السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

عُمان التعايش والسلام (1)

الجمعة 07/مايو/2021 - 11:21 م

عُمان  أول أرض تشرق عليها الشمس في الوطن العربي، وهي جزء لا يتجزأ من وطننا الكبير، تفتخر بعروبتها بانتماء الدم والأرض، سكنها العرب القدماء، تفاعلوا مع طبيعتها ووجدوا فيها الإنسانية الحقة منذ العصور القديمة، فأقدم من سكنها هم قوم عاد الذين استوطنوا أرض الأحقاف، حيث تقع أكبر أجزائها في جنوب عمان، ويطلق عليها ظفار حاليا (على الحدود اليمنية).

ونظرًا لتعدد الحضارات التي استوطنت عمان، فهناك العديد من اللهجات العربية وغير العربية، والتي يتحدث بها سكانها تصل بعضها إلى اللغة، حيث إن لها أحرفًا وتكتب، ومنها المهرية والشحرية والجبالية في جنوب عمان واللهجة الحرسوسية في محافظة الوسطى والكمزارية في شمال عمان بمحافظة مسندم، بالإضافة إلى اللهجات المختلفة التي انفردت بها مختلف المحافظات كالبلوشية واللواتية جعل هذه التركيبة تمتزج في بوتقة التعايش منذ زمن بعيد، متخذة من الإنسانية مبدأ لتعايش على هذه الأرض الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا.

قيل قديمًا إن عمان دهليز الصين وخزائن الشرق، وهي سيدة المحيط الهندي، وعرفت منذ أقدم العصور بسيادتها البحرية وعلاقتها الكبيرة مع الحضارات القديمة للتبادل الثقافي والاقتصادي، لا سيما الحضارات السومرية والبابلية والفرعونية والرومانية وغيرها من الحضارات على مر العصور، فكان لعمان علاقات تجارية قوية مع الحضارة الفرعوينة  في مصر القديمة فقد عادت البعثة التي أمر بإرسالها الملك ساحورع من الأسرة الخامسة في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد من ظفار محملة من خيراتها مثل الحيوانات وبعض الأحجار نصف الكريمة إلى جانب السلع الرئيسية من الرحلة وهي اللبان والبخور.

وامتدت هذه الرحلات إلى فترات طويلة في عصر الحضارة الفرعونية، وعشق العمانيون البحر منذ زمن بعيد فلقبوا بسادة البحار لكثرة نشاطهم البحري وفي فترات مختلفة أطلق عليها ببلاد الفضة والنحاس لكثرة هذين المعدنين بها، وقد اعتبر كثير من المؤرخين أن عمان القديمة كانت حلقة الوصل بين حضارتي وادي النيل وما بين النهرين من جهة، وحضارة وادي السند من جهة أخرى.

وبعد أن سطع نجم الرومان كقوة عظمى في المنطقة بين عام 50 حتى 200م، وازداد نشاطهم البحري خاصة بين الشرق والغرب، لم يؤثر ذلك في العمانيين في نشاطهم البحري بل أعطاهم دافعا لتعزيز الملاحة البحرية فقاموا بتغيير طرقهم البحرية التي اعتادوا عليها سابقا، ليحاذوا شواطئ فارس والسند وصولاً إلى الهند متجنبين بذلك الاصطدام مع السفن المعادية فارضين سيطرتهم على الخليج والمحيط الهندي سادة للبحر.

إن التعايش والسلام في عمان سمة أصيلة بأهلها فعندما ظهر الإسلام والرسالة المحمدية لم يجد مبعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة في دخول أهلها الإسلام فأسلموا طوعا ولم تطأ أرضهم خف ولا حافر، فقد روي أنه وفِدَ سبعة من أهل أزد "عمان: إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآهم رسول الله أعجبه سمتهم وهيأتهم وما هم عليه قال ما أنتم؟ قالوا مسلمون ومؤمنون يا رسول الله فسر بذلك فقال ما حقيقة إسلامكم وإيمانكم؟ قالوا خمس خصال، وخمس خصال، وخمس خصال ، فخمس خصال أمرنا رسولك أن نؤمن بها وخمس خصال أمرنا رسولك أن نعمل بها وخمس خصال ورثناها من آبائنا وأجدادنا ونحن نعرضها عليك فإن رضيتها أو تركناها قال ما هي الخمس الخصال التي أمركم رسولنا أن تؤمنوا بها؟ قالوا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت وما الخمس الخصال التي أمركم أن تعملوا بها؟ قالوا أمرنا أن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ونقيم الصلاة ونؤتي الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت.

وقال وما الخصال التي أمركم بها آباؤكم وأجدادكم؟ قالوا الشكر عند النعماء والصبر عند البلاء والرضاء بمورد القضاء والصدق بمواطن اللقاء وعدم الشماتة بالأعداء فعندما سمع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الكلام قال علماء حكماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.

سيف بن حمد الجرادي- سلطنة عمان

تابع مواقعنا