الخميس 25 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قلوبٌ ترى وعيونٌ عمياء

الخميس 17/يونيو/2021 - 06:55 م

خلقَ الله تعالى البشر لكي يكونوا خلفاء على الأرض، يعمرونها فيعمّ الخير فيها، يمدونَ أيديهم فيبسط الله الأرزاق لهم، يرحمون كبيرهم فيشملهم الله في ظله، يُطعِمون بقية خلقه فيدخلهم في نسائم رحماته، يتكاثرون فيها فيكون الخير بينهم طريقًا، يتدبرون في الخالق فيطيب قلوبهم.

اختصّ الله تعالي عباده بصفات مختلفة ولكن الجسد واحد، فلديهم عقل واحد يفكر وقلب واحد ينبض، ولكن الصفات تغيرت لحكمة يعلمها الله، فنجد ليّن القلب وغليظ الفؤاد، ونجد الكريم ونقيضه، ونجد من يسعى في الأرض خيرًا وآخر يفسد فيها لإشباع رغبات ما أنزل الله بها من سلطان.

وحسب تشخيص الأطباء، يعتبر القلب بمثابة عضلة متخصصة تضخ الدم إلى أجزاء الجسم، ويحمل الدم كلاً من الأكسجين والغذاء لجميع أجزاء الجسم ويحمل الفضلات إلى عدة أعضاء، وينقسم القلب إلى مضختين تعملان معًا ويدخل الدم العائد من الأعضاء وأنسجة الجسم إلى الجانب الأيمن من قلبك الذي بدوره يضخه إلى رئتيك، تزيل رئتاك ثاني أكسيد الكربون من الدم وتستبدله بالأكسجين.

ولم يحدد الأطباء أن للقلب عيونًا ترى، ولكن الله تعالى ذكر في القرآن الكريم أنها ترى حينما جسد ذلك في الآية الكريمة: "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"، وفي مقصدها دعا الله تعالى الناس إلى التنقل بالجسد والعقل في الأرض وتأمل الخلق وآياته لأخذ العظة والعبرة من أحوال الأمم السابقة التي كذَّبت برسل الله، وكيفَ أذاقها الله العذاب ثم أخذها الله وأهلكها وهي ظالمة نفسها.

القلب دائما محرك رئيسي لما يفعله الإنسان فهو ضميره في التصرف، العقل يفكر في العواقب ولكن القلب يعرف أي عواقب لخير سيفعله، القلب يحن تجاه الخير دائما، فنجد الكثير منا يدعون أن يرسل الله إليهم شخصًا طيب القلب، كما أن رسولنا الكريم قال بأن صاحب القلب الهين اللين لا يعذب بها، ويحرم على النار أو تحرم عليه، فقال: تحرم على كل قريب هين لين سهل، قريب، يمكن أن يفسر بأنه السهل، بمعنى أنه إن وقع عليه شيء من المظلمة، أو الخطأ، أو نحو ذلك، فاسترضي يرضى، قريب، فهو الخير فيه إلى أبعد الحدود.

وذكرَ القرآن الكريم أنواع القلـوب، وفيها أنواعٌ كثيرة منها القلب السليم وهو مخلص لله وخالٍ من من الكفر والنفاق والرذيلة، والقلب المنيب، والقلب المخبت وهو الخاضع المطمئن الساكن، والقلب التقي، والقلب المهدي، والقلب المطمئن، والقلب الحي، والقلب الأعمى وهو الذي لا يبصر ولا يدرك الحق والاعتبار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، والقلب اللاهي غافلٌ عن القرآن الكريم، ومشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها لا يعقل ما فيه، والقلب المريض، وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض في الشهوة الحرام.

تابع مواقعنا