الأربعاء 15 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

في النقد التطبيقي لعايدي جمعة.. كتاب عن تجليات الإبداع في الرواية المعاصرة

غلاف الكتاب
ثقافة
غلاف الكتاب
السبت 10/أبريل/2021 - 05:00 م

صدر عن دار الوفاء بالإسكندرية كتاب "في النقد التطبيقي للرواية المعاصرة" للأستاذ الدكتور عايدي علي جمعة، أستاذ الأدب والنقد.

ومن المعروف أن الرواية العربية تسجل فى اللحظة الراهنة حضورا متميزا جعلها تأخذ مكان الصدارة فى جوانب كثيرة. ومن هذه الجوانب جانب الاهتمام الواضح بها. فعلى مستوى الإنتاج نجد مورانا حقيقيا فى عملية إنتاجها فى مصر والوطن العربى وهناك التكريس لتلقيها من حيث الجوائز المرصودة لها ومن حيث الاهتمام القرائى بها ومن حيث تفاعلها مع اللحظة الاجتماعية السائدة، ومن حيث قدرتها على عملية الإشباع الجمالى والفكرى للمتلقى على امتداد الوطن العربى.

وقد كانت مقولة زمن الرواية رغم اختلاف البعض معها مقولة حاضرة بقوة فى أذهان الكثيرين. من هنا كان التوقف أمام تجليات إبداعية لهذا الفن ضرورة من الضروريات التي  جسدها هذا الكتاب. 

ولم تقتصر الدراسة فى هذا الكتاب على الإنتاج الروائى لبلد معين فى وطننا العربى وإنما تعداه إلى رصد ملامح من هذا الإنتاج فى بعض الدول العربية ومنها بطبيعة الحال مصر التى حظيت بوقفة كبيرة فى هذا الكتاب.

 وقد بدت هذه الروايات متفاعلة بصفة خاصة مع نموذج الإنسان المقهور ومتفاعلة مع الواقع الاجتماعى وما يطل منه من مشاكل وجدت فى الرواية التعبير الأدبى البارز عنها.

وقد استأثرت الرواية المصرية بالنصيب الأكبر في هذه الدراسات التطبيقية، وذلك للخصوبة الكبيرة في إنتاج الرواية وتلقيها في البيئة المصرية، وجاءت هذه الدراسة في خمسة عشر فصلا، جاء الفصل الأول منها تحت عنوان: تعدد أشكال الراوي في الرواية الحديثة، وفي هذا الفصل تم التوقف أمام طبيعة الراوي في أربع روايات مصرية: الرواية الأولى هي " الجدار الأخير" المنشورة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة للكاتب محمد على إبراهيم، والرواية الثانية هي الرقص مع الحياة: وقائع البحث عن الحب للروائية المصرية وفاء نبيل والتي نشرتها دار الطلائع، والرواية الثالثة هي رواية "أطلال الياسمين" المنشورة فى الهيئة العامة لقصور الثقافة  لوائل سليم، أما الرواية الرابعة فقد كانت رواية السلفي للروائي المصري عمار علي حسن، والتي نشرتها الدار المصرية اللبنانية.

وكان لطبيعة الراوي وتعدد أشكاله في الروايات السابقة دور واضح في حضور تقنيات مختلفة تتواءم مع طبيعته، وهذا ما توقف أمامه هذا الفصل.

أما الفصل الثاني فقد جاء بعنوان: جوانب الصراع في رواية قنديل أم هاشم، حيث يتم التركيز على عمليات الصراع الطاحنة في هذه الرواية، ودور هذا الصراع في طبيعة تشكيلها، وطبيعة التفاعل مع السياق الاجتماعي المصاحب لعملية إنتاجها.

وجاء الفصل الثالث تحت عنوان "منافي الرب ومشكلات المصير"، وهذا الفصل يكشف عن مشكلات المصير الإنساني في رواية منافي الرب للروائي المصري أشرف الخمايسي، وما نهضت به هذه المشكلات من دور في عمليات التشكيل الفني فيها، وما يكشف عنه ذلك من أصداء اجتماعية مصاحبة.

أما الفصل الرابع فقد جاء تحت عنوان: ساق البامبو والتطهر بالكتابة، وهذا الفصل يتم رصده للتفاعل مع رواية ساق البامبو للروائي الكويتي سعود السنعوسي، حيث تتفاعل هذه الرواية مع مشكلة خاصة بالمجتمع الكويتي الذي يتنكر لأبنائه من أمهات غير عربيات/ فلبينية في الرواية، ودور هذه المشكلة في التركيز على تقنيات روائية معينة، وما كشفت عنه من تفاعل كبير مع طبيعة السياق الاجتماعي الخاص في الكويت.

وعلى الرغم من أن هذه الرواية تتفاعل مع مشكلة خاصة بالبيئة الكويتية فإن طريقة معالجتها من حيث التركيز على مدى معاناة البطل فيها، والتعامل مع تقنيات الرواية بطريقة احترافية قد انتقل بهذه المشكلة درجة من الخاص إلى العام، وساهم بالتالي في جعل الرواية حافلة بالنبض الإنساني الواضح، مما كان له أكبر الأثر في حصولها على جائزة البوكر في نسختها العربية عام 2015.

بعد ذلك يأتي الفصل الخامس تحت عنوان: "الميثولوجيا فى رواية كابتشينو: حكاية روح" ليلقي الضوء على فاعلية الميثولوجيا في المعمار الروائي وما فيه من تقنيات كما تجسد في رواية كابتشينو: حكاية روح للروائي المصري السيد حافظ، ويأتي الفصل السادس ليلقي الضوء على رواية أخرى للسيد حافظ هي رواية كل من عليها خان، فيكشف عن عملية التفاعل الخلاق مع التراث في هذه الرواية، حيث كان التفكير بالتراث له الهيمنة فيها، فظهر التراسل فيها بين حدثين محوريين، الحدث التراثي والحدث المعاصر.

في حين جاء الفصل السابع ملقيا الضوء على رواية طلعة البدن للكاتب المصري مسعد أبو فجر حيث تكتسب رواية طلعة البدن للروائى السيناوى مسعد أبو فجر أهمية خاصة ، لأنها تغوص فى واقع جماعة لها خصوصية واضحة فى الوضع المصرى الراهن ،هى جماعة بدو سيناء، وقد تم هذا الغوص من خلال تقنيات روائية كشف عنها هذا الفصل.

أما الفصل الثامن فقد جاء بعنوان النص والسياق الاجتماعي في رواية السلفي للروائي المصري عمار علي حسن، حيث كشفت هذه الرواية عن سياق اجتماعي خاص، وكيفية تشكل ظاهرة العنف في مجتمعاتنا، وأهمية تفكيك الأفكار التي شكلتها.

 وجاء الفصل التاسع بعنوان: صوت المهمشين فى رواية يا مريم، وهي رواية للكاتب العراقي سنان أنطون، ووصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر فى نسختها العربية عام 2013. واكتسبت شهرة خاصة. وقد بدا فيها سياق الحرب العراقية وأثرها على الطبقات المهمشة في العراق خصوصا الطبقة المسيجية بها.

في حين جاء الفصل العاشر تحت عنوان: "استدعاء التاريخ في حلم نماتزي"، وهي رواية للكاتب المصري مصطفى سليمان تستحضر التاريخ، ودوره في تشكيل المجتمع المصري، وذلك من خلال إلقاء الضوء على شخصية نماتزي، وخطفها والتحرك المكاني لها الذي يكشف عن حركة نهر النيل نفسه. فهذه الرواية تتجلى بنيتها الكبرى في رحلة إبراهيم الشخصية الرئيسية إلى منابع النيل ولقائه بالفتاة الأفريقية نماتزي وإنقاذه لها من خاطفيها وإنقاذها له من موت محقق على يد أخيه. ومغامرات تدور في هذا الإطار. وتم التوقف في إطار ذلك أمام تقنيات سردية مثل السارد والشخصيات والزمان والمكان... إلخ.

أما الفصل الحادي عشر فقد جاء تحت عنوان: الظاهر بيبرس وتقنيات السرد، ورواية الظاهر بيبرس أيضا هي للكاتب المصري مصطفى سليمان، وهي تتناول شخصية تاريخية شهيرة تعتبر هذه الشخصية هي المؤسس الحقيقي لدولة المماليك في مصر، وهنا يتم استحضار شخصية الظاهر بيبرس وفترته التاريخية روائيا.

أما الفصل الثاني عشر فقد كان بعنوان: شهادة الميلاد وغوايات الحكي، ورواية شهادة الميلاد هي رواية للكاتب المصري محمد فوزي تدور أحداثها حول حسان الذي أنجب طفلا مؤخرا ونسي شهادة ميلاد طفله، ومن ثم إحساسه بأنه مصاب بالزهايمر. وتتفاعل هذه الرواية ـ من خلال بنيتها الكبرى وتقنياتها السردية ـ مع السياق الاجتماعي الحاف بها.

في حين جاء الفصل الثالث عشر بعنوان: "سرة البلد وتقنيات السرد"، وسرة البلد رواية من إبداع الروائي المصري أحمد عبده، وهي متوالية سردية تنقسم لخمس كتل سردية، لكل كتلة سردية عنوان، هي على التوالي: أيام السخرة وجذور الخروع وأحوال تل السباخ وسيرة الحديدي والطوطم.

ولا يخفى ما في بعض هذه العناوين من استدعاء أجواء القرية على نحو ما نجد بوضوح شديد في أيام السخرة وجذور الخروع وتل السباخ، وفي هذا الفصل تم التوقف أمام التقنيات السردية وكيفية تشكيلها وتفاعلها مع السياق التاريخي والاجتماعي.

وجاء الفصل الرابع عشر تحت عنوان: نموذج الرحلة في رواية أيام بغداد، ورواية أيام بغداد من إبداع الروائي المصري خليل الجيزاوي، وهي رواية تتخذ من الرحلة  نموذجا أصليا، فقد كانت رحلة البطل  من مصر إلى بغداد هي الموضوع المهيمن على أحداثها، ولذا كان لثيمة الرحلة دور واضح في عناصر التشكيل التي ظهرت في هذه الرواية.

وفي النهاية جاء الفصل الخامس عشر تحت عنوان: رواية الخواجا وأدب الحقيقة، حيث يتم التوقف أما رواية الخواجا للروائي اللبناني محمد الطعان، تلك الرواية التي تعكس واقع المجتمع اللبناني في فترة الحرب الأهلية، وكان تركيزها الكبير على الحدث أكثر من تركيزها على إحساس الشخصيات بوقع هذا الحدث على نفوسهم، ولذا فإنها تنتمي لأدب الحقيقة.

ثم تأتي ـ في النهاية ـ الخاتمة، محاولة التركيز على بعض النتائج التي توصلت إليها هذه الفصول.

تابع مواقعنا