السبت 20 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الهولوجرام.. آلة الزمن السحرية

الثلاثاء 22/يونيو/2021 - 11:19 م

رغم أننى من الجيل الجديد الذي تربى وترعرع على أنغام محمد منير "الكينج"، وعمرو دياب "الهضبة"، فإنني دائمًا كان لدي شغف كبير لموسيقى الزمن الجميل، وعندما كنت أشاهد حفلات السيدة أم كلثوم أو العندليب التي تتصف بالرقي والتحضر حيث الملابس الفخمة والأسلوب المنمق للحاضرين الذين يملأهم الشغف والفرحة، كنت أتمنى أن أعيش هذه اللحظات في ذلك العالم السحري الذي كان أبطاله نجومًا كبارًا صنعوا المجد بإبداعهم مثل عبد الحليم حافظ وعبد الوهاب وأم كلثوم ووديع الصافي وفريد الأطرش، وغيرهم من عمالقة الموسيقى، ومع حفظ الألقاب للجميع.

وكنت سعيدة الحظ بموعد مع أجواء السحر والبهجة وسط حضور جماهير من جميع أنحاء الوطن العربي، ممن تقاسموا نفس الشغف والأماني لحضور الحفل الكبير الذي أقامته "مجموعة MBC" بالتعاون مع كل من شركتي NDP، وRMC، لإحياء حفل للعندليب بتقنية الهولوجرام على مسرح أعد خصيصًا في مول العرب، ومن المثير للدهشة أنك بالفعل بسبب طريقة تنظيم الحفل وإعداد الأجواء الساحرة وسط صور للعندليب ومقتنياته تشعر بأنك بعيد عن عام 2021 بفارق كبير وكأنك تمامًا في زمن العندليب بالفعل. 

مشاعر عدة وخواطر كثيرة دارت في رأسي قبل الحفل، كان أبرزها عن كيفية تلك التقنية السحرية التي تعطي قبلة الحياة لفنان رحل عنا منذ سنوات بعيدة، وتعيده إلى الجمهور مرة أخرى على خشبة المسرح، وعند بدء الحفل تسارعت دقات قلبي وكانت المفاجأة في الجمهور الذي رغم أنه يعلم أن الذى أمامه مجرد تقنية جديدة لتجسيد الصورة وليس عبد الحليم بذاته، فإنني شاهدت دموعًا وتأثرًا وتعايشًا وتفاعلًا كبيرًا مع الفنان الكبير، وكأنه موجود بالفعل وينشد ويغرد، وما أدهشني أيضا أنه بعد الحفل عند التقاط الصور كنت أسمع العديد من اللهجات واللغات للحضور الذي جاء من عدة أماكن فقط ليستمتع بإبداع العندليب، متزينين بالملابس الفخمة وكأنها سهرة في عام 1960، وكانت طريقة تنظيم الحفل وإجراءات السلامة أيضا من الأشياء التي ساعدت على خلق أجواء آمنة وسعيدة للحضور. 

وسرعان ما مرت 90 دقيقة على الجميع وكأنني في سهرة حقيقية من حفلات التراث الراقية التي أعشقها، قدم خلالها العندليب مُختارات مميزة من أشهر أغانيه منها أغنيات "جبار"، "نعم يا حبيبي"، "حاجة غريبة"، "أبو عيون جريئة"، و"أسمر يا أسمراني"، وغيرها، ولكنني كنت أنتظر قارئة الفنجان التي أعشقها وأستمع إليها دائمًا بفارغ الصبر، ولكن أتمنى أن تقدم في الحفل المقبل الذي أعلنت عنه الإدارة المنظمة للحفل يوم 25 يونيو الجاري ليشدو العندليب بمُصاحبة أوركسترا ضم أكثر من 20 عازفًا وعازفة وكورال كامل أضافوا بعدًا كبيرًا وجميلًا للحفل، وكأننا جميعا نرى العندليب وفرقته.

وبما أنني -كنت وما زلت- عاشقة لتراث الفن المصري، فإنني أتقدم بجزيل الشكر لكل من يُسهم في نشر واستمرارية هذا النوع من الفن الراقي، ليبقى لأجيال وأجيال، ويستمر مع الأبناء والأحفاد، بدلًا من التردي الذي نعاني منه جميعًا، ويقض مضاجعنا جميعًا، لتستمر مصر منبع الفن والإبداع، وتستمر هوليود الشرق حاضنة الفن ومنبر الرقي والحضارة الإنسانية.

 

تابع مواقعنا