جناح الأزهر يوعي بخطورة فيروس "كورونا" بالكتب والمجسمات
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرِض القاهرة الدوليّ للكتاب لزواره كتاب "الخوف من جائحة كورونا وأثره في التطبيقات الفقهية"، بقلم الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، حيث يناقش الكاتب التأصيل الشرعي للخوف من الجائحة وأثره في الأهلية والتكليف وتطبيقاتها الأصلية والمعاصرة.
يذكر الدكتور "النجار" في كتابه، أن الخوف من العدوى كشف عما في نفوس الناس من الضعف والهوان، علاوة على الأنانية وحب الذات، لافتًا أن هذه الجائحة -قد غيرت ولا تزال- مجرى التاريخ الإنساني، وأعادت بعض الناس إلى الطريق الصواب، مؤكدا أن على الجميع الإذعان بقدرة الله عز وجل، وحكمته في الابتلاء.
وتطرق المؤلف إلى أرجحية حفظ النفس في التعامل مع الجائحة، موضحًا أن حفظ النفس يقدم عند الله، وتكون المحافظة عليها شعيره إسلامية تفوق شعائر العبادات، ولعل إغلاق المساجد وتعليق الجمع والجماعات بشكل مؤقت أقل عند الله وعند الناس من التعطيل النهائي للقيام بكل أنواع التكليف وعمارة الأرض وذلك بموت الأنفس المكلفة.
وقدم جناح الأزهر أيضًا لزوار الجناح كتاب "فضل الدعاء في تحقيق الخير ورفع البلاء" للدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، الذي حث في كتابه على الدعاء في هذه الآونة، فالدعاء هو الملاذ والطريق إلى مرضاة الله رب العالمين، مضيفًا ان عالمنا المعاصر يشهد منعطفًا خانقًا وأجواءً غائمة من جراء هذا الابتلاء، وانتشار ذلك الوباء الخطير، وقد بذل عباقرة الطب والعلم الحديث كل ما في وسعهم لمحاصرة هذا الوباء، ولكن طال الوقت، مما يدل على إنه ابتلاء من الله، ليؤمن الناس أن للكون إلهًا خلق فسوى، وقدر فهدى، ليعودوا إلى رشدهم وليتضرعوا إلى خالقهم بالدعاء.
ولم يقف جناح الأزهر في مواجهة جائحة كورونا وتداعياتها عند المؤلفات فقط؛ بل قدم الجناح أيضا في ركن التربية الفنية لقطاع المعاهد الأزهرية؛ أشكالا ومجسمات ورسوما فنية متنوعة من وحي جائحة فيروس كورونا المستجد، استلهمها فنانون من طلاب المعاهد الأزهرية؛ مساهمة في حالة الوعي العام بإجراءات الوقاية والسلامة من الفيروس المعدي.
وجمعت المجسمات بين رسالة الطب والفن لمواجهة الفيروس الذي اجتاح العالم، من خلال رسومات على قطع خشبية تحث الناس على اتخاذ إجراءات الوقاية مثل ارتداء الكمامات.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الخامس على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥٢ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان، مثل قاعة افتراضية للندوات، وركن للفتوى، وركن للخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.