الثلاثاء 23 أبريل 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رائد المسرح الذهني توفيق الحكيم.. ماذا قال الحمار للروائي الشهير؟

غلاف الكتاب
ثقافة
غلاف الكتاب
الإثنين 26/يوليو/2021 - 11:46 م

تمر اليوم ذكرى رحيل المفكر والأديب الكبير توفيق الحكيم، المولود في 9 أكتوبر 1898م، والمتوفى في القاهرة 26 يوليو 1987، أحد رواد الرواية والكتابة المسرحية العربية، له العديد من الأعمال المتنوعة بين الروايات والمسرحيات والمقالات وغيرها، واشتهر الحكيم، بأنه رائد للمسرح الذهني، كما ترجمت الكثير من أعماله إلى لغات عدة.

واليوم نتناول إحدى كتبه "حماري قال لي" وهو مجموعة مقالات كتبها الحكيم في صورة حوار جار بينه وبين حماره، وقد عرف طبيعة هذه العلاقة وبدايتها في أولى صفحات كتابه قائلًا: "الحمار له في حياتي شأن، إنه عندي كائن مقدس، كما كان الجعران عند المصريين القدماء، لقد عرفته منذ صغري في صورة جحش جميل، اشتراه لي أهلي بثلاثين قرشًا، وجعلوه لنزهتي، وكانت له بردعة صغيرة حمراء لا أنساها، وكنا خير رفيقين، لا نفترق إلا للنوم، فقد كان في مثل سني، إنه في طور الطفولة من فصيلته وأنا في الطور الطفولة في جنسي".

تحدث الحكيم في العديد من المواضيع الاجتماعية والسياسية المتنوعة، التي تجاوب معه حماره فيها، تحدث معه عن هتلر وموسوليني، تحدث في السياسة والأحزاب، تحدث عن النساء، والنفاق، والجريمة، والكفاح، وحتى تصوره عن الجنة والنار، هنا في مقاله حماري والسياسة جعل إسقاطه على الأحزاب والعمل السياسي، ويقول "جاءني حماري أخيرًا ثائرًا يزيد وينهق ويرعد قائلًا: الموضوع يا سيدي أني قررت نهائيًا الاشتغال بالسياسة، قلت له: على الرحب والسعة، من قال لك إني معارض؟، قال الحمار: هذا هو عين العقل، الواقع أنها كانت سبة أن يجلس أمثالنا هكذا ينظرون إلى أحداث بلادهم ولا يحركون رأسًا ولا ذنبًا، نحن الذين نشأنا في هذا البلد ونعمنا بخيره وخميره ورعينا برسيمه ونجيله، وشربنا من ماء نيله، فكان حتمًا علينا أن يكون لنا يد في مصيره".

وأردف الحمار "إذن يجب أن أساهم في الحركة السياسية بنصيب، لذلك قررت الانضمام إلى حزب من الأحزاب، هل تظن أني سأجد أحزابًا تقبل أن ينضم إليها حمير؟ اطمئن من هذه الجهة ولا يكون عندك خوف".

وهنا يحكي لحماره تصوره عن  للآخرة والجنة والنار، لنجد طه حسين والعقاد وهيكل والحكيم نفسه في تصوره من أهل الجحيم "في الجحيم.. الصاوي بين اللهب والدخان يمشي بخطى وئيدة يتصفح الوجوه..

 الصاوي: أسمع ثرثرة!، يخيل إلي أنني أعرف صاحب هذا الصوت الجهوري، فلأقترب منه عجبًا.. هذا الدكتور طه حسين! ترى ما سبب صخبه وضجيجه؟

طه حسين: (يصيح فيمن حوله) نعم... إني غير راض عن الحياة هنا، إنها فاترة، راكدة، لا يظهر فيها نشاط ولا إنتاج، قد تمضي الأعوام كلها دون أن يظهر في الأفق حدث جديد.

الجماعة: (جماعة من أهل الجحيم تتفصد أجسادهم عرقًا، ويتأوهون من عذاب النار يلتفتون نجو طه) اتق الله يا شيخ!، ألا ترى ما نحن في من عذاب، أي إنتاج وأي نشاط في هذا البلاء؟.

رجل من الجماعة: اتركوه إنه أديب!

الجماعة: أوليس الأديب آدميًا، ألا يشعر هذا الرجل بآلام السعير وعذاب الجحيم؟!

طه حسين: إنما الجحيم حقًا هو العيش بين هؤلاء الهامدين!

جعل الحكيم حماره مطية له، ليس ليركبه ويسير به في الطرقات، إنما مطية لكلامه وإسقاطاته، فحمله بما يحمل من خواطر وبعض الأفكار والتصورات، وكان الحمار خير جليس للرجل، فلم يكن مستمعًا سيئًا ولا ناصح جهول.

 

تابع مواقعنا