"تعرضت لنزيف 4 ساعات".. جراحة قيصرية تنتهي بوفاة سيدة بمستشفي خاص بالإسكندرية
علي مدار 9 أشهر كان شعور الأمومة يتأهب لديها استعدادا لاستقبال الجنين الذي ظل ينمو بداخلها يوم تلو الآخر، آمال كبيرة عقدتها الأم علي هذا الطفل الذي سوف يكون شريكا ثالثا لأمومتها مع ابنتها "مكة" التي تبلغ من العمر عامين ونصف، وابنها "محمد" الذي يناهز عمره 10 سنوات، إلا أن اللحظة التي ظلت تنتظرها علي مدار هذا الوقت كانت هي نفسها التي فصلتها عن عالمها الذي لم تنعم أن تعيشه رفقة أبنائها.
وليدة جديدة للأسرة خرجت من رحم معاناة طويلة قضتها الأم علي مدار فترة حملها، إلا أنهم مع استقبالها توفيت الأم وتُدعى "نشوي علي أحمد بدر"، بعد تعرضها لنزيف داخل إحدى المستشفيات الخاصة بمنطقة البيطاش غرب الإسكندرية، لتلقى مصرعها بعد ساعات قليلة من الولادة.
القصة كما يرويها زوج المتوفية، ويُدعى أحمد الصافي، بدأت يوم 30 يونيو الماضي، عندما توجهت إلي مستشفى صلاح العوضي التخصصي لتضع مولودتها التي كانت قد قررت أن تسميها "مليكة"، وكإجراء روتيني قامت المستشفى بعمل الفحوصات والأشعة والتحاليل اللازمة لإتمام جراحة الوضع، حتي دخلت غرفة العمليات.
وقال "الصافي" في تصريح لـ "القاهرة 24"، أن زوجته بعد خروجها من العمليات ظلت تنزف وظهر عليها أعراض تعرضها لهبوط حاد، مما جعله يطالب باستدعاء الطبيب المسؤول عن حالتها، والذي جاء، وأجرى فحصا طبي لها، وقال إن وضعها يستدعي تحويل لجسدها، فقامت الممرضة بأخذ عينة منها، وطلبوا منه الذهاب إلي بنك الدم لشراء العينة المطلوبة لعدم توافر الفصيلة داخل المستشفى.
وبالفعل توجه الزوج إلى بنك الدم بقصر الشفاء، فأخبروه أن عينة الدم التي حصل عليها من المستشفى غير صالحة، حيث أنها تم سحبها بشكل خاطئ، فقام بالاتصال بالمستشفى، وطلب منهم أن يتحدث الطبيب المسؤول عن زوجته مع بنك الدم لتوضيح الأمر، وبعد مكالمة بينهما عاد الزوج مرة أخري للمستشفي للحصول علي عينة جديدة.
وأضاف الزوج المكلوم: "فضلت ساعة بتحايل عليهم يسحبوا منها عينة بسرعة عشان حالتها كانت متدهورة"، مشيرا إلي أنهم بعد أكثر من استغاثة منه لسرعة سحب العينة جاءت إحدي الممرضات وسحبتها بالفعل، فتوجه مرة أخري لبنك الدم لسرعة شراء كيس الدم، إلا أنه تم إبلاغه عبر اتصال هاتفي أن روح زوجته صعدت إلي بارئها.
وتابع الزوج: "قعدت تنزف 4 ساعات أو أكتر وهما مش حاسين"، مؤكدا أنه هو من اكتشف حالة النزيف التي تعرضت لها "نشوي" بعد إجراء الجراحة، وظل يستغيث لحضور الطبيب.
وقبل استكمال إجراءات دفن الزوجة، توجه الزوج وحرر المحضر رقم 8560 لسنة 2021 إداري بقسم شرطة الدخيلة، يتهم فيه المستشفي بالتسبب في وفاة زوجته بسبب الإهمال الذي تعرضت له داخلها، والتأخر في إسعافها خلال الفترة التي ظلت تنزف فيها، وهو ما أدي بدوره إلي وفاتها- علي حد قوله.
كما أرسل "الصافي" شكوى إلي مجلس الوزراء رقم 4089042، يسرد فيها الواقعة التى تعرضت لها زوجته داخل المستشفى.
واستمعت نيابة الدخيلة إلي أقوال الزوج، وأمرت باستدعاء الطبيب المسؤول عن الحالة بالمستشفي لاستجوابه، وأمرت باستخراج تقرير طب شرعي لبيان سبب الوفاة.
أحمد رجب رياض؛ محامي المجني عليها، يقول أن الاستناد الأساسي له في قضيته ضد المستشفي هو الإهمال الذي تعرضت له "نشوي" في أن تظل على مدار 4 ساعات في حالة نزيف، تخللها محاولة خاطئة لسحب عينة دم، مؤكدا أن ما جرى معها إهمال جسيم يستوجب العقاب طبقا للمادة 244 من قانون العقوبات.
وأوضح "رياض" الذى قرر تولي هذه القضية دون تحمل أي نفقات من أسرة المجني عليها، أن التقرير الطبي المبدئي الذي استخرجه من المستشفي أوضح أن "نشوي" كانت تعاني من حالة إلتصاق المشيمة بجدار الرحم قبل دخول العمليات.
وأشار المحامي، إلى أنه في حال صحة هذا الكلام عن الحالة الصحية للمجني عليها قبل دخول العمليات، فإن واقعة الإهمال تصبح مؤكدة حيث أنهم لم يتخذوا الإجراءات الطبية التي يمكن أن توقف تداعيات هذا الوضع الحرج داخل غرفة العمليات، ولا تم إخبار الزوج بهذا الأمر.
