب أن تكون معجباً حقيقة بالمتلقية لغزلك، لا أن تقف على قارعة الطريق أو أن تفتح حساباً إلكترونياً وتقذف بكلاماً مكرراً أجوف لا معنى ولا طعم لكل من تمر أو يلقيها حظها العثر في طريقك، يجب أن تكون معجباً حقيقية حتى ولو كان إعجابك بتوكة شعرها، صدقني فنحن نشعر بالإعجاب الحقيقي من المزيف، وعندما نسمع كلمة حقيقية حتى وإن كانت مديح للحذاء بأقدامنا، فهذا يعني مديح لذوقنا في الأختيار وبالتالي مديحاً لنا وإعجاباً بنا.  
2.الأسلوب: حبذا لو كان أسلوبك راقياً بكلمات لطيفة لا تحمل أي معنى جنسي لا من قريب ولا من بعيد، وبالتأكيد يرتبط الأسلوب بالمظهر ويدعمه، فإذا كانت المتلقية لإعجابك راقية المظهر ومهتمة بهندامها فيجب أن يكون مظهرك متوافق مع رقة كلماتك لتضاهي جمال مظهرها، فلا يصح أن تكون متغزلاً بفتاة مهندمة رشيقة الحركة ناعمة النظرة وتسمعها كلمات جنسية وأنت منتعلاً "شبشب" أو كروكس يظهر منهما آثار تشقق كعبيك أو أت كون أظافرك طويلة تملتئ تجاويفها بالأتربة السوداء.
من ضمن الأساليب السيئة للغاية والتي أنصح بل أحذر من استخدامها النظرات الجنسية والتي تتحرك فيها عينيك كمتغزل على جسد المتلقية أو صدرها أو شفتيها وهذا قطعاً يجعلك متحرشاً.
3. التوقيت: قمة في الغباء أن تبدي إعجابك "حقيقياً أو مزيفاً" بفتاة أو امرأة في السابعة إلى التاسعة صباحاً وهي في عجالة من أمرها للحاق بجامعتها أو عملها، فهذا يسبب لها تشويشاً وإستفزازاً لأعصابها لأن أبعد ما يكون عن عقلها في ذلك الوقت هو التعارف أو التسامر مع شخص غريب.
وأيضاً سخافة لا حد لها عندما تلقي بتعليقاتك في آخر اليوم وهي منهكة ومستنزفة تماماً من يومها الطويل بالجامعة أو العمل وفي طريقها للمنزل لا هم ولا غرض لها سوى لقاء حمامها الدافئ أو سريرها الناعم.
أيضاً سخافة منك عندما تلقي عباراتك أو تعرض رغبتك في التعارف عندما تكون المتلقية سائرة بالطريق وهي تحمل أغراضاً عديدة ويبدو عليها الإنهاك التام، لأن كل ما تأمله في هذه اللحظة هو الوصول لمنزلها لتضع حملها.
4. الموقع: يفضل أن تبدي إعجابك وتلقي ما في جعبتك من كلمات رقيقة وغزل عفيف وإعجاب حقيقي في أذن المتلقية "والتي تعجبك بالفعل" عندما تكون رائقة البال، هادئة النفس، منسجمة روحياً مع المكان الجالسة به من كافيه أو مطعم أو نادي إجتماعي أو رياضي، وليس بطريقها ذاهبة أو عائدة من دوامها اليومي من دراسة أو عمل وهي في قمة الانشغال الذهني والإجهاد الجسدي.
وأيضاً تجنب تماماً المغازلات بالطريق عامة، فهي بالتأكيد لم تقف بالطريق في إنتظارك لتشرب معك قهوة ب on the run.
الموقع له أهمية كبرى وحجر من أحجار الأساس للمغازلة، فلكل مقام مقال، والغزل أو التعارف موضوعه أماكن الاحتكاك الطبيعية من نواد اجتماعية أو رياضية وكافيهات ومطاعم، أماكن الدراسة والعمل أيضاً من أماكن التعارف القيمة والممتازة لسهولة معرفة ورؤية تعاملات وتصرفات الطرف الأخر، والتعارف بالفعل قد تم في أماكن الدراسة والعمل وكل ما ينقص هو التصريح بالإعجاب وهنا يكون الأمر مقتضباً وسريعاً وصريحاً "أنا معجب بيكي وحابب أو عاوز أتعرف عليكي بصورة أكبر فممكن نتبادل أرقام الهاتف أو نخرج نتقابل بعد مواعيد العمل/ الدراسة في مكان ونتكلم".
5. التكرار: إياك ثم إياك والتكرار، ولا أعني هنا تكرار نفس الكلمات، بل أعني تكرار العرض، فما تفعله من تغزل هو عرض للتعارف، فإذا سمعته المتلقية ولم تبادلك الابتسام أو نظرات الإعجاب وأشاحت بوجهها بعيداً فهي أرسلت لك رداً بالرفض لعرضك، أما إذا نظرت لك نظرات إشمئزاز فهذا يعني إنك أسأت أختيار أسلوبك أو كلماتك أو يعني سوء مظهرك.
وأيضاً تكرار إرسال كلمات التعارف أو الغزل على وسائل التواصل الاجتماعي مع عدم وجود رد أو حتى إرسال رد يرفض التعارف فهذا قطعاً يعني وجوب توقفك عن تكرار المحاولات تماماً.
قد تسير وفقاً لمعطياتي حرفياً "أو تظن أنك كذلك" ويظل أيضاً رد فعل المتلقية سيئاً أو عنيفاً، حينها لا تؤاخذها ولا تلومها فهي إعتادت على تلقي البذاءات من عابري السبيل وتعلمت أن يكون رد فعلها دائماً قاسياً لوقف الانتهاكات التي قد تتعرض لها، فصبراً جميلاً على فتيات ونساء مصر فهن في خوف وتحفز شديد من ردة فعلكم كرجال في حال قبلن دعوتكم على القهوة والتعارف وأيضاً في نفس الوقت الخوف والتحفز في حال رفضهن لتلك الدعوة.
عندما تكون رجلاً غيوراً شريفاً بما ذكرته معاني سابقة وأكثر "وليست المعاني التي نشأت عليها" حينها لن تخاف الفتاة أو المرأة من عرضك للتعارف لأنها تعلم أن رجال وطني تخلصوا من الكذب، تخلصوا من الخسة، تخلصوا من ادعاء الشرف بقتلهم للنساء، حينها ستعرف المرأة المصرية أن الرجل المصري شريك حقيقي لها في الحياة والمنزل والعمل والطريق، شريك تأمن له فلا تتحفز له ولا تلقي بنفسها من الشرفة خشية على مستقبلها القريب أو البعيد منه، والمرأة فقط هي من باستطاعتها تحديد إذا ما كانت شعرت بالضيق أو الخوف أو حتى التوتر ممن يغازلها.
في النهاية الفتاة أو المرأة فقط هي من تحدد إن كانت كلماتك أو تصرفاتك أو نظراتك هي غزل أو تحرش، فإذا سببت لها خوفا أو ضيقا أو حتى عدم ارتياح فهذا يضعك في قائمة المتحرشين.

تابع مواقعنا