الأربعاء 01 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

صالح نفسك

الخميس 15/أبريل/2021 - 05:27 م

في الابتلاء يفكرُ الإنسان في حلول للخروج من مشاكل هبت إليه مرة واحدة، يظل عقله يدور عن نهايات ما آلت إليه من مصائب فيظل العقل مشغولا والقلب نابضا دون التأمل فيما إذا كان الله قد جاء به ليتذكره فيحمده كثيرا ويشكره مرات.

عرف علماء النفس التفكير بأنه ذلك المجهود يبذله العقل من أجل حل مشكلة معينة أو إيجاد إجابة لسؤالٍ ما، وعلى الرغم من عدم استقرار علماء النفس على تعريف واحد للتفكير، إلا أن البعض يعتبره سلوكا داخليا يهدف إلى حل المشكلات، بينما يعتبره البعض الآخر إدراكا للعالم من حولنا.

وقبل البحث في حل المشاكل لم يفكر الإنسان مع نفسه فيما إذا كان ما حدث ابتلاء من عند الله عز وجل أم أنها مشكلة طبيعية تحدث لبني جنسه، لم يدرك أن التصالح مع النفس سيكون أول الحلول قبل البدء في حل أي معضلة تواجهه بحياته الدنيوية.

يقول العالم ابن باز إن الله يبتلي عباده بالسراء والضراء وبالشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم كما يفعل بالأنبياء والرسل، فالغالب على الإنسان التقصير وعدم القيام بالواجب، فإذا ابتلي أحد من عباد الله الصالحين بشيء من الأمراض أو نحوها فإن هذا يكون من جنس ابتلاء الأنبياء والرسل رفعًا في الدرجات وتعظيمًا للأجور، وليكون قدوة لغيره في الصبر والاحتساب.

ومن هنا لا مجال للتفكير في ابتلاءات الله عز وجل فهي محتومة ومكتوبة يصيب الله بها الإنسان ليقربه منه ليتضرع ليذكره حتى يكون قلبه خاشعا ذاكر له وحامد على نعمه، فقط عليه أن يفكر في حلول ويترك أمره لله.

التصالح مع النفس من السمات الهامة التي يجب أن يتحلى بها أي إنسان فهي ترفعه في مراتب عليا في الحياة الدنيا، فنجد المتصالح مع نفسه ودودا بطبعه لا يحمل بين أحشائه ضغائن أو كراهية، فنجده ينشر المحبة والود يهنئ الجميع على أقل الأعمال، ويبارك على أصغر المناسبات.

وإذا بحثنا سنجد أن هناك علامات يتميز بها الشخص المتصالح مع نفسه عن غيره، فهي علامات تجعله محبوبا من الجميع فيعرف وسط أصدقائه بصفات لقب بها بسبب تصرفاته، فالعصبية لا تعرف طريقا إلى عقله، والتفاؤل دائما يهرول أمامه، والتقبل موجود أينما حل.

يروي الشيوخ أو العجائز دائما مسيرة حياتهم المليئة بالكثير من المغامرات الحياتية فتجدهم يعبرون عما مروا به في عشرات السنون أن هذه الحياة لا تسوى أي شيء مقابل الراحة النفسية، يظل الإنسان يهول يميناً ويساراً شرقا وغربا بحثاً عن السعادة التي يجدها في الراحة من المتاعب.

بداخلنا طاقة هائلة يجب توظيفها بالشكل الصحيح، حيث يقول الأطباء إن الإفراط في التفكير والاستسلام للضغوط العصبية يؤديان إلى مضاعفات صحية خطيرة على المخ وعلى باقي أجزاء الجسم، ومن بين تلك المخاطر ضعف الذاكرة وتلف خلايا المخ.

تابع مواقعنا