الثلاثاء 16 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

خطة مصر الطموحة وغضب واشنطن

الأحد 25/يوليو/2021 - 07:37 ص

منذ فجر التاريخ كانت مصر ولا زالت محور اهتمام العالم وخاصة قوى الشر الطامعة في السيطرة على القرار السياسي العربي، وبالتالي سيطرتها على كل منابع الخير في العالم العربي وإفريقيا وتعي تلك الدول أن السيطرة الحقيقية لا تتم إلا من خلال إخضاع مصر بأي شكل من الأشكال لرغباتها.


منذ بداية الألفية الثانية بدأت تلك الدول التكشير عن أنيابها وبالتحديد أمريكا وبريطانيا.. بدأتا في وضع الخطط والبرامج التي من شأنها تضييق الخناق على مصر لإجبارها على تنفيذ كل ما يطلب منها، لكن كان لمصر رأي آخر في ذلك.. فكان الخريف العربي سبيل آخر لدى واشنطن ولندن لتركيع ليس مصر فحسب وإنما جميع دول الوطن العربي وإفريقيا وعلى رأسها مصر لإيجاد حلفاء جدد يستطيعون تنفيذ خططهم الطموحة من خلالهم فكانوا الإخوان بديلا جاهزا لذلك.. وبدأ التعويل عليهم وضخ ملايين الدولارات لتهيئة الأجواء لهم وكان لمصر أيضا رأي آخر في ذلك حيث عملت مصر على افشال كافة المخططات والمشاريع التي رُصدت لها الملايين من الدولارات من قبل الكثير من الدول وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا مع بعض الدول الإقليمية وتناغم تلك المخططات مع المصالح الروسية والصينية في المنطقة.
ما حدث عام 2013 من مطالب شعبية لتدخل الجيش في حماية مصر من الضياع والتقسيم في عهد حكم الإخوان البائد أربك صناع السياسة في لندن وواشنطن وكذلك الصين وروسيا مما جعلها تبدأ في تغيير خططها وبرامجها على الأرض لتقويض حركة الجيش وإخراجه تماما من معادلة فرض الاستقرار وحماية الداخل من توترات قد ترهق مصر إن استمرت.. وليس هذا فحسب بل بدأت في خلق الكثير من بؤر التوتر في المنطقة وخاصة في دول الجوار.
الخطير في الأمر بالنسبة لأمريكا وبريطانيا هي أن إرادة الجيش المصري لا تقبل المساومة أو التفريط هذا أولًا.. وثانيا أن النظام الحاكم في مصر لديه خطة تنموية طموحة تخطت جميع التوقعات لدى صناع القرار في العالم وليس هذا فقط بل أن الجيش نفسه يساهم في تنفيذ تلك الخطة لإنجاحها بمتابعة مباشرة ومستمرة من رئيس الجمهورية في زمن قياسي للنهوض بمصر في كافة الجوانب وإن تم ذلك بالفعل وأتمنى أن يتم سيصبح لمصر رأي قوي ومؤثر في المجتمعين الإقليمي والدولي وهذا يزعج صناع القرار في العالم وبالذات واشنطن ولندن لذلك نجد أن ما تتعرض له مصر من ضغوطات بشكل دائم ويومي هو من أجل ثنيها عن التقدم في مشروعها التنموي الطموح بل وإفشاله تماما لأنه يتعارض مع رغبات الكبار في العالم.
مصر ضربت بعرض الحائط كل ذلك ومضت في طريق البناء والتطوير وتعزيز قدرات الجيش وقواها الدفاعية لأنها تعي تماما ما يحاك لها من خطط لتقويضها وتعلم جيدا أن واشنطن ولندن لاعبين أساسيين في دعم تركيا فيما تقوم به في ليبيا للتأثير على أمن مصر القومي، وتعي أيضا أن نفس تلك الدول بما فيها الصين تدعم إثيوبيا في بناء السد للسيطرة على مياه نهر النيل لتجفيف موارد مصر المائية. 
وتلك الدول هي التي تدعم بقاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وسيطرة الإخوان على قطاع غزة بدعم مباشر من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وتركيا وقطر التي تساهم بشكل مباشر في تمويل حكومة الأمر الواقع في غزة لضمان بقاء الانقسام الذي يساعد على تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل والمراقب لما تفعله اسرائيل من خطة الضم وما سبقها من اعلان واشنطن أن القدس عاصمة لإسرائيل ومصادرة الجولان وغيرها تساهم بشكل كبير في تصفية القضية الفلسطينية وتهدد الأمن القومي المصري. 
بالتأكيد لن تقف واشنطن ومعها بريطانيا وغيرهما عند هذا الحد وسيتم مواصلة الضغط من خلال العديد من المحاور المهمة سواء كان ذلك داخليا من خلال مؤسسات المجتمع المدني تحت بند الديمقراطية وحقوق الإنسان، وخارجيا من خلال رفع سقف التدخل التركي في ليبيا ودعم تركيا واتباعها في ليبيا والزج بالآلاف من المرتزقة لبقاء فتيل الأزمة مشتعلا وهنا يتضح لنا حقيقة الدور التركي المشبوه ضد مصر مدعوما أيضا بمواقف التنظيم الدولي للإخوان وقطر ضد مصر وأمنها القومي لصالح واشنطن ولندن وغيرهما من أصحاب المصالح.. ولا نغفل ملف مهم جدا هو محاولات تلك الدول افساد العلاقة بين مصر والسودان أيضا ودعم الجماعات الإرهابية في سيناء لتنفيذ عملياتها ضد الجيش المصري.. ومحاولاتها المتكررة لبث الشائعات لزعزعة الثقة بين الشعب المصري وحكومته وكل ذلك لن يتوقف إلا إذا تخلى النظام الحاكم في مصر عن خطته الطموحة وهذا لن يحدث أبدا وستواصل مصر تنفيذ كل الخطط والبرامج والمشاريع التنموية ولن تسمح لأحد أن يعيقها أو يعيدها للوراء مرة أخرى مهما بلغت التحديات، ولا نغفل أيضا دور الكيان الصهيوني في كل ما ذكر.

حفظ الله مصر وشعبها، وحفظ الله فلسطين وشعبها، وسائر بلادنا وشعوبنا العربية.
 

تابع مواقعنا