الجمعة 19 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أبطال في الأعماق.. كيف يحافظ فريق مصري على الآثار المغمورة بالمياه؟ (خاص)

فريق مركز الإسكندرية
تقارير وتحقيقات
فريق مركز الإسكندرية للآثار البحرية والتراث المغمور
الخميس 22/أبريل/2021 - 04:28 م

ببدلات غطس سوداء، وأنابيب الأكسجين فوق ظهورهم، يغوصون لأعماق قد تصل إلى 40 متر تحت المياه، وهدفهم هو استكشاف واستخراج الآثار الغارقة في قاع البحار.

فريق بحثي من جامعة الإسكندرية يحاول جمع وتوثيق تراث مصر الثقافي المغمور بالمياه.


فريق متكامل من شباب واعد يعمل كيدٍ واحدة، اجتمعوا على حب الآثار والتراث المغمور فيه، يسعون لمعرفة ورفع الوعي لدى المواطنين بأهمية هذا التراث الذي يخبرنا بالكثير عن الحقب التاريخية المتعاقبة.

قد تكون صورة لـ ‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏

نساء في الأعماق

ندى كامل فتاة في مقتبل العمر، إحدى عضوات هذا الفريق البحثي، انضمت إلى الفريق بعد دراستها بقسم الآثار، جذبها حب واستكشاف الآثار البحرية، تتركز مهمتها الأساسية في تسجيل وتصوير وتوثيق الآثار الغارقة بالصور والفيديو، وإعطاء كل قطعة تعثر عليها رقمًا تسجيليًّا يميزها.


بعد التصوير والتوثيق، تتولى ندى تصميم مقاطع الفيديو الترويجية للآثار البحرية الموجودة في قاع البحر، على منصات البرنامج المختلفة بمواقع التواصل الاجتماعي والموقع الخاص به، حسبما أكدت ندى في تصريحاتها لـ"القاهرة 24".

ندى كامل


"بنحاول ربط عمل المركز بالمجتمع الخارجي"، تقول ندى في لـ"القاهرة 24"، حيث يسعى مركز الإسكندرية للآثار البحرية، إلى تعليم وتوعية الأفراد من خلال مشاريع المركز المختلفة، والتي منها مشروع "بحّار" الصادر عن المركز.

 

الأمر لم يختلف كثيرًا مع أسماء السيد، حيث تخرجت هي الأخرى، من كلية الآداب قسم الآثار بجامعة الإسكندرية، وتسعى لنيل درجة الماجستير من خلال تحضير دراسات عليا، كما أنها المسؤولة عن العلاقات العامة داخل مركز الإسكندرية للآثار الغارقة.

 

 

أسماء التي قادها شغفها بالآثار، والآثار البحرية تحديدًا، مرت بمراحل طويلة لتحضيرها للغوص تحت الماء واستكشاف الآثار، حيث لا بد من اجتياز تدريبات مكثفة خضعت لها بالفعل، والحصول على النجمة الأولى والغطس لعمق أولي قد يصل 15 مترًا، ويزيد تدريجيًا ليصل في آخر مراحله إلى 40 مترًا تحت الماء.

 

قد تكون صورة لـ ‏‏حيوان‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏

عملية مكلفة ومخاطر

أوصت منظمة اليونسكو للتراث العالمي بعدم استخراج الآثار البحرية الغارقة في قاع البحار، نظرًا لأنها عملية معقدة وحساسة إلى جانب التكلفة الباهظة والجهد الذي تحتاج إليه لاستخراجها.


وتتفق أسماء مع هذه التوصية، فهي ترى أن استخراج الآثار من المياه أمر مكلف للغاية ويحتاج إلى عمليات أخرى ومراحل عمل طويلة بعد الاستخراج من ترميم وصيانة وتوفير معارض أو مخازن للحفاظ عليها أو عرضها فيما بعد، حسبما أكدت الفتاة في روايتها.


لا تخلو أي مهنة من المخاطر، وهو الحال نفسه الذي يواجهه الفريق، يكفي مخاطر الغوص على أعماق بعيدة تصل أحيانًا إلى أكثر من 40 مترًا تحت الماء كما تؤكد أسماء السيد في حديثها لـ"القاهرة 24"، لكن شغف أعضاء الفريق وإيمانه بأهمية ما يقوم به جعلهم لا يلتفتون إلى تلك العقبات.


كما يخضع الفريق إلى فحص طبي شامل قبل الغطس، وبوجود عماد خليل رئيس البعثة واثنين من مساعديه وهم على قدر عالٍ من التدريب بحسب قولها.

أبرز المواقع الأثرية

بعد جهود مضنية، نجحت البعثة الأثرية التابعة لكلية الآداب، جامعة الإسكندرية، التي تتكون من أعضاء الفريق، في الكشف عن السفينة الغارقة بجزيرة سعدانة بالبحر الأحمر، والتي كان قد عثر على أجزاء منها عام 1994، ويعود تاريخها إلى منتصف القرن الـ18، وتعد تلك أبرز الاستكشافات للفريق في الآونة الأخيرة.


كما يعد مشروع موقع مرسى باجوش في الساحل الشمالي، هو أبرز المشاريع التي عمل عليها أعضاء فريق مركز الإسكندرية للآثار البحرية الغارقة،، ويعود تاريخه إلى العصر الروماني، وهو مشروع ممتد منذ 5 سنوات.


وأبرز القطع التي استخرجتها أسماء وزملائها من موقع باجوش، هي عدد من الأمفورات التي يعود تاريخها إلى العصر الروماني، وهي عبارة عن جرة أو قارورة فخارية لها حامل من الجانبين، تستخدم لنقل وتخزين الأغذية، ويحتاج الفريق البحثي لمدة زمنية قدرها عام تقريبًا لاستكشاف ومسح أي موقع أثري غارق.

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص أو أكثر‏ و‏حيوان‏‏
الأمفورات المستخرجة من موقع باجوش

 

مشروع لتثقيف الأطفال

يستهدف الفريق البحثي التابع لمركز الإسكندرية للآثار البحرية، إلى تعريف أطفال وتلاميذ المدارس بتراث مصر وكنوزها البحرية الغارقة، لذا ابتكروا مشروع خاص أطلقوا عليه اسم "بحّار" لتعريفهم بالمواقع الأثرية التي يعمل عليها المركز من خلال اصطحاب معدات الغطس ونماذج محاكاة للآثار البحرية الموجودة في قاع البحر وتعريف الأطفال بمدى أهمية هذا.

قد يكون كارتون لـ ‏نص‏
مشروع بحّار لتثقيف الأطفال


واستطاع أعضاء الفريق بدعم من جامعة ومكتبة الإسكندرية إنتاج ونشر أول قصة باللغة العربية للأطفال، والتي تعد إحدى إسهامات مشروع رفع الوعي بالتراث الثقافي المغمور بالمياه، بتمويل من مؤسسة هونور فروست.


تقام ورش مشروع "بحّار" في المتاحف والمعارض الخاصة بوزارة السياحة والآثار بالتنسيق معها وبإشرافها على البعثة، مثل متحف المجوهرات الملكية ومتحف الإسكندرية القومي، وهدفها تعريف الزوار بالتراث الثقافي الغارق في المياه.

 

قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏وقوف‏‏


تراث ثقافي متنوع


التراث الثقافي الغارق ليس فقط ذهب وفضة أو مجوهرات، لكن يمكن أن تكون قطعة خشبية أو سفينة غارقة من عصر ما، أو أواني فخارية أو تماثيل، وفي جميع الأحوال تؤرخ أو تدل على حقبة تاريخية محددة، هكذا بدأ الباحث محمد خضر حديثه لـ"القاهرة 24".


يدير محمد مع مركز الإسكندرية للآثار البحرية والتراث الغارق حاليًا مشروعين، الأول هو  السفينة الغارقة في شبه جزيرة السعدانة بالبحر الأحمر، والثاني هو موقع مرسى باجوش في الساحل الشمالي الذي بدأ العمل فيه من 5 سنوات بتمويل من مؤسسة هونور فروست.

لا يتوفر وصف للصورة.


تتركز مهمة الباحث في علم الآثار في الأعمال اللوجستية لمشروع مرسى باجوش، إلى جانب تصوير وتوثيق الآثار المغمورة بتقنية ثلاثية الأبعاد، والرسم تحت المياه، ومسح الموقع الأثري ورفع المقاسات.


السفينة الغارقة في شبه جزيرة السعدانة بالبحر الأحمر كانت على عمق يصل إلى 43 مترًا تحت المياه، لذا كان يتطلب حرفية عالية في التعامل معه، وعمل عليه فريق مكون من 3 أشخاص فقط،  حسبما قال "محمد خضر"، أما مشروع "باجوش" فهو موقع أثري كبير ويعتبر فرصة لطلاب كليات الآثار وأقسامها للتدريب، يقع على عمق 18 مترًا، وعمل فيها تقريبا نحو 12 فردًا.


في النهاية يسعى أعضاء الفريق لتوعية المواطنين بأهمية الآثار البحرية وما يمكن أن تحققه في الترويج للبلد وجذب السائحين سواء الأجانب أو الداخليين، إلى جانب إبراز المجهود المبذول لاستكشاف الكنوز الغارقة، وتغيير نظرة الناس عن تلك الآثار ونوعيتها بعيدًا عن فكرة الكنوز وصناديق الذهب الموجودة والمدن الغارقة.

لا يتوفر وصف للصورة.
تابع مواقعنا