السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

إحالة مدير عام بماسبيرو إلى المعاش بتهمة سرقة فيلم تسجيلي عن حرب أكتوبر

محكمة
حوادث
محكمة
السبت 01/مايو/2021 - 11:01 ص

قضت المحكمة التأديبية العليا بمجازاة مدير عام في ماسبيرو، بعقوبة الإحالة إلى المعاش بعد ثبوت قيامها بمساعدة مخرج متعاقد بسرقة فيلم تسجيلي عن بطولات الشهداء وانتصارات حرب أكتوبر 1973، تم إعداده باستخدام كاميرا ومعدات وأدوات مملوكة للهيئة الوطنية للإعلام والاستيلاء على المادة الفيلمية واستخدامها في عمل فيلم تسجيلي خاص بها باسم "أنا مصر"، ونشرته عبر حسابها الشخصي على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك ويوتيوب" على زعم من أنها أعدته وأشرفت عليه وأنتجته على نفقتها الخاصة بالمخالفة للحقيقة.   

وتبين من أوراق القضية رقم 6 لسنة 62 قضائية عليا، أن “ر. ع. أ”، مدير عام برامج المرأة بقناة النيل للأسرة والطفل، اتفقت مع المحال الثاني “س. م. ا”، المخرج بالقناة على تحرير طلبي تصوير وتشغيل مونتاج لتقارير تخص برنامج شباب كل يوم، على خلاف الحقيقة بقصد تصوير تقارير خارجية وإجراء مونتاج لها باستخدام كاميرا ومعدات وأدوات مملوكة للهيئة الوطنية للإعلام والاستيلاء على المادة الفيلمية واستخدامها في عمل فيلم تسجيلي خاص بها باسم "أنا مصر".

وقالت المحكمة إن المحالة الأولى أوعزت إلى المحال الثاني، المخرج بقناة النيل للأسرة والطفل بأن يشتركا في العمل على فيلم تسجيلي تظهر فيه بمظهر من يُهدي إلى شهداء البلاد فيلما يوثق بطولاتهم فتستضيف أسرهم، وتُجْرَى معهم الحوارات بما يتناول الشهداء، واختلس ما وجد فيه بغيته من مقاطع انتُهي من تنسيقها، مسلِّما إياها للمحالة الأولى لإكمال ما اتفقا عليه وتجهيز الفيلم الوثائقي، وتم نشر هذا الفيلم متضمنا اسميهما.

وطلبت النيابة الإدارية من المحالة الأولى تقديم أرقام هواتف وعناوين ضيوفها من أسر الشهداء الذين تمت استضافتهم للوقوف على حقيقة ما هو منسوب إليها، إلا أنها رفضت، مبررة ذلك بأنه سيؤثر على سمعتها لدى تلك الأسر إن تبين إسناد اتهامات لها بشأن تلك المقاطع، فتهيأت الأدلة قاطعة بتكامل عناصر إعدادها لما اقترفت، مؤكدة أنها استغلَّت عملها بمشاركة الثاني في عمل استولت عليه ونسبته لنفسها اختلاسا واستغلالا لمواد مصورة بالأدوات المملوكة لمحل عملها وبعناصره البشرية، فتنكبت المسلك القويم والأمانة المفترضة في الموظف العام، وثبت خروجها على مقتضى واجبها الوظيفي خروجا سافرا أمعنت فيه باستغلال أموال الجهة محل عملها لمصلحتها الشخصية، وتدليسها على زملائها بالعمل دون اكتراث لمواطن الشبهات والمساءلة.

وأكدت المحكمة أن المحالة تحرت نفعا شخصيا ومركزا أدبيا مما اقترفت، فظهرت مظهرا يجافي الواقع، مُسْتَوْلِية على مواد مصوَّرة، لها قيمة مالية، تنسبها إلى نفسها، لتُحمَد على ما لم تفعل، أو بالأحرى تُحمد على إثم لم يردعها عنه قيمة ما تناوله هذا الفيلم التسجيلي من ذكرى شهداء أبرار، تأبى دماؤهم الطيبة أن تُكرَم بغير الطيب، إذ لا إكرام بمغصوب أو مُختَلَس، ولا إهداء بشيء من غير مالكه، فلم تتحر واقعا إكراما لشهداء أبرار وذويهم، إنما تحرت مركزًا أدبيًا لا يُقدَّر بثمن إن كان بحق، ويهوي بصاحبه إلى درك سحيق من سوء طوية إن نال منه الغرض بوسائل غير مشروعة بخسٌ ثمنها، فارتكبت جرما، لا سيما وأن ذكرى الشهداء الأبرار هي منهل حياة لأجيال حالية وقادمة، تستلهم منها عزما صادقا في الذود عن البلاد في كل مجال وبكل وسيلة، وهي من أولى وأهم رسائل الإعلام القائمة عليه الهيئة محل عملها، فاستحال ما سلكته المحالة إلى إثم تضاعفت مظاهره إذ أقرنته بادعاء إكرام من كانت شهادتهم لأجل بلادٍ لا تُستَحلَّ فيها حقوقها، فلا تُغبَن في أموالها ممن تنكب سبل الصالح العام هدفا ومنهجا، فحق عليها القول بانهيار الثقة في تحليها بالأمانة التي يتعين أن تُظَلِّل الموظف العام عملا ومسلكا، فصار حتما مقضيا في يقين المحكمة غل يدها عن وظيفتها، وهو ما تقضي به في شأنها.

وتبين اشتراك المحال الثاني مع المحالة الأولى فيما اقترفت، إلا أنه بالنظر وكونه يشغل عمله بالهيئة الوطنية للإعلام بموجب عقد لا تُسبغ بنوده عليه وصف الموظف العام الجائز التحقيق معه بمعرفة النيابة الإدارية أو إحالته للمحاكمة التأديبية، وهو ما لم تجد معه المحكمة مناصا من التنويه إليه عسى يُتَحَّوط له بالنظر للحالة الماثلة.

تابع مواقعنا