الخميس 28 مارس 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

كواليس اتهام أم بقتل رضيعها بـ"ريموت كنترول" في الشرقية (فيديو)

والد الطفل اثناء
محافظات
والد الطفل اثناء حديثه لمراسل القاهرة 24
الأحد 06/يونيو/2021 - 01:41 ص

لم يكُن يدري "محمد عبدالله هاشم" الرجل الذي تخطت سنوات عمره الأربعين بثلاث سنوات وبضعة أشهر، أن الطفل الذي تمناه وحلم بأن يسبق اسمه في سجلات الدنيا سيفارقها ويفارقه بعد مجيئه بتسعين يومًا فقط، وأن الفراق لن يكون هينًا يسهل تحمله، بل إن كلمة "بابا" التي تمنى سماعها يومًا لن تسعفه الظروف لسماعها؛ بعدما عبث الشيطان بخيال وعقل الأنثى التي تُشاركه الفراش والمسكن والحياة في أن تأتي على ما لا أذن سمعت به من قبل، وتترك الجميع يتحدث عنها ويدعو عليها، وبين هذا وذاك أب مكلوم يُناجي صورة طفله بين الحين والآخر ظنًا منه بأن الصورة قد تُبعث فيها الحياة وتُخبره بأي ذنتٍ قُتلت روح صاحبها.

 

على بُعد مئات الأمتار من محكمة بلبيس الجزئية بمحافظة الشرقية، وداخل أحد المنازل الموجودة بمنطقة "سعدون" ببندر بلبيس، وبينما أعلنت الساعة تمام السابعة صباح الأربعاء 2 يونيو الجاري، استيقظ "محمد" من نومه كما اعتاد قبل نصف الساعة من موعد نزوله للعمل في الكلية الجوية، والتي يتولى فيها مهام كي ملابس الأفراد هناك، لكن قبيل نزوله كان على موعد مع أولى الابتسامات التي يراها على وجه طفله "خالد" الرضيع ذوه الثلاثة أشهر، والذي بالكاد بدأ ينتبه لوجه والده ويضحك له كما كان يرجو ذلك الأب قبل أكثر من ربع قرنٍ من الزمان.

 

25 عامًا قضاها الأب قبل مجيء “خالد” إلى الدنيا، سنواتٍ عجاف عرف فيها الزواج من أربع نساء، لكن السبب الأوحد للانفصال كان دائمًا عدم قدرته على الإنجاب، حتى جاءت عشية السبت 12 نوفمبر عام 2016، ووقع الزوج قسمية الزواج التي تربطه بزوجته الأخيرة "مها" التي سبق وتزوجت قبله؛ عسى أن يجعل الله في عشرتها ومعاشرتهما جواب الأمل الذي يحلم به الرجل، وبالفعل كان الجواب أسرع مما يتخيل "محمد" وحملت الزوجة وأنجبت طفلتهما الأولى "رحمة"، لكن الصغيرة ولدت بعيب "خلقي" كما يطيب الحديث لأهل الطب، وفارقت الحياة في شهرها السادس، بعدما خضعت لعملية جراحية كانت الأولى والأخيرة لها، لكن هناك في مستشفى الأحرار التعليمي بمدينة الزقازيق، حيث كانت الصغيرة محتجزة وترافقها والدتها، كان الناس يخبرون “محمد” كلما زارهم يومًا بعد يوم بأن زوجته تضرب الطفلة، لكنه كان يُكذبهم ويُكذب شكوكه ويُخبر قلبه بعبارة وردٍ عفوي: "مفيش أم هتضرب بنتها".

 

مرت الأيام والشهور والسنوات سريعًا حتى حملت "مها" من جديد وأنجبت الولد نهاية شهر فبراير الماضي، وأسماه والده "خالد" عسى أن يكون لحظه نصيبًا من اسمه وأن يجعل الله لسيرة الأب واسمه نصيبًا من ذاك الاسم، وسط حالة من الحب والفرح والسرور عرفت جنبات الشارع والمنطقة وقلوب الأهل والأقارب وكل من يعرف "محمد"، غير مصدقين أن الله أخيرًا استجاب لدعائه ودعاء والدته ورزقه بالولد الذي يحمل اسمه وعوضه عن سنواتٍ كثيرة حلم فيها ودعى وتمنى ألا يقطع الله ذريته.

 

مرت الأيام سريعًا على الأب، في نظام روتيني يبدأ بالاستيقاظ مبكرًا والذهاب للعمل والعودة في تمام الرابعة عصرًا لأخذ زوجته وطفله من شقة والدته الموجودة بالطابق الأول، فيما يختلف الأمر بأن الزوجين وطفلهما لا يُغادران شقتهما بالطابق الأخير يوم إجازة الزوج من كل أسبوع، في نمطٍ ممل لم يشكو أحدٍ منه أو يمله كحال الملايين من أبناء الطبقة العامة.

 

صبيحة الأربعاء الماضي اختلف الأمر تمامًا بالنسبة للجميع؛ الأب استيقظ ولاعب طفله وأضحكه وضحك منه، وغادر المنزل وهو يعود مراتٍ ومرات في مدة لم تتجاوز الدقائق المعدودات كما لو كان يودع قُرة عينه، وفي تمام السابعة والنصف صباحًا أغلق باب شقته في طريقه إلى العمل بعد ليلة صاخبة ومليئة بالود بين الزوجين وطفلهما، وكان لذلك الأثر في بقايا حلوى وفاكهة، لكن الأمر تبدل بعد رحيل الزوج بنحو 150 دقيقة فقط، إذ شوهدت الزوجة تحمل شنطة وتستقل "توك توك" في طريقها إلى منطقة "المطافي" القريبة من المنزل ببندر المدينة، وتترجل إلى أسفل عمارة سكنية كانت تتابع فيها مع طبيبة وقت حملها الأخير، لكن ذلك كان خيطًا من الخيوط التي تكشفت بعد بحث وجهدٍ جهيد وتفريغ لكاميرات مراقبة المنطقة، والسبب هنا في السطور التالية.

 

عاد الزوج من العمل، لكنه سبق موعد عودته بنصف ساعة، وترك باب والدته في تمام الثالثة والنصف عصرًا، وبعد دقائق جلسها قبل أن يصعد في طريقه إلى شقته سأل والدته عن زوجته وطفله، فأخبرته جدة "خالد" أن حفيدها لم يزورها اليوم أو ترى والدته، لكن الأب لم يُعقب سوى بجملة مُقتضبة كان مرشده الوحيد لها أنه رأى ملابس على أحبال شرفة الشقة: "تلاقيها نايمة يا أمي فوق.. أنا طالع".

 

صعد "محمد" إلى مسكنه، لكنه بمجرد أن أدار المفتاح في الباب ودلف الشقة علت صرخاته كما لو كان مسًا أصابه؛ المنظر بشع.. طفله مسجى غارقًا في دمائه على أريكة البيت الموجودة أمام باب الشقة، حمله الأب سريعًا في احضانه لكن الصغير لم يستجيب أو يرد أو يتنفس، هرول به إلى والدته ويده تتحسس مؤخرة رأس الطفل التي كانت مهشمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فضلًا عن كدمة ودماء تجلطت في العين اليسرى للصغير، وبعد صراخٍ وعويل تأكد من الأمر وعلا صوته بتفسيره أمام أعين والدته: "مها قتلت الواد وهربت يا أماه".

 

في سويعات قليلة حضر رجال الأمن وتمت المعاينة الأولية وسؤال الأب ليُعيد ما ظنه وتوصل إليه، قبل أن يرفع أحد رجال فريق المعاينة الجنائية ريموت الكنترول الخاص بالتلفاز وقد غطته دماء الصغير؛ كما لو كان هوّ أداة القتل، فيما وجه الزوج الاتهام صريح وواضح لزوجته أمام رجال المباحث وفريق النيابة العامة.

 

مرت ساعات وهدأ الأب قليلًا ليبدأ رحلة فوران فكري جديد بالبحث عن إجابة لسؤال ظل يُلح في باله عن ماهية الأمر الذي دفع زوجته لقتل طفلها، وما إذا كانت فعلًا قتله أم أنه وقع منها وخشيت على ذلك وفرت هاربة، لكنه بين هذا وذاك متيقن تمام اليقين بأن الصغير قد قُتل، وما يؤكد ذلك جروح غائرة بجمجمة الرضيع من الخلف، وكدمة تحازي عينه اليسرى من الأسفل، فضلًا عن دماء متجلطة على وجهه ورأسه وأسفل من جروح رأسه على الأريكة لوثت بعضها ثياب الأب حال حمله لجثة الطفل.

 

سرد الأب تفاصيل ما جرى باستفاضة لـ"القاهرة 24"، قبل أن يشير إلى أن زوجته أخذت ملابسها الجديدة من الدولاب وغادرت المنزل في تمام الساعة العاشرة صباحًا بعدما قتلت طفلهما، قبل أن يؤكد على ضبطها في ساعة مُبكرة من صباح السبت، وهوّ ما لم يتم إعلانه أو تأكيده بصورة رسمية من جانب مديرية أمن الشرقية حتى الآن، فيما ترك الأب سؤاله الأخير دون جواب: "نفسي أعرف عملت كده ليه؟.. دا أنا كنت مخلي البيت كله تحت أمرها ومحدش بيزعلها.. هاتوها لي تقول لي عملت كده ليه وحرمتني من نور عنيا وابني اللي استنيته 25 سنة.. أنا مش هعيش أد اللي عيشته خلاص".

البداية كانت بتلقي اللواء إبراهيم عبدالغفار، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الشرقية، إخطارًا من اللواء أيمن مطر، حكمدار المديرية لقطاعي الجنوب والعاشر من رمضان، إشارة من مستشفى بلبيس المركزي، يفيد بوصول الطفل "خالد محمد عبدالله هاشم" عمره 3 أشهر، جثةً هامدة ووجود شبهة جنائية.

 

بالانتقال والفحص وسؤال والد الطفل، ويُدعى "محمد" 44 سنة، مُقيم ببندر قسم شرطة بلبيس، أفاد بأنه كان في عمله وعندما عاد إلى منزله وجد طفله الرضيع جثةً هامدةً ملطخًا بدمائه، قبل أن يشير بأصابع الاتهام إلى زوجته "والدة الطفل" وتُدعى "مها.ع" 26 سنة، ربة منزل، بقتل الرضيع، مشيرًا في اتهامه إلى أن الأم ضربت صغيرهما بالريموت كنترول الخاص بالتلفاز لمحاولة التخلص من صراخه وإسكاته، قبل أن تلوذ بالفرار فور مقتله.

 

 

تحرر عن ذلك المحضر رقم 4115 جُنح قسم شرطة بلبيس لسنة 2021، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بانتداب لجنة من الطب الشرعي لتشريح جثة الطفل وبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وسرعة ضبط وإحضار الأم المتهمة الهاربة.

 

النيابة تأمر بتشريح جثة رضيع الشرقية.. ووالده: أمه قتلته بالريموت وهربت (صور)

الأريكة التي عُثر على جثة الطفل فوقها
الأريكة التي عُثر على جثة الطفل فوقها
ملابس الأب المتلوثة بدماء نجله الرضيع
ملابس الأب المتلوثة بدماء نجله الرضيع
والد الطفل القتيل أثناء حديثه لمراسل القاهرة 24
والد الطفل القتيل أثناء حديثه لمراسل القاهرة 24
الأم المتهمة وجثة طفلها
الأم المتهمة وجثة طفلها
الطفل
الطفل
تابع مواقعنا