الثلاثاء 14 مايو 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

محمد سالم الغامدي يكتب: الوطن العربي ثروة مهدرة

محمد سالم الغامدى
ثقافة
محمد سالم الغامدى
السبت 19/يونيو/2021 - 02:12 م

يعيش وطننا العربي حالة من الجمود الحضاري منذ قرون، ولعل هذا الجمود لم يأتِ من فراغ بل ترتب على أمور مختلفة منها السياسي، منها الاقتصادي ومنها الفكري والثقافي، ولا شك أن الحديث عن هذه الأمور مجتمعة يطول ويتشعب لمسارب مختلفة، لكن الحديث هنا سوف يقتصر على تلك القوة الهائلة المعززة للحضارة التي تعد من أهم المقومات التي ترتقي بالأمة إلى مصاف الدول العظمى ومن تلك المقومات:

* العنصر البشري حيث يبلغ عدد سكان الوطن العربي 430 مليون نسمة، وهذا يفوق عدد سكان أكبر وأقوى دولتين في العالم أمريكا 320 مليونًا وروسيا 142 مليونًا، فكيف لو استُثمرت هذه القوة الاستثمار الأمثل بالعلم والمعرفة والتدريب والتوجيه السليم؟

* الثروات الطبيعية التي تفوق مجتمعة على مستوى الوطن العربي كل دول العالم الأول، فالنفط مثلًا تسيطر البلاد العربية على 55٪ من احتياطي النفط في العالم حيث تمتلك ما مجموعه 713 مليار برميل، وبالنسبة للإنتاج فهو لا يقل عن ذلك بل يزيد عن 350 مليارًا سنويًا وكذلك الغاز الطبيعي، حيث بلغ الاحتياطي 55 مليار متر مكعب وهو ما يمثل 28٪ من احتياطي العالم وكذلك بقية المعادن التي لا تقل عن تلك النسب الكبيرة والثروة الحيوانية والزراعية ذات الأهمية العظمى أيضًا.

* الأهمية الاستراتيجية للوطن العربي، حيث يشرف على أهم البحار العالمية استراتيجيًا وهي البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الأطلسي وهذه البحار تتحكم في أهم المواقع العالمية التي تتحكم في طرق الملاحة العالمية.

* أما الفكر والثقافة، فالعالم العربي يعيش مرحلة من الجمود الفكري والثقافي المستشرف للمستقبل بل يغلب عليه الاتجاه للماضي بفعل فاعل ولعل هذا يوحي بضمور أنظمة التعليم في الوطن العربي التي اهتمت بالحفظ والتلقين وتجاهلت البحث والتجريب وتنمية المواهب والقدرات واتجهت إلى استهلاك المعرفة بدلًا من جلبها وكذلك أجهزة الإعلام والمنابر التي سحب معظمها المجتمع العربي إلى مسارب جامدة تهتم بالكلام أكثر من الفعل.

فمتى يتم الاستثمار لتلك القوى المهدرة من قبل الحكومات العربية التي اهتمت أغلبها بتجذير كراسيها وتجاهلت البحث والمعرفة واستثمار تلك القوى الاستثمار الإيجابي لمصلحة المجتمع العربي، والله من وراء القصد.

تابع مواقعنا