الجمعة 29 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

مرفت نسيم الروح تكتب: قراءة في رواية "على لهيب شمعة" للكاتبة "مرفت البربري"

الكاتبة مرفت نسيم
ثقافة
الكاتبة مرفت نسيم الروح
الجمعة 09/أبريل/2021 - 11:36 ص

 رواية "على لهيب شمعة" مأخوذة عن قصة حقيقية لفتاة لبنانية وشاب فلسطيني جمع بينَ قلبيهما الحب وفرقتهما الحرب، وما زالا ينتظرانِ لقاء.

الحقيقةُ أنني أقفُ هنا على السطرِ وِقفةَ الحائرة الممتلئةِ بالكثير من المشاعر المُكتنزةِ بالشجن،لا بل الكثيرُ من الخوف، الخوفُ أن لا تتحقق النهاية المرجوةِ بعد كلِ سنين الفراق تلكَ، والتي أثقلت كاهلها صفعاتُ الحرب، وما كان صبرُها سوى الحب ولهيبُ شمعةِ الأمل.

الحيرة التي امتلكتني بالانتقال من فصلٍ إلى آخر هي عن ماذا أتحدث؟ هل عن تلكَ الطفلةُ، الصبيةُ، المرأة والأُمُ الحكيمةُ والحبيبةُ "حبيبة" أم عن فارسها "فارس" الصبي المُرهفُ،  المناضل المقاتلُ، الرجل العاشق ! عن لقائهما الأول الذي سببتهُ الحرب والتهجير وعن فراقهما المؤقتِ والذي سببتهُ أيضاً الحرب والنفي للبعيد "وكأنهما كعاشقينِ كُتبَ عليهما ذاكَ التمزق والشتات".

 

هنا فقط تركتني الكاتبة مرفت أنتظر بترقب اكتمالَ النصف الآخر من الرواية لعلهُ يكونُ بها شروقَ فجرٍ على قلبين ما كان ذنبهما سوى أنهما عاصرا الاحتلال الصهيوني والحروب التي وقعت على أرض لبنان، الشتات والنضال وصراع البقاء وفرض السيادة على الأرض.

المؤامرات السياسية، والتي راح ضحيتها شعوبا لا ذنب لها سوى أنها دافعت عن حريتها في أوطانها ! أم هل أذكر ما حدثتنا به عن ما تعرضَ لهُ  الشعب الفلسطيني من تهجير وقتل وتدمير وشتات ليُحلَ مُشرداً في مخيمات لا تصلح للعيش، فكانَ أن ذُبحوا مراتٍ ومرات على يدِ من ظنوا أنهم الحُضن والسلام! وكيف يكون السلام على أرضٍ تحتلها الصراعات الطائفية وفرض السيادة !

ليس المهم مَن يموت، لبناني حر، فلسطيني مُهجر يبحث عن ملاذ، المهم مَن يسود ! أم أذكر ما تعرضَ لهُ اللبنانيون من حروب أهلية قطعت أوصالهم وألقت بهم غرباء على ذاتِ الأرض؟

في هذهِ الرواية والتي أقل ما يُقال عنها بالرائعة، نقلتني الكاتبة في كل فصلٍ منها لأحياها بتفاصيل الأماكن التاريخية بالأحداث السياسية المُتعاقبة عليها بأسماء الشخوص والوصف الدقيق لكلِ منطقة ذكرتها صاحبة القصة حبيبة وانتقلت إليها من جراءِ الحرب  ووصفها لطبيعة الأشخاص الذين التقتهم فلكلٍ منهم قصةٌ أُخرى تفسر معاناتهُ من ذاتِ الأسباب. 

أبكتني الكاتبة تارةً وخالطت دمعاتي بابتسامةٍ تارةً أُخرى غضبتُ حتى أني امتلأتُ حقداً على الاحتلال الصهيوني وما سببهُ لأهلنا في فلسطين والشتات امتلأتُ حزناً على مَن فرقهم وشتتهم ويتمهم وعلى صبرهم وما زالوا يصبرون. هل كُتبَ على شعوبنا العربية أن تُعاني؟ أن تقطعَ أوصالها الحروب وأن تجمعَ بينهم منطقةُ زرقاء اسمها الفيسبوك؟ فلولاهُ لما التقت حبيبة بفارس بعد فراقٍ دامَ قرابة خمسٌ وثلاثونَ عاماً، وكم أتمنى أن يكونا قد التقيا الآن على أرض الواقعِ كما آملنا في نهاية هذا الجزء من الرواية .

وختاما أقول: الحديث عن هذهِ الرواية الرائعة يطول، فالكاتبة أبدعت في السرد، بأسلوب متمكن وأخاذ.

تابع مواقعنا